نتنياهو مدينٌ بالفوز لترامب.. 5 قرارات أنقذته ليصبح أطول رئيس وزراء إسرائيل بقاءً في السلطة

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/10 الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/10 الساعة 17:16 بتوقيت غرينتش
ترامب أثناء لقاء مع نتنياهو في واشنطن / رويترز

أظهر إحصاء للأصوات أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شقَّ لنفسه طريقاً واضحاً للبقاء في السلطة؛ ليصبح واحداً من أطول رؤساء الوزراء الإسرائيليين شغلاً لهذا المنصب في التاريخ.

ومن المقرر أن تمنحه أحزاب اليمين المتطرف أغلبية برلمانية رغم المنافسة الشديدة بينه وبين خصمه الوسطي الرئيسي.

ومع فرز أكثر من 97٪ من الأصوات، يبدو أن حزب الليكود المحافظ بزعامة نتنياهو سيحشد ما يكفي من الدعم للسيطرة على 65 من مقاعد الكنيست المكون من 120 مقعداً، وسيقع الاختيار على رئيس الوزراء لرئاسة الحكومة الائتلافية المقبلة لولاية خامسة قياسية.

الإنجاز الذي حققه نتنياهو يجعله لا يكون مديناً بالشكر للناخبين الإسرائيليين فحسب، وإنما للرئيس ترامب أيضاً.

صحيفة The Washington Post الأمريكية أشارت في تقرير لها كيف اتخذ ترامب مجموعة من الإجراءات قبل الانتخابات ربما كان لها أثر على التصويت، لكنَّ الخطوات التي لم يتخذها الرئيس الأمريكي، والتي ربما كانت لتضعف موقف نتنياهو، لا تقل أهمية عن الخطوات التي اتخذها.

فيما يلي دليل تقريبي عن الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب قبل الانتخابات.

ما فعله ترامب:

1- اعترف ترامب بالجولان بوصفها أرضاً إسرائيلية

في الـ21 من شهر مارس/آذار 2019، أعلن ترامب، على تويتر، أنَّ الولايات المتحدة سوف تعترف الآن بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهي شريط من الأراضي مساحتها أقل بقليل من 500 ميل مربع استولت عليها إسرائيل من سوريا أثناء حرب الأيام الستة عام 1967.

وقد خالفت هذه الخطوة عقوداً من السياسة الأمريكية -والإسرائيلية، في واقع الأمر- التي كانت تنظر للجولان بوصفها ورقة مساومة محتملة في اتفاقية سلام مستقبلية بين إسرائيل وسوريا، لكنَّ سنوات من الحرب الأهلية في سوريا أدت إلى إعادة تقييم للتهديد من قِبَل الإسرائيليين، وأظهرت استطلاعات الرأي أنَّ الكثيرين يؤيدون ضم مرتفعات الجولان لأسباب استراتيجية.

ويبدو أنَّ قرار ترامب بشأن مرتفعات الجولان قد تحايل على العملية المعتادة للتغييرات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. أما في إسرائيل، فقد رأى البعض ذلك على أنه محاولة لإظهار الدعم لنتنياهو، حليف ترامب وصديق عائلة جاريد كوشنر، صهر الرئيس.

وقال جوناثان راينهولد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان، لصحيفة The Washington Post: "من الواضح أنَّ نتنياهو قد نجح في التأثير على ترامب لكي يفعل ذلك لمصلحته الانتخابية. هذا تدخل واضح في العملية الانتخابية الإسرائيلية".

2- تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية

صنفت إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية في الـ8 من شهر أبريل/نيسان 2019. ومن المتوقع لهذا القرار، وهي المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن كياناً حكومياً أجنبياً جماعة إرهابية، أن يفرض المزيد من الضغوط الاقتصادية على الحكومة الإيرانية.

وقد أشار الزعماء الإيرانيون إلى أنَّ هذا التصنيف جاء قبل يوم واحد فحسب من الانتخابات وقالوا إنه يهدف لمساعدة نتنياهو، المنتقد لإيران.

ولم تفُت هذه الفكرة نتنياهو أيضاً.

إذ كتب نتنياهو على موقع تويتر، باللغة العبرية: "شكراً لك، صديقي العزير الرئيس دونالد ترامب، على قرارك بإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. شكراً لاستجابتك لطلب مهم آخر يخدم مصالح بلدنا والمنطقة. سوف نستمر في العمل معاً بأي طريقة ضد النظام الإيراني الذي يهدد دولة إسرائيل والولايات المتحدة وسلام العالم".

3- نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

وكثيراً ما تباهى نتنياهو في حملته الانتخابيه بعلاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أسعد الإسرائيليين وأثار غضب الفلسطينيين عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017 ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في مايو/أيار الماضي وهو القرار الذي أعطى دعماً كبيراً لنتنياهو قبل أن يبدأ السباق الانتخابي.

ما لم يفعله ترامب:

1- إدانة تعليقات نتنياهو بشأن مستوطنات الضفة الغربية

سُئل نتنياهو يوم السبت، أثناء حملته الانتخابية، عن سبب عدم ضم حكومته لبعض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، فأجاب: "سوف ننتقل إلى المرحلة التالية، وهي فرض السيادة الإسرائيلية".

وقد أضافت هذه التعليقات للتكهنات بأنَّ نتنياهو يأمل في وضع أجزاء بعينها من الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية. ويقول النقاد إنَّ مثل هذا الإجراء من شأنه أن يعرض للخطر أي فرص قابلة للتطبيق للصراع الإسرائيلي مستندة إلى حل الدولتين، على الرغم من إشارة نتنياهو إلى حق إسرائيل في السيطرة على أية أرض اكتسبتها في "حرب عادلة للدفاع عن النفس".

ورفض البيت الأبيض التعليق على تصريحات نتنياهو، وهو ما قد يكون انعكاساً للحذر حول التأثير على الانتخابات، لكنَّ إدارة ترامب اتخذت عدداً من الخطوات التي تتعارض مع حل الدولتين، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وإغلاق القنصلية الأمريكية في القدس التي كانت تخدم الضفة الغربية.

ورفض وزير الخارجية، مايك بومبيو، عند ظهوره أمام لجنة تابعة للكونغرس الشهر الماضي الإجابة عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال تدعم حل الدولتين.

2- كشف النقاب عن خطة السلام

أرسل ترامب "كوشنر" بعد وقت قصير من توليه زمام منصبه، للعمل على إيجاد حل سلمي للنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وعلى الرغم من أنَّ كوشنر أخبر صحيفة فلسطينية العام الماضي بأنّ خطة السلام "أوشكت على الانتهاء"، فإنها لم تظهر حتى الآن.

وقال البيت الأبيض إنه يخطط للكشف عن الخطة في وقت ما بعد الانتخابات، على الرغم من أنه من غير الواضح متى سوف يختار ذلك بالضبط. ويقول المنتقدون إنَّ ترامب بتأخيره الكشف عن الخطة، قد تجنب الاستسلام لمطالب المشرعين الإسرائيليين لصالح نتنياهو، إذ أرادوا أن تكون الانتخابات استفتاءً على الخطة.

تحميل المزيد