الاحتلال يقمع المصلين بالمسجد الإبراهيمي.. آلاف الفلسطينيين لبّوا الدعوة احتجاجاً على مشروع إسرائيلي

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/13 الساعة 11:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/13 الساعة 11:42 بتوقيت غرينتش
قمع قوات الاحتلال للمصلين في المسجد الإبراهيمي/ رويترز

هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، بقنابل الصوت، مصلين فلسطينيين، بعد انتهائهم من أداء صلاة الجمعة في المسجد الإبراهيمي، وسط مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.

يأتي ذلك بعد أن لبى نحو خمسة آلاف فلسطيني دعوة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، لأداء الصلاة في المسجد، رفضاً لمشاريع إسرائيلية تستهدف تغيير معالمه من خلال مشروع لتشييد مصعد في قلب المسجد الإبراهيمي سيشرف عليه الجيش الإسرائيلي.

قمع المصلين في المسجد الإبراهيمي

قال الشيخ حفظي أبوسنينة، مدير المسجد، إن قوات الاحتلال كثفت وجودها على أبواب الحرم، وبعد انتهاء صلاة الجمعة أطلقت قنابل الغاز والصوت لتفريق المصلين.

أضاف أبوسنينة لوكالة الأناضول: "ما يزيد عن خمسة آلاف فلسطيني أدوا صلاة الجمعة في المسجد"، وقال أبوسنينة إن تلبية الدعوة لأداء صلاة الجمعة في المسجد "دليل على الانتماء الحقيقي للمسجد الإبراهيمي، كمسجد خالص للمسلمين".

فيما استبق جيش الاحتلال توافد المصلين إلى المسجد بتعزيز قواته في محيطه، وعلى مداخله، ونشر السواتر الحديدية في ساحته، والتدقيق في هويات المصلين والصحفيين.

قال شاهد عيان للأناضول، فضل عدم الكشف عن هويته، إن قوات الاحتلال لم تسمح بدخول المصلين إلا فرادى، ما ترتب عليه تكدسهم على الحواجز الموجودة مسبقاً، والمؤدية إلى محيط المسجد.

عادة ما تخضع الصلاة في المسجد الإبراهيمي لقيود أمنية مشددة، إذا يتوجب على المصلين اجتياز عدة حواجز وبوابات إلكترونية، قبل وصولهم الدرج المؤدي إلى مكان الصلاة.

مشروع لـ"تهويد" المسجد

الخميس، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إغلاق جميع مساجد مدينة الخليل، وطلبت من المصلين أداء صلاة الجمعة في المسجد الإبراهيمي "استنكاراً" لإجراءات الاحتلال فيه.

فقد بدأت إسرائيل أعمال حفريات في الجهة الجنوبية للمسجد، لإقامة ساحة انتظار للسيارات ومسار لمرور الأفراد، ومصعد كهربائي ملاصق للمسجد، رغم رفض الحكومة الفلسطينية.

مواجهات في المسجد الإبراهيمي/ رويترز
مواجهات في المسجد الإبراهيمي/ رويترز

تقول وزارة الأوقاف الفلسطينية إن هدف المشروع هو "تهويد" المسجد، وتسهيل اقتحام المستوطنين له.

في وقت سابق الجمعة، قال الشيخ جمال أبوعرام، مدير الأوقاف الإسلامية بمدينة الخليل: "كان لزاماً علينا اليوم، التواجد والصلاة في الحرم الإبراهيمي رداً على الاحتلال وغطرسته، ورفضاً لهذه الاعتداءات واستنكاراً وشجباً لما يقوم به الاحتلال".

أضاف أن "جميع مساجد الخليل أغلقت واقتصرت صلاة الجمعة على الحرم (المسجد)".

بإشراف من وزارة الدفاع

بينما قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الإثنين الماضي، في تغريدة على تويتر: "بناء على قرار وزير الدفاع (بيني غانتس) بدأ العمل لتسهيل الوصول إلى الحرم الإبراهيمي".

أضافت: "يتم تنفيذ العمل من قبل قسم الهندسة والبناء بوزارة الدفاع، وتحت إشراف الإدارة المدنية، ومن المتوقع أن يستمر حوالي ستة أشهر".

في يوليو/تموز 2017، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة "اليونسكو" إدراج الحرم الإبراهيمي، والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي.

منذ عام 1994، يُقسَّم المسجد الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم، عليه السلام، إلى قسمين: قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، وذلك إثر قيام مستوطن بقتل 29 فلسطينياً في صلاة الفجر، في 25 فبراير/شباط من العام ذاته.

تحميل المزيد