تطلق شفرات حادة تمزق أهدافها وقادرة على تدمير دبابة! هذه الصواريخ المتطورة التي قتلت سليماني

استخدمت الولايات المتحدة صواريخ قاتلة متطورة للغاية، لقتل القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، وقادة آخرين من الحشد الشعبي في العاصمة العراقية بغداد، الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/01/04 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/01/04 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني - رويترز

استخدمت الولايات المتحدة صواريخ قاتلة متطورة للغاية، لقتل القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، وقادة آخرين من الحشد الشعبي في العاصمة العراقية بغداد، الجمعة 3 يناير/كانون الثاني 2020. 

كان سليماني قد نجا من العديد من محاولات الاغتيال السابقة، لكن لم ترِد إليه سوى تحذيرات قليلة بشأن الصواريخ التي استهدفت سيارته بدقة بالغة أثناء مغادرته مطار العاصمة العراقية.

صواريخ موجهة بالليزر

الطائرة الأمريكية المسيّرة من طراز MQ-9 Reaper، التي تبلغ تكلفتها 64 مليون دولار، كانت قد أطلقت صواريخ موجهة بالليزر على سيارتين عقب مغادرتهما مطار بغداد.

هذه الصواريخ وعددها 4، من طراز Hellfire، الموجّهة بالليزر، والمزودة برؤوس حربية 25 مم، قادرة على تدمير دبابة، إلى جانب قنابل Paveway الموجهة بالليزر.

صحيفة Gulf ذكرت أن صواريخ Hellfire R9X المُستخدمة لقتل سليماني أو ما يطلق عليها صواريخ "نينجا" المعدلة، تمتلك رؤوساً حربية يبرز منها شفرات قاطعة، والمصممة للحدّ من الخسائر الجانبية.

فبدلاً من الانفجار يكون الصاروخ مُجهّزاً بست شفرات طويلة، تبرز مباشرة قبل التصادم، وتمزّق أهدافها بفاعلية، وهو ما يفسر أن بعض بقايا جثث سليماني ورفاقه تم تقطيعها إلى أجزاء وتطايرت بعيدا عن موقع اندلاع الحريق في السيارتين.

لم يُتعرف على أشلاء سليماني إلا من خلال الخاتم المميز الذي كان يرتديه، وأعلنت وسائل الإعلام الإيرانية عن مقتل 10 أشخاص في الهجوم، من بينهم أربعة من كبار المساعدين العسكريين الإيرانيين، وأربعة من قادة الميليشيا العراقية، أبرزهم أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي. 

أمريكا استخدمت الصواريخ في سوريا

سبق للولايات المتحدة أن استخدمت هذه الصواريخ في غارة نفذتها ضد عنصريين من الجهاديين في سوريا، على بعد 16 كيلومتراً فقط من موقع مقتل أبوبكر البغدادي، الزعيم السابق لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في ديسمبر/كانون الأول الماضي. 

تُعد صواريخ Hellfire R9X مصممة للحدّ من الخسائر غير المقصودة بين المدنيين التي تُحدثها الصواريخ التقليدية الأخرى، التي تفجر وتدمر أهدافها والبيئة المحيطة بها، وفقاً لصحيفة The Daily Mail البريطانية. 

تحدَّثت تقارير عن أن هذه الصواريخ استُخدمت أيضاً في قتل نائب زعيم تنظيم القاعدة، أبوالخير المصري، في فبراير/شباط 2017، في قرية المسطومة بسوريا، وهي القرية الواقعة أيضاً في محافظة إدلب، على بعد حوالي 50 كيلومتراً جنوب قرية أطمة.

كانت معظم الأضرار التي لحقت بسيارة المصري أيضاً في منطقة الراكب الأمامي، مع القليل من الأضرار التي أصابت بقية السيارة، لتصبح هذه هي العلامة المسجلة للصاروخ Hellfire R9X، الذي لا تستخدمه القوات الأمريكية إلا في أضيق الحدود.

في شهر مايو/أيار الماضي، سرّب الجيش الأمريكي تفاصيل عن الصاروخ Hellfire R9X، من أجل تحسين صورته في العالم الإسلامي، وإظهار جهوده في محاولة تقليص الأضرار الجانبية والخسائر بين المدنيين.

طُوّر هذا الصاروخ بناء على أوامر من باراك أوباما، بعد أن طالته الانتقادات التي حمّلته مسؤولية مقتل مدنيين في غارات جوية لطائرات مسيّرة (بدون طيار).

الطائرة حاملة الصواريخ

من جانبها ذكرت صحيفة The Daily Mail البريطانية، اليوم السبت، أنه يمكن لرجلين على مسافة مئات الكيلومترات توجيه الطائرة المسيرة MQ-9 Reaper التي تحمل صواريخ "نينجا" بسرعة 370 كم/س، من أجل تنفيذ ضربات دقيقة ونقل صور الهجوم إلى القادة في أي مكان في العالم. 

يقول خبراء الطيران إن الطائرة "صامتة تقريباً"، لكيلا تدع أي مجال لتحذير الأهداف المستهدفة على الإطلاق.

لا تزال وزارة الدفاع الأمريكية رافضة تقديم أي تفاصيل عن الهجوم، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون إيرانيون أن الهجوم كان عن طريق طائرة مروحية.

تعتمد غارات الطائرات المسيّرة بهذه الدقة على معلومات استخباراتية تفصيلية، وكان سليماني خاضعاً للمراقبة شبه الدائمة من القوات الأمنية الأمريكية. 

صحيفة The New York Times ذكرت أن وزارة الدفاع الأمريكية استخدمت معلومات سرية للغاية من مخبرين، وأدوات تتبع إلكترونية، وطائرات استطلاع، وغيرها من وسائل المراقبة من أجل تتبع تحركات اللواء الإيراني.

تحميل المزيد