فيديو

ثروات إفريقيا العظيمة هي لعنتها المستمرة.. فمن يسرق طعام إفريقيا؟

تم النشر: 2020/09/09 الساعة 07:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/09 الساعة 07:52 بتوقيت غرينتش

وقع الغرب في غرامها من أول نظرة
فاستعمروها
وعندما انتهى الاحتلال العسكري
عادوا إليها
عبر شركات وشراكات مع شبكات الفساد المحلية الحاكمة
ما زالت هي الأغنى بين القارات
والأكثر فقراً بين الشعوب
فهناك من يسرق طعام إفريقيا الآن؟
الثروات الطبيعية العظيمة لإفريقيا هي لعنتها المستمرة
أول ما اكتشفه الاستعمار كان أغلى ثرواتها..
وهو الإنسان الذي تم استعباده..
كانت سفن أوروبا تنقل بضائعها إلى إفريقيا
وتعود محملة بالعبيد
ثم توزّع ضحاياها عبر سواحل الأطلسي

ثم بدأ الهجوم الاستعماري الأوروبي على سواحل وجزر إفريقيا
وأضفى مؤتمر برلين 1884 صبغةً رسميةً على الإمبريالية الجديدة
وتقاسمت 7 دول أوروبية معظم مساحة القارة السوداء

وقاتل مليون إفريقي مع الحلفاء في الحرب العالمية الأولى
ومليونان في الحرب العالمية الثانية
كان الطلب على المواد الخام هو الدافع الأساسي للاستعمار
بحثاً عن المعادن والمنتجات التي أصبحت أساس الصناعة الأوروبية
لكن القارة التي تملك 30% من احتياطات النفط والغاز والمعادن في العالم بلغت حصتها 1% فقط من التصنيع العالمي في عام 2011
وهي النسبة ذاتها كما كانت في عام 2000
فلماذا لا تتقدم إفريقيا في عالم يتقدم فيه الجميع؟
السبب هو تحالف الاستعمار الجديد مع شبكات النفوذ والحرب
الاستعمار يغير ملابسه ولا يغير أسلوبه
رحلت جيوش الاحتلال وبقيت شركاته

إفريقيا تتعرض للنهب من خلال شركات متعددة الجنسيات
وتحويلات مالية سرية وإعفاءات ضريبية
هكذا لخص الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان المأساة
في تقرير عنان ورد أن الشركات التي تحظى بمحاباة في دفع الضرائب
تكلف القارة السوداء 30 مليار دولار سنوياً
ليس هذا فقط
عمال هذه الشركات يدفعون أكثر من المليونيرات
اكتشف عنان في زامبيا أن عمال مناجم النحاس
يدفعون ضرائب بنسب أعلى من الشركات متعددة الجنسيات
وقال عنان: هذا يشبه سرقة الطعام من موائد الفقراء
وإفريقيا تذهب للصين أيضاً
التي تسيطر على الموانئ والمطارات والسكك الحديدية
بتنفيذ مشاريع البنية التحتية مقابل الموارد الطبيعية
ونظراً لتبنيها خطاباً مضاداً للإمبريالية
وعدم وجود تاريخ استعماري لها في القارة
حصلت بكين على صفقات لاستخراج الذهب والألماس واليورانيوم
ومن المتوقع أن تصل أرباح بكين من القارة إلى 440 مليار دولار بحلول 2025
أما روسيا فدخلت من أبواب الصراعات العسكرية
تعد روسيا شريكاً دفاعياً ومورّد السلاح الأكبر للقارّة
الجزائر أكبر مستورد للأسلحة الروسية ثم مصر والسودان وأنغولا
كما تنشط شركات الأمن الروسية الخاصة في أكثر من موقع للنزاع
رغم ذلك تتراجع مستويات المعيشة لكل الإفريقيين
بسبب الفساد
أسوأ بلدين على مؤشر الفساد العالمي من إفريقيا: الصومال وجنوب السودان
وبين 2009 و2019 خسرت إفريقيا بسبب الفساد نحو 1.5 تريليون دولار
منها 60% نتيجة فساد الشركات متعددة الجنسيات
و35% أنشطة غير قانونية لعصابات السلاح والمخدرات والأعضاء البشرية
و5% رشاوى لكبار الموظفين والمسؤولين

والنتيجة؟
نصيب الفرد الإفريقي سنوياً من الناتج المحلي 850 دولاراً فقط
متوسط عمر الفرد 55 عاماً مقابل 85 عاماً في اليابان
تاريخياً كانت الدول الإفريقية تحوّل احتياطياتها من النقد الأجنبي
وتودعه في مصارف دول الاستعمار القديم
واستمر ذلك إلى ما بعد الاستقلال
الآن
يحصل ساسة وحكام وجنرالات إفريقيا على أموال وثروات شعوبهم
ويغسلون عمولات صفقات السلاح والطيران
ثم يودعون ما نهبوه في بنوك الاستعمار

مستقبل إفريقيا رغم مزاياها الواضحة
يعتمد على إنشاء أنظمة مستقرة للحكم
والتغلب على جيوب التطرف والعنف والاحتقان القبلي والطائفي
لكن قبل كل ذلك
يجب أن تتخلص إفريقيا من الاستعمار الغربي
والمحلي

تحميل المزيد