فيديو

وبهِ قد يكون أغلب نفط الخليج محرّماً على قناة السويس

تم النشر: 2020/10/22 الساعة 16:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/22 الساعة 17:11 بتوقيت غرينتش

هذا المشروع الذي يهدّد قناة السويس لم يكن ليُبعث من جديد

لولا التطبيع الإماراتي مع إسرائيل

وإسرائيل تعد بأنه طريق عبور أرخص وأسرع

وبه قد يكون أغلب نفط الخليج محرّماً على قناة السويس

هو خط أنابيب نفط أقيم سراً قبل عقود بين إيران وإسرائيل

دفنته ثورة الخميني

وبعثَه التطبيع الإماراتي الإسرائيلي إلى العلن

 

من الخليج العربي..

من الخليج العربي هذا تنطلق بواخر النفط

وكي تذهب إلى أوروبا

تحتاج للعبور من قناة السويس المصرية

لقد مثّلت القناة أهمية سياسية واقتصادية لمصر

وشرياناً حيوياً للعالم بأسره

وقناة السويس من صنع البشر

هي أقصر طريق بحري بين العالم القديم إفريقيا وآسيا وأوروبا

فهي توفّر على السفن الالتفاف حول قارة إفريقيا ثم العبور من مضيق جبل طارق كي تصل للقارة الأوروبية

وكل قطرة نفط تتجه من الخليج إلى أوروبا تحتاج قناة مصر

أما الآن فهناك ما يهدِّدها

هنا على الضفة الشرقية لسيناء يقع خليج العقبة

والآن ستضيق الحدود البحرية لتتقاطع الأردن مع السعودية ومصر وإسرائيل

وإسرائيل صاحبة أصغر ساحل على البحر الأحمر

ستكون المستفيد الأكبر

هنا تقع إيلات وميناؤها

ومن هنا يبدأ خط أنابيب يعبر اليابسة وصولاً إلى عسقلان ومينائها

ومن هناك ستحمل السفن النفط إلى أوروبا

خطوط أنابيب إيلات – عسقلان أو ما تعرف بـ EAPC

يبلغ طولها 158 ميلاً تعبر من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط

ستقدّم بحسب خبراء بديلاً أرخص ثمناً من قناة السويس لنقل نفط الخليج العربي

وفكرة الخطوط قديمة يعود تاريخها للخمسينيات

والنفط العابر من قناة السويس بيد مصر..

وكانت إسرائيل تعلم أن جمال عبدالناصر الذي فرض قيوداً على الشحن في ١٩٥٦ يمكن أن يستخدم القناة كورقة نفطية

 

لذلك كان النفط الإيراني حلاً للمورّدين

وأنابيب إيلات – عسقلان حلاً للطريق

وتوزّعت حصص الشريكين على الشكل التالي:

50% لإيران و50% لإسرائيل

أُنشئت الأنابيب في وقت قصير

وبالرغم من أن أساس إقامتها هو نقل نفط إيران من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط

فإن الخطوط عملت منذ 1979 بالاتجاه المعاكس

نتيجة انتصار ثورة الخميني في إيران وقطعه العلاقات مع إسرائيل

وكانت إسرائيل في حالة حرب مع كل العرب وقتها

أي أن نفط الجنوب لن يأتي

لا من إيران.. ولا من العرب

وأصبح النفط يأتي من الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفييتي مثل أذربيجان وكازاخستان

ويعبر البحر المتوسط إلى عسقلان

ومن عسقلان إلى البحر الأحمر

ومن البحر الأحمر إلى جنوب شرق آسيا

وأعمال خطوط شركة أنابيب إيلات – عسقلان كانت سرية تماماً

لا تصدر أي بيانات مالية ولا تصرّح بأسماء العملاء

لأن ذلك قد يضع شركات النفط أمام حظر على عمليات التحميل في دول عربية نفطية مهمة مثل: السعودية والإمارات وقطر

فهل ستلتهم أنابيب إسرائيل حصة قناة السويس كاملة؟

رسمياً

لا

إسحاق ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة خطوط أنابيب إيلات – عسقلان، قال لمجلة Foreign Policy الأمريكية إن هدفه الاستحواذ على 17% من أعمال النفط التي تستخدم قناة السويس الآن

لكن الأمر قد يكون أخطر من ذلك

 

في 2005 نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريراً تقول فيه إن نفط روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة ستنقل الغاز من عسقلان إلى إيلات ومنه إلى البحر الأحمر ومن ثمّ إلى سوق الاستهلاك في آسيا

بما يوفر ثلثي الوقت، و10% من تكلفة النقل مقارنة بقناة السويس

والآن تتأثر قناة السويس أكثر

إيرادات القناة لمصر تقدر بـ27 مليار دولار سنوياً

17% من هذا المبلغ تأتيها من ناقلات النفط

وقد تخسر مصر نصف هذا المبلغ

فخطوط أنابيب إيلات عسقلان قادرة على نقل 55 مليون طن من البترول

أي أنها قد تستحوذ على 51% من كميات النفط التي تعبر من القناة المصرية

ولأن ناقلات النفط العملاقة التي تتسع لـ2 طن تستطيع الرسو في إيلات

ولا تستطيع المرور من مصر.. سيفضل التاجر استئجار سفينة واحدة ضخمة ترسو في إسرائيل

بدلاً من استئجار سفينتين للعبور من قناة السويس

أنابيب إسرائيل تختصر أياماً من النقل البحري وانتظار العبور

وتوفر المال.. فرسوم 300 – 400 ألف دولار باتجاهٍ واحد عبر قناة السويس

تسمح لإسرائيل بالمنافسة في الأسعار

وبمجرد قول كلمة: منافسة

سيعني ذلك أن مصر خسرت احتكارها التاريخي لعبور النفط الكبير

لكن القناة لا تموت

فالطاقة السنوية لضخ النفط عبر خطوط إيلات – عسقلان لا يمكنها أن تستوعب كل حاجة دول الشمال من النفط

الخطوط نفسها عانت من مشاكل

ففي 2014 تعرضت الخطوط للانهيار وتسرّب 1.3 مليون غالون من النفط الخام في محمية عين عبرونة الطبيعية الصحراوية

وتلك كانت أكبر كارثةٍ بيئية في تاريخ إسرائيل

ستعمل تل أبيب بكل تأكيد على تعزيز قدرة واستيعاب خطوطها النفطية.. في ضوء توجهها لتصبح مركزاً لتصدير الطاقة إلى العالم

وهذا بالمناسبة مشروع أراده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمصر

غير أن ملف التطبيع الخليجي لا يحجّم أحلام مصر المستقبلية فحسب

بل يقلل مما بين يدي القاهرة الآن!

مصر هي أول دولة عربية طبّعت العلاقات مع إسرائيل

وإسرائيل تنافسها الآن في نقل غاز المتوسط.. فوقعت في يناير 2020 على خطوط  أنابيب “إيست ميد” مع اليونان وقبرص

وهي تنافسها أيضاً على حصة النفط العابر من قناة السويس

فما الذي تبقى مع مصر ولا ينافسها أحد عليه؟

تحميل المزيد