قال الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية حسن نصر الله، الأربعاء 12 يوليو/تموز 2023، إنه ينبغي لإسرائيل الانسحاب من عدة نقاط عند الحدود البرية مع لبنان، فيما وجهت تل أبيب رسالة إلى "حزب الله"، مفادها أنها لا تريد تصعيداً، لكنها لن تسمح بالمساس بالسياج الحدودي أو عبوره.
تصريحات نصر الله جاءت في كلمة متلفزة له في ذكرى اندلاع "حرب (يوليو) تموز" التي وقعت بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي عام 2006 واستمرت 33 يوماً، حيث قال: "لا بد من تكامل الجهود بين الدولة والمقاومة وبمساندة من الشعب اللبناني، لكي نستعيد أرضنا المحتلة في قرية الغجر (جنوب لبنان)".
وقام الجيش الإسرائيلي مؤخراً بإنشاء سياج شائك حول المنطقة، وهو ما اعتبره لبنان "خرقاً خطيراً ومحاولة ضم القرية" لإسرائيل.
والثلاثاء، تقدمت الخارجية اللبنانية بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد إسرائيل بتهمة "تكريس" احتلالها الكامل واستكمال ضم الجزء الشمالي اللبناني لقرية الغجر، وطالبت بالانسحاب الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية من غير شروط.
وصدر القرار 1701 عن مجلس الأمن الدولي في أغسطس/آب 2006، والذي بموجبه توقفت المعارك بين "حزب الله" وإسرائيل، ونصّ على زيادة عدد قوات حفظ السلام الدولية (يونيفيل) على الحدود المشتركة إلى 15 ألف جندي.
ولفت نصر الله في كلمته، إلى أن "المقاومين لديهم توجيه بالتصرف إذا وقع اعتداء إسرائيلي على الخيمة المنصوبة عند الحدود الجنوبية"، مضيفاً أن "الإسرائيليين لم يجرؤوا على القيام بأي خطوة ميدانية تجاه الخيمة، وهم توسطوا لحل الموضوع".
وأضاف: "ما زال الإسرائيلي موجوداً في بعض النقاط عند الحدود البرية، وعليه الانسحاب منها".
وعقب احتلال دامَ أكثر من عقدين، انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وحددت الأمم المتحدة "الخط الأزرق" لتأكيد الانسحاب، إلا أن لبنان يتحفظ على 13 نقطة حدودية تسيطر عليها إسرائيل عند الحدود البرية البالغ طولها 87 كلم.
ردُّ تل أبيب
بعد الخطاب بساعات قليلة، وجهت إسرائيل رسالة إلى "حزب الله" اللبناني، مفادها أنها لا تريد تصعيداً، لكنها لن تسمح بالمساس بالسياج الحدودي أو عبوره.
جاء ذلك وفق ما أوردته قناة "كان" العبرية الرسمية، ولكنها لم توضح الوسيط الذي نقلت من خلاله إسرائيل رسالتها إلى "حزب الله"، لكنها قالت إن الوسيط الأمريكي عاموس هوكستين، الذي قاد جهوداً تمخضت عن توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في أكتوبر/تشرين الأول 2022، "يعمل مرة أخرى بين إسرائيل ولبنان، هذه المرة في موضوع الحدود البرية".
وأضافت "كان": "بحسب التقديرات، في الحادث الذي حاول فيه عناصر حزب الله ضرب السياج، تقرر (من قِبل إسرائيل) استخدام أسلحة غير فتاكة؛ من أجل عدم تفاقم الوضع".
وفي وقت سابق، قال "يوآف غالانت" وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي غادر لزيارة أذربيجان: "ردعنا نشطاء تابعين لحزب الله على الحدود مع لبنان بوسائل غير قاتلة".
والأربعاء، ألقى الجيش الإسرائيلي قنبلة تجاه عدد من الأشخاص قال إنهم حاولوا المساس بالسياج الحدودي مع لبنان، وسط حديث في الإعلام اللبناني عن تسجيل 3 إصابات.
وقال الجيش في بيان وصلت إلى الأناضول نسخة منه: "اقترب عدد من المشتبه فيهم بوقت سابقٍ اليوم، من السياج الأمني على الحدود مع لبنان، وحاولوا المساس بمنطقة العائق الأمني".
وأضاف: "رصدتهم قوات الجيش مباشرة واستخدمت وسائل لإبعادهم"، مشيراً إلى أن "هوية المشتبه فيهم غير معروفة".
وذكرت صحيفة "النهار" أن الانفجار "وقع في بلدة البستان بين الناقورة ومدينة صور، وهي منطقة غير مأهولة وتُشرف عليها قوات يونيفيل الأممية".
وقالت قناة "LBCI" اللبنانية، إن "3 شبان أصيبوا في قرية البستان نتيجة إلقاء قنبلة من قبل الجانب الإسرائيلي".
وتشهد منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان تصاعداً في التوتر.