كل عام يلقى آلاف المهاجرين مصرعهم في محاولة لعبور الحدود الدولية بطريقة غير شرعية. فثلثا المهاجرين الذين ماتوا عام 2014 قضوا في البحر المتوسط الذي يشكل بوابة الدخول إلى القارة الأوروبية لأولئك الذين يحاولون الهرب من النزاعات والاضطهادات والفقر، وبشكل خاص في إفريقيا والشرق الأوسط.
وتيار الهجرة الرئيسي يمر حتى عام 2015 في وسط البحر المتوسط. فطالبو اللجوء، الذين يتحدرون بغالبيتهم من سوريا وإريتريا، يستخدمون ليبيا كمعبر للوصول إلى إيطاليا أو مالطا.
وهذا الطريق هو الأخطر على الإطلاق؛ إذ يموت مئات الأشخاص سنوياً في محاولة لعبور المتوسط بواسطة مراكب صيد مكتظة أو زوارق مطاطية يؤجرها مهربو البشر.
وقد شهد الطريق عبر دول شرق المتوسط خلال الأزمة الحالية تدفقاً لا مثيل له للاجئين والمهاجرين الذين يتحدرون بغالبيتهم من سوريا وهم يعبرون تركيا للوصول إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان وجنوب بلغاريا أو قبرص.
ويتوجهون تالياً شمالاً عبر مقدونيا وصربيا للوصول إلى الدول الواقعة غرباً كالمجر وألمانيا والنمسا.
وحركات الهجرة التي لم تكن متوقعة في 2015 زادت الضغط على حدودِ عددٍ من دول الاتحاد الأوروبي.
فطريق غرب البلقان شهد بشكل خاص زيادة ملحوظة لعدد اللاجئين والمهاجرين، وهو يضم تيارين رئيسيين للهجرة تيار مواطني المنطقة (كوسوفو)، وتيار المهاجرين القادمين من دول أبعد ويتطلعون إلى دخول الاتحاد الأوروبي.
وبما أن المراقبة على الحدود تختلف من بلد إلى آخر بات المهاجرون يلجأون إلى طرق بديلة تمر بصربيا، أو بكرواتيا وسلوفينيا أو بصربيا ورومانيا.
وتبقى آمال الكثيرين معلقة على إيجاد ملجأ في دول أوروبية كالنمسا وألمانيا والسويد وبريطانيا.