أول شركة أجنبية تعود لقطاع السياحة في سوريا.. فنادق فرنسية ستفتح أبوابها هناك

قالت صحيفة Financial Times البريطانية إن مجموعة لوفر أوتيل الفندقية الفرنسية ستدير فندقين فاخرين من المقرر افتتاحهما العام المقبل 2020 في العاصمة السورية دمشق، لتصبح بذلك أول شركة غربية تعود إلى قطاع السياحة السوري منذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد عام 2011.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/16 الساعة 12:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/16 الساعة 12:58 بتوقيت غرينتش
شوارع دمشق/رويترز

قالت صحيفة Financial Times البريطانية إن مجموعة لوفر أوتيل الفندقية الفرنسية ستدير فندقين فاخرين من المقرر افتتاحهما العام المقبل 2020 في العاصمة السورية دمشق، لتصبح بذلك أول شركة غربية تعود إلى قطاع السياحة السوري منذ اندلاع الحرب في البلاد عام 2011.

ومن المنتظر أن تتولَّى المجموعة، التي تتوقع ارتفاع معدل الزوار المتوافدين على سوريا من رجال الأعمال في فترة إعادة إعمار البلاد، تشغيل الفندقين الفاخرين الوحيدين اللذين سيخضعان لإدارةٍ دولية في سوريا نيابة عن مجموعة نَزهة المحلية للاستثمار.

وصحيحٌ أنَّ دمشق تبدو مستقرة، لكنَّ الشركات الغربية تشعر بالقلق من العودة إلى سوريا.

إذ ينتشر الفقر هناك، فيما تسببت الحرب الأهلية المستمرة منذ 8 سنوات في مقتل حوالي 500 ألف شخص وتركت مناطق شاسعة من البلاد في حالة خراب، مع استمرار القتال في شمال غرب البلاد. 

وقد أعيقت عملية إعادة الإعمار لأنَّ العقوبات الدولية المفروضة على البلاد تنفِّر المستثمرين الأجانب.

جمعيات دولية تجمّد أعمالها في سوريا 

يُذكَر أنَّ العديد من المجموعات الدولية أوقفت أعمالها في سوريا، بما في ذلك شركة بيل الفرنسية لصناعة الجبن. 

فيما تركت مجموعة فور سيزونز الفندقية البلاد في العام الجاري 2019، مع أنَّه كانت تعمل هناك طوال الحرب، إذ كانت تدير فندق فورسيزونز دمشق، الذي يملكه رجل الأعمال السوري سامر فوز، الذي فُرِضَت عليه عقوباتٌ أمريكية في يونيو/حزيران الماضي بسبب مزاعم بأنَّه يدعم النظام السوري مالياً.

تجدر الإشارة إلى أنَّ السياح كانوا من المصادر المهمة لدعم الاقتصاد السوري قبل عام 2011. 

إذ قال وزير السياحة السوري في الشهر الجاري إنَّ عدد السائحين الذين زاروا البلاد في عام 2010 بلغ 9 ملايين سائح، مضيفاً أنَّ هناك 259 ألف وظيفةٍ مرتبطةٍ بالسياحة قد فُقِدت.

وصحيحٌ أنَّ الرئيس بشار الأسد ومؤيديه يخضعون لعقوباتٍ دولية بسبب اتهامات بأن النظام قتل مئات الآلاف من السوريين وعذَّبهم، لكن لا توجد عقوباتٌ على قطاع السياحة السوري.

ومن جانبه قال منذر نزهة، رئيس مجموعة نزهة للاستثمار، إنَّ إعادة تأهيل الفندقين كلَّفت أكثر من 19 مليون دولار، مضيفاً أنَّه سيجري تشغيلهما تحت علامتي رويال توليب وغولدن توليب التجاريتين التابعتين لمجموعة لوفر.

أكبر مجموعة فندقية في الصين 

يُذكَر أنَّ مجموعة لوفر أوتيل مملوكةً لمجموعة جين جيانغ إنترناشونال، التي تعد أكبر مجموعة فندقية في الصين، والتي اشترتها من شركة ستاروود الأمريكية في عام 2015. ومن بين حوالي 1500 فندق تديرها مجموعة لوفر، يوجد 67 فندقاً في الشرق الأوسط.

وقد أبرمت مجموعة لوفر عقوداً مع مجموعة نزهة منذ حوالي ثلاث سنوات ونصف. 

وقال أمين مكرزل، المدير الإقليمي للمجموعة الفرنسية، إنَّ شركته ستقدم عدة خدماتٍ بدءاً من تعيين مدير عام أوروبي إلى موظفي التوظيف والتدريب. هذا وتزور فِرَقٌ من مجموعة لوفر دمشق بالفعل لتقديم المساعدة الفنية.

ونظراً إلى أنَّ الفندقين سيُشكِّلان جزءاً كبيراً من مجموعة فنادق النجوم الأربعة أو الخمسة التي لا يوجد منها سوى عددٍ قليل في البلاد، يتوقع مكرزل "نسبة إشغال مرتفعة جداً".

وقال مكرزل، الذي أشار إلى أن بعض عمال الإغاثة والدبلوماسيين يقيمون في دمشق: "يجب استيعاب الزوار الدوليين في الأوقات الصعبة". وأضاف متحدثاً عن المخاوف المتعلقة بالعقوبات: "لا علاقة لنا بالسياسة"، مؤكداً أنَّه يتوقع إقبال السياح في المستقبل.

يُذكَر أنَّ مجموعة نزهة هي الوكيل الوحيد في سوريا لشركة دي إتش إل الدولية للشحن والخدمات اللوجستية، وقد بنت أعمالها عن طريق عقودٍ لوجستية أبرمتها مع وكالة التغذية في حالات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة طوال سنوات الأزمة الإنسانية.

وبدأت البحث عن شركاتٍ دولية متخصصة في تشغيل الفنادق بعد فوزها بعقود استثمار مدتها 25 عاماً للمبنيين الفندقيين من أصحابهما في عام 2014.

وفي هذا الصدد، قال نزهة: "يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة التي واجهتنا" في العثور على شركةٍ مستعدة لتشغيل هذين الفندقين. وأضاف: "الآن نأمل أن تكون الحرب قد انتهت حقاً، وأن تبدأ إعادة الإعمار عاجلاً أو آجلاً".

تحميل المزيد