شكَّل رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة الشرطي نزار النعيم فرج الله بالعاصمة المصرية القاهرة، والذي كان شاهداً على عملية فض اعتصام القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية بأن حمدوك عهد إلى اللجنة بالتحقيق وجمع المعلومات واتخاذ الإجراءات الضرورية، لمعرفة أسباب الوفاة، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
وضمَّت اللجنة وكيل وزارة الخارجية صديق عبدالعزيز، ووكيلة وزارة العدل سهام محمد عثمان، ووكيلة وزارة الصحة سارة عبدالعظيم.
ومساء الثلاثاء الماضي، اندلعت احتجاجات بعدة مناطق من مدينة أم درمان، غرب الخرطوم، بعد الإعلان عن وفاة الشرطي نزار نعيم بالقاهرة في ظروف غامضة.
وذكرت الوكالة السودانية أن اللجنة باشرت عملها باجتماع تحضيري، أتبعته بزيارة لمنزل أسرة الفقيد لأداء واجب العزاء ولقاء الأسرة.
أدلة على عملية فض الاعتصام
وكانت اللجنة الميدانية لقوى "إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي في السودان، قد دعت يوم الخميس الماضي، إلى تشريح جثة الشرطي النعيم، والإعلان عن نتائج التشريح.
ونقلت وسائل إعلام محلية، في وقت سابق، عن النعيم تأكيده أنه يملك أدلة على عملية فض الاعتصام أمام القيادة العامة.
وقدَّم النعيم استقالته من الشرطة أثناء اندلاع الاحتجاجات الشعبية بالسودان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد رفضه أوامر بضرب المتظاهرين.
وفي يوليو/تموز الماضي، كشف "تجمُّع المهنيين السودانيين"، الذي قاد الاحتجاجات بالبلاد، عن "اختفاء قسري لمئات المواطنين"، في أعقاب أحداث فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، يونيو/حزيران الماضي.
وبحسب إحصاءات وزارة الصحة السودانية، بلغ عدد قتلى فض ساحة اعتصام الخرطوم 61 شخصاً.
في حين حمّلت قوى "إعلان الحرية والتغيير" المجلس الانتقالي العسكري الحاكم مسؤولية فض الاعتصام، وقالت إنه أسفر عن سقوط 128 قتيلاً.
ويشهد السودان اضطرابات منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان الماضي، عمَر البشير من الرئاسة (1989-2019)؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية مندِّدة بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.