تبدأ الحكاية في فترة الستينات
بين اثنين من أهم ثنائيات الغناء العربي
الشاعر أحمد فؤاد نجم
والملحن الشيخ إمام
كان نجم يكتب قصائده في الصباح
ويلحنها ويغنيها إمام في الظهيرة
ليبدأ فصل جديد
في الأغنية العربية
من تمجيد أبطال العسكر
إلى انتقاد الوضع الاقتصادي
في بادئ الأمر تجاهلت الحكومة
المصرية الشيخ إمام ونجم
لكن سرعان ما انقلب الحال بعد
هجومهما على الأحكام التي
برّأت المسؤولين عن هزيمة حرب عام 1967
فتم القبض عليهما واتُّهما
بتعاطي الحشيش سنة 1969
وأطلق القاضي سراحهما لعدم كفاية الأدلة
لكن قوات الأمن قبضت عليهما مجدداً
وحكم عليهما بالسجن المؤبد
ليكون إمام أول سجين بسبب
لحن في تاريخ الثقافة العربية
وهنا اقترنت أغنيتهما المشهورة
“شيِّد قصورك”
بوجودهما في السجن
كتبها شاعر تكدير السلم العام “نجم”
شيد قصورك ع المزارع/ من كدنا وعمل إيدينا والخمارات جنب المصانع/ والسجن مطرح الجنينة واطلق كلابك في الشوارع/ واقفل زنازينك علينا وقِلّ نومنا في المضاجع/ أدي احنا نمنا ما اشتهينا
تنقل إمام ونجم من سجن إلى آخر
حتى أُفرج عنهما بعد اغتيال أنور السادات
لكن ذلك لم يمنعهما من نقد خلفه
بأغانٍ أشد حدة وأكثر جرأة
منتقدان اتساع الفجوة بين الأثرياء
وطبقة الفقراء في تلك الحقبة
والتوجه نحو الرأسمالية في السبعينيات
من القرن الماضي في مصر
ليلقيا نفس المصير وهو السجن
وتوفي الثنائي تاركيْن وراءهما
فن “موسيقى السجون”.. الفن الذي وُلد
من جحيم المعتقلات العربية