كل هذا الحب الذي يؤرق الملايين نحو كرة القدم تترجمه «فيفا» إلى مليارات الدولارات سنويا وكلما سجل لاعب أو فاز فريق في مكان ما على ظهر الكوكب ارتفعت أرصدة «فيفا» في البنوك العلنية والسرية فأين تذهب مليارات «فيفا»؟ دعونا أولا نفهم ما هو الاتحاد الدولي لكرة القدم، “فيفا” نشأ هذا الاتحاد كمؤسسة غير ربحية في مايو/أيار ألف وتسع مئة وأربعة في باريس مقره الان بمدينة زيورخ في سويسرا. تحت مظلة الفيفا يوجد 211 اتحادا لكرة القدم في العالم. ويسجل في دفاتره رقم مرعب من اللاعبين يصل إلى أكثر من 240 مليون لاعب موزعين على 300 ألف ناد على هذا الكوكب الميزانية يتم احتساب ميزانية “فيفا” كل أربع سنوات فمثلا في الأعوام الأربعة الأخيرة، حصدت الفيفا 5 مليارات و700 مليون دولار وتتوقع “فيفا” لميزانيتها الرباعية المقبلة تحقيق 6 مليارات و600 مليون دولار فما هي مصادر هذه المليارات؟
تدر على “فيفا” أربع قنوات رئيسية أولا: حقوق البث التلفزيوني حصدت فيفا مثلا من حقوق بث مونديال روسيا ما يتجاوز مليارين وأربع مئة وثلاثين مليون دولار. ثانيا: الرعاة هناك نوعان من الرعاة: شركاء الفيفا الدائمون: مثل كوكاكولا وأديدياس وغيرهما.. رعاة كأس العالم: ويتغير هؤلاء في كل بطولة. وحصدت فيفا منهم خلال مونديال روسيا مليارا وست مئة مليون دولار ثالثا: تذاكر المباريات تتنوع أسعار تذاكر المباريات، حسب مستوى الفريقين، وحسب المكان الذي تود الجلوس به وتتراوح بين 220 دولارا إلى أغلى تذكرة تصل إلى 1100 دولار وبالمناسبة حصلت الفيفا في مونديال روسيا من حصيلة التذاكر خمس مئة وسبعة وعشرين مليون دولار بدون كأس العالم تربح “فيفا” أيضا حيث تكسب من توظيف شعارها في ألعاب الفيديو وأشهرها بالتأكيد لعبة FIFA ففي كل يوم واحد تقام أكثر من 200 مليون مباراة في لعبة Fifa حول العالم اللعبة التي تربح800 مليون دولار سنوياً.
أين تذهب مليارات “فيفا”؟ هناك عدة قنوات رئيسية تنفق فيفا خلالها ملياراتها تنظيم الأحداث الرياضية وأبرزها كأس العالم تدفع الفيفا تكاليف إقامة المنتخبات، التأمين على المشاركين تعويضات للأندية التي يشارك لاعبوها بالبطولة ووصلت قيمة ذلك في مونديال روسيا تقريبا إلى نصف مليار دولار كما تدفع “فيفا” أيضا للمنتخبات المشاركة في كأس العالم بإجمالي 400 مليون دولار يحصل الفائز منها 830 مليون دولار ، ويذهب 820 مليونا للوصيف رواتب حكومة فيفا تدفع “فيفا” ثمانية و80 مليون دولار رواتب سنوية لموظفيها تخيل أن 40 مليونا تذهب لأكبر 13 منصبا بالاتحاد ويحصل رئيس “فيفا” وحده على 1مليون و530 ألف دولار سنوياً.
مشروعات تطوير اللعبة تخصص “فيفا” حصة من إيراداتها لتنمية الكرة حول العالم تبلغ قيمتها نحو مليار دولار كل 4 سنوات يتم إنفاقها على البنية التحتية والمنشات الرياضية وتخصص “فيفا” لكل اتحاد كرة محلي دعما سنويا يفوق المليون دولار أخيرا تدخر “فيفا” رصيدا احتياطيا يصل إلى مليار وخمسمئة وعشرين مليون دولار تحسبا لأحداث غير متوقعة أسوأها قد يكون إلغاء كأس العالم في اللحظات الأخيرة بعيدا عن كل هذه المليارات والبيزنس الكبير الذي صنعته الفيفا تبقى الكرة “لعبة الفقراء” يمارسونها في أصغر شوارع الأرض وأكثرها فقرا لكنهم محرومون من مشاهدة نجومهم المفضلين إلا مقابل الكثير من المال.