“لم يكن الرئيس ترامب يعرف أن بريطانيا دولة نووية
وسأل عما إذا كانت فنلندا جزءاً من روسيا
وقال: سيكون أمراً «رائعاً» أن نغزو فنزويلا”
كل هذه معلومات عن ترامب تجدها في كتاب شعاره:
“هذا الكتاب لا يريد دونالد ترامب أن يقرأه”
عنوان يمثل أفضل دعاية لكتاب جديد..
الكاتب هو جون بولتون
مجرد واحد من عشرات ألقى بهم ترامب من سفينته..
بالطريقة المهينة ذاتها..
لكنه ليس مثل البقية.. فهو يعرف الكثير.. ويلعب بأوراق ترامب ذاتها..
ومتى؟
على مشارف الانتخابات الرئاسية
كانوا حول ترامب.. ثم انفضوا من حوله
الكاتب هو مستشار الأمن القومي السابق
استغل 17 شهراً في البيت الأبيض لتحقيق أهداف كبيرة
أهمها انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني
قدم في كتابه صورة باهتة لرئيس يجهل الحقائق الأساسية عن العالم
ضعيف الإرادة أمام التملق والنفاق
يلجأ إلى تصريحات كاذبة
ويستخدم الكلام البذيء
قراراته متسرعة
مستعد لتقديم خدمات لحكام طغاة يروقون له
توسل إلى الرئيس الصيني شي جين بينج ليضمن فوزه في الانتخابات
وجاهل..
قال مرة عن الصحفيين: يجب إعدام هؤلاء الناس، فهم حمقى
وعن معسكرات اعتقال المسلمين في الصين
قال: إن على الرئيس الصيني المضي قدماً في هذا الأمر الصائب
يخلط بين مصالحه والسياسة العامة للبلاد
الإحاطات الاستخباراتية المقدمة إلى الرئيس مجرد مضيعة للوقت
الزوبعة كبيرة رغم أن بولتون واحد من عشرات المسؤولين
الذين اختارهم ترامب ذات يوم في مناصب كبيرة
ثم ضاق بهم ذرعاً
أو اختاروا القفز طواعية من سفينته
قبل وصوله للبيت الأبيض استقال رئيس حملته بول مانافوردي
بعد معلومات عن علاقاته بروسيا وأوكرانيا
ثم كان جيمس كومي مدير مكتب إف.بي.آي أول الراحلين عن إدارة ترامب
على خلفية التحقيقات بشأن تعاون ترامب مع روسيا للتأثير في الانتخابات
وتوالى المطرودون والهاربون
أكثر من 50 إقالة واستقالة في أقل من عامين
لكن في زلزال بولتون
يبدو الأمر مرتبطاً بالانتخابات الرئاسية الوشيكة
وبينما يتوحد الحزب الديمقراطي خلف مرشحه جو بايدن
ينهمك ترامب في معركة تكسير عظام مع أحد أبرز أقطاب حزبه (الجمهوري)
الصقر جون بولتون
الخَصم هذه المرة ليس سهلاً
فهو الجمهوري اليميني الذي لا تنقصه أدوات ترامب
وهو الذي قال: كل قرارات وتصريحات ومواقف ترامب
ترتبط مباشرة برغبته المحمومة في الفوز بفترة رئاسية ثانية
وبولتون أيضاً يعرف أن كل كلمة يكشفها عما جرى بالغرفة السرية
تدل على أن ترامب “غير لائق وغير مستعد ليكون رئيساً”
كما قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي
ترامب يطالب بالتحقيق الجنائي مع بولتون
ويتهم كل من يستمع لأحاديثه أو يقرأ ما يكتبه بالخيانة
لكن أخطر ما يتعرَّض له ترامب في عاصفة بولتون والمطرودين
أن هناك مجموعات ذات نفوذ داخل الحزب الجمهوري
ترى أن ترامب ظاهرة خطيرة على مستقبل الحزب وعلى اليمين الأمريكي
وأن خروجه من السياسة الأمريكية
أصبح أكثر أهمية من بقاء الجمهوريين في البيت الأبيض