لا خلاف على أن الزعيم الصيني شي جين بينغ، يُعد من أهم الداعمين الدوليين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هجومه على أوكرانيا، لكن يبدو أن صبر الصين على الكرملين قد بدأ ينفد مع استمرار الحرب، بحسب تقارير رصدها موقع Business Insider الأمريكي، الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023.
إذ صرح مصدر روسي مطلع لمركز الأبحاث العسكرية، The Institute for the Study of War، بأن موسكو رفضت خطة سلام دعت لها الصين في فبراير/شباط 2023، وكانت تتألف من 12 نقطة. وأردف المركز أن أعضاء النخب الصينية بدأوا يشعرون بخيبةٍ أمل متزايدة إزاء تعنت الكرملين.
كما ذكرت صحيفة Financial Times البريطانية أن الدبلوماسيين الصينيين حضروا قمةً لنقاش الحل المحتمل للصراع في جدة بالسعودية الأسبوع الماضي، وحرصوا على إظهار أن "الصين ليست روسيا". فيما قال دبلوماسي أوروبي حضر الاجتماعات للصحيفة البريطانية إن حضور الصين أظهر أن روسيا "صارت أكثر عزلة".
بينما سخرت روسيا من الاجتماع، قائلةً إن "مصيره الفشل".
معارضة أمريكا تُوحدهما
فيما صرح محللون عسكريون بأن شي وبوتين يتشاركان مقتهما الشديد لنفوذ الولايات المتحدة العالمي. وقد رأى شي في حرب أوكرانيا طريقةً لتوجيه ضربة إلى الولايات المتحدة، أهم الداعمين الدوليين لأوكرانيا.
لكن الخلافات الجوهرية تظل قائمةً بين الزعيمين، إذ إن شي لم يمد روسيا بالدعم العسكري الذي طلبته في أوكرانيا، كما أثار حنق موسكو برفضه الموافقة على خط أنابيب جديد من سيبيريا. يذكر أن خط الأنابيب الجديد كان سيوفر دفعةً ضرورية لإيرادات الكرملين.
وأظهرت الصين كذلك مؤشرات على اضطرابها بسبب تمرد مجموعة فاغنر ضد الكرملين في يونيو/حزيران، وقلقها حيال تهديدات روسيا النووية لخصومها الغربيين.
ومن المؤكد أن حضور الصين في قمة جدة يمثل مؤشراً آخر على زيادة التباعد بين موسكو وبكين.
ويقول بعض المحللين العسكريين إن الصين تحاول موازنة علاقاتها بتقديم الدعم لروسيا، مع السعي لتجنب استفزاز حلفاء أوكرانيا الأوروبيين الذين تعتمد بكين على اقتصاداتهم.
وأوضح علي واين، محلل Eurasia Group، للموقع الأمريكي: "تستهدف الصين أن تبرهن للغرب على أنها مهتمة بدفع التسوية الدبلوماسية للحرب، وتذكير الغرب بأنها قد تكون الدولة الوحيدة القادرة على تشجيع روسيا على تغيير مسارها. كما تأمل أن تكسب ثناء الدول الأخرى إلى جانب الغرب".
ويقول بعض المحللين العسكريين إن شي مقتنع بقدرته على كسب مكانة مهمة عند لعب دور وسيط السلام الدولي. وقد سبق له النجاح في الوساطة خلال المحادثات التي جرت بين إيران والسعودية مؤخراً.
لكن واين يرى أن الإيمان المفرط بقدرة الصين على التدخل لإحلال السلام في أوكرانيا قد يكون مضللاً.
وأوضح أنه ليس هناك كثير من الأدلة على "أن الصين ستعيد تقييم علاقاتها مع روسيا جوهرياً في محاولةٍ لإنهاء الحرب. حيث تؤمن بكين بأن علاقتها مع موسكو ستساعدها في موازنة الضغوطات العسكرية والاقتصادية المتنامية من الغرب".