أمريكا ساعدت في بنائه، وعالم مسلم باع لهم التقنية.. كل ما تريد معرفته عن برنامج إيران النووي

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/05/09 الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/10 الساعة 15:55 بتوقيت غرينتش
المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي/ فارس

منحت إيران القوى العالمية مهلةً مدتها 60 يوماً لإعادة التفاوض على شروط اتفاقها النووي الذي أبرمته عام 2015، بعد مرور عامٍ على اليوم الذي انسحب فيه دونالد ترامب من هذا الاتفاق التاريخي.

ويقول الرئيس الإيراني حسن روحاني إنَّ إيران ستتوقف عن تصدير فائض اليورانيوم والماء الثقيل من برنامجها النووي، على النحو المنصوص عليه في الاتفاقية. وأضاف أنَّه إذا انقضت مهلة الستين يوماً دون اتخاذ إجراء، فستستأنف إيران تخصيب اليورانيوم بمستوياتٍ أعلى أيضاً.

وهذه هي المرحلة التي وصل إليها برنامج إيران النووي والاتفاق المنهار.

 تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية، رصد مراحل تطور الاتفاق النووي الإيراني وكيف وصل إلى هذه المرحلة.

الصفقة النووية

أبرمت إيران الصفقة النووية عام 2015 مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وروسيا والصين. ونتجت الصفقة، المعروفة رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، عن المحادثات السرية التي أجرتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع إيران بعد تولِّي روحاني، المعتدل نسبياً، مهام منصبه، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وافقت إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم تحت مراقبة مفتشي الأمم المتحدة، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وتهافتت الشركات الدولية على إبرام صفقاتٍ مع إيران، وكان أبرزها مبيعات شركتيّ إيرباص وبوينغ التي بلغت قيمتهما مليار دولار.

كان ترامب قد وعد في حملته الانتخابية لتولي رئاسة البيت الأبيض بإنهاء الصفقة؛ لأنَّها لا تتناول برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو تورُّط إيران في النزاعات الإقليمية، وسحب بالفعل أمريكا من الاتفاق في 8 مايو/أيار عام 2018. وقد أدى هذا الإجراء إلى تعطيل الصفقات الدولية المُتَفق عليها، ووجه ضربةً قاصمة للاقتصاد الإيراني المنهك أصلاً. ومنذ ذلك الوقت، قالت إدارة ترامب إنَّ أي دولة تستورد النفط الخام الإيراني ستواجه عقوباتٍ أمريكية.

مفاعلات إيران النووية

يستقر المفاعل الرئيسي لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في نطنز، وهي مدينة إيرانية تقع في محافظة أصفهان بوسط إيران. وتوجد في إيران محطة نووية واحدة لتوليد الكهرباء في مدينة بوشهر، وقد افتتحتها بمساعدة روسيا عام 2011. وبموجب الاتفاق، أعادت إيران تصميم مفاعل يعمل بالماء الثقيل حتى لا تتمكن من إنتاج البلوتونيوم، ووافقت على تحويل محطة فوردو النووية المنحوتة في الجبال إلى مركز بحوث. وتمتلك أيضاً مفاعلاً نشطاً للأبحاث يفوق عمره 50 عاماً في طهران.

مخزون إيران من اليورانيوم

بموجب شروط الاتفاق النووي، يمكن لإيران أن تحتفظ بمخزون لا يزيد على 300 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب، بعد أن كان مخزونها في السابق يبلغ 10 آلاف كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب. وحالياً يُلزم الاتفاق إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67%، وهو ما يمكن أن يُشغّل محطة نووية تجارية لتوليد الكهرباء. أما اليورانيوم الذي يستخدم لصناعة الأسلحة فلا بد من تخصيبه بنسبة 90%. ومع ذلك، يقول العلماء إنَّه حالما تُخصِّب إحدى الدول اليورانيوم بنسبة تصل إلى حوالي 20%، فإنَّ الوقت اللازم للوصول إلى نسبة 90% ينخفض إلى النصف. وقد خصبت إيران اليورانيوم سابقاً بنسبة 20%.

أجهزة الطرد المركزي الإيرانية

جهاز الطرد المركزي هو جهاز يُستخدم لتخصيب اليورانيوم بدفع غاز سداسي فلوريد اليورانيوم في حركة دورانه السريعة. وألزم الاتفاق النووي إيران بالاكتفاء بتشغيل 5,060 من أجهزة الطرد المركزي من طراز "آي آر-1" القديمة. يستند الجهاز إلى التصميم الهولندي الذي ظهر في سبعينيات القرن العشرين، واستخدمه العالم الباكستاني عبدالقادر خان لبناء برنامج الأسلحة النووية الباكستاني، وباعه فيما بعد لإيران وليبيا وكوريا الشمالية.

تتمتع إيران بالقدرة التقنية على إنشاء وتشغيل إصدارات متطورة من أجهزة الطرد المركزي المسماة "آي آر-2 إم" و "آي آر-4" و "آي آر-6" في مفاعل في نطنز، لكنَّها مُنعت من ذلك بموجب الاتفاق النووي. إذ صرح علي أكبر صالحي، رئيس البرنامج النووي الإيراني، لوكالة Associated Press في سبتمبر/أيلول الماضي بأنَّ جهازي "آي آر-2 إم" و "آي آر-4" يمكنهما تخصيب اليورانيوم أسرع من جهاز "آي آر-1" بخمس مرات، في حين يمكن لجهاز "آي آر-6" أن يفعل ذلك أسرع بعشر مرات. وقد أشار خبراء غربيون إلى أنَّ بإمكان هذه الأجهزة إنتاج يورانيوم مخصب أكثر مما ينتجه  جهاز "آي آر-1" بثلاث إلى خمس مرات في السنة، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وأوقفت إيران أيضاً العديد من أجهزة الطرد المركزي التي نُصبت بالفعل كجزءٍ من الصفقة.

من "الذرة من أجل السلام" إلى ستوكسنت

بدأ برنامج إيران النووي في الواقع بمساعدة الولايات المتحدة. ففي إطار برنامج "الذرة من أجل السلام"، زودت أمريكا طهران بمفاعل بحث واختبار، وبدأت تشغيله عام 1967 في ظل حكم الشاه محمد رضا بهلوي. وانتهت تلك المساعدة عندما أطاحت الثورة الإسلامية الإيرانية الشاه عام 1979.

وفي التسعينيات، وسعت إيران من نطاق برنامجها ليشمل شراء الأجهزة من عبدالقادر خان. ومن بين أنشطتها، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنَّ "إيران ربما تكون قد حصلت على معلومات تصميم" قنبلة وأجرت أبحاثاً على أجهزة إطلاق المتفجرات.

وبحلول أغسطس/آب عام 2002، كشفت أجهزة المخابرات الغربية وجماعة معارضة إيرانية موقعاً نووياً سرياً في نطنز. وتنفي إيران حتى يومنا هذا أنَّ برنامجها النووي كان له بُعد عسكري. وعلَّقت إيران تخصيب اليورانيوم عام 2003، لكنَّها استأنفته بعد ثلاث سنوات في عهد الرئيس الصارم محمود أحمدي نجاد. وقد فرضت القوى العالمية عقوبات قاسية على إيران عبر الأمم المتحدة رداً على ذلك. وسرعان ما نجح الفيروس الحاسوبي "ستوكسنت"، الذي يعتقد الكثيرون أنَّ الولايات المتحدة وإسرائيل شاركتا في تصنيعه، في تعطيل آلاف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية.

واستهدفت سلسلة من التفجيرات، التي أُلقي باللوم فيها على إسرائيل، عددًا من العلماء بدءاً من عام 2010 عندما كانت المخاوف الغربية من برنامج إيران في ذروتها. ولم تعلن إسرائيل أبداً مسؤوليتها عن الهجمات، رغم أنَّ المسؤولين الإسرائيليين تباهَوا في الماضي بنجاحهم في اختراق أجهزة الاستخبارات في البلاد. وقالت إسرائيل العام الماضي إنَّها استولت على سجلات من "أرشيف نووي سري" في إيران.

تحميل المزيد