فيديو

كلماتها تحمل معاني مختلفة من الحزن والشوق والحب.. لماذا تغنى “ترويدة الشمالي” بطريقة غير مفهومة؟

تم النشر: 2020/08/04 الساعة 08:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/04 الساعة 08:53 بتوقيت غرينتش

للوهلة الأولى عند سماع الأغنية
تبدو وكأن كلماتها أشبه بتعويذة
لكن في الحقيقة هذه الكلمات
نسجتها أشواق الأمهات والأسرى
تحمل في مضمونها معاني مختلفة
من الحزن والشوق والحب
بدأت القصة عام 1936
مطلع الثورة الفلسطينية الكبرى
عندما عمد الانتداب البريطاني
إلى قطع كل أساليب التواصل
بين الثوار وبين القرى ومحيطها
عندئذٍ ابتكرت النسوة طريقةً
لإيصال الأخبار الى الثوار
بتشفير الغناء
وكانت تلك الطريقة
تعرف باسم الترويدة
وتقوم الترويدة على قلب أحرف الجملة أو قلب الحرف الأخير من كل كلمة
وأنا ليليلبعث معليلريح الشمالي لالي يا رويللووو
(وأنا الليلة لبعث مع الريح الشمالي)
ياصليلار ويدورليللي على لحبيليلابا يا رويللووو
(يوصل ويدور على الحباب يابا)
يا هللوا روح سلللملي على للهم يا رويللووووو
(يا هوا روح سلملي عليهم)
وطالالالت الغربة الليلة واشتقنا ليلي للهم يا رويللوووو
(وطالت الغربة واشتقنا لهم)
يا طيرلرش روح للي للحباب واصلللهم يا رويللوووو
(يا طير روح للأحباب ووصل لهم)
فكانت النساء عندما يمر شاب من الثوار يبدأن بالغناء بتلك الطريقة لإعطائه الأخبار وإيصال الرسائل
وهي رسائل تتضمن أسرار الحب والشوق، وأسرار الحرب للمقاومين، ورسائل تحذيرية للأسرى من هجوم محتمل على السجون
استمر التعامل بها حتى بعد النكبة وبعد إنطلاقة الثورة الفلسطينية في الخارج
وإلى الآن الكثير من أهل المخيمات يتحدثونها بطلاقة لكي لا يفهم كلامهم الغريب عنهم ويخبر أجهزة الأمن بتحركات الفدائيين
وكانت الأعراس لها نصيبها من الترويدة المشفرة
شاعت هذه الكلمات في الأغنيات الفلسطينية وتحولت العبارات المشفرة إلى جزء من الأغنية الفلسطينية
التي نجحت في نقل أحداث القضية وأدق تفاصيلها محاولة تذكيرنا بما مضى

تحميل المزيد