تحليلات

البلد الأعجوبة الذي يمرض ولا يموت.. اقتصاده يحتضر الآن

تم النشر: 2020/07/14 الساعة 17:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/14 الساعة 17:20 بتوقيت غرينتش

أربع حالات انتحار في أربع وعشرين ساعة

ترك أحدهم ورقة عليها عبارة “أنا مش كافر”

ولم يكتب نصف العبارة الذي يعرفه الجميع: بس الجوع كافر

بين الجوع والانتحارِ

تنتظر البلاد خبراً سيئاً في الأسابيع التالية 

فقد سأل أحد المتظاهرين باكياً: 

كم من الناس يجب أن يموتوا ليفهم قادتنا أن الناس جائعون؟

 

اقتصاد لبنان يحتضر.. لماذا لا يهتمون؟

 

البلد الأعجوبة الذي يمرض ولا يموت يحتضر الآن

تخلفت الحكومة عن دفع دين خارجي بقيمة واحد وثلاثين مليار دولار

المصرف المركزي يستنفد الاحتياطيات

تراجعت الليرة اللبنانية أمام الدولار في

السوق السوداء

بنسبة ستين في المئة على مدار تسعة أشهر

ما يعني فقدان نحو نصف القوة الشرائية الحقيقية للمواطنين

 

مع عزلة جائحة كورونا فقد عشرون في المئة من القوة العاملة وظائفهم

وعندما تنتهي العزلة سيجد من تم تسريحهم مؤقتاً

أن شركاتهم لا تزال مغلقة

وأن وظائفهم ذهبت في مهب الريح

 

لكن أي نوع من الاقتصاد يحكم لبنان؟

القلب الأساسي في هذا النموذج هو المصارف أو البنوك

بدأت تلك المصارف في تحقيق أرباح هائلة وقت إعادة الإعمار

عن طريق الاستثمار في سندات الخزينة بفوائد مالية مرتفعة

أي الاستثمار في ديون الدولة

نحو أربعين في المئة من أصول المصارف مملوكة للطبقة السياسية “الحاكمة”

 

تتدفق الدولارات على لبنان من قطاعات غير منتِجة 

مثل السياحة والعقارات وتحويلات المغتربين 

وهي مصادر انعدمت في ظل الانكماش قبل وباء كورونا

 

والنتيجة اقتصاد في مهبّ العجز والفساد

يعاني لبنان الآن من دين حكومي هو ضمن الأكبر في العالم

بنسبة مئة وخمسين في المئة من إجمالي الدخل المحلي

وتلتهم فوائده سنوياً عشرة في المئة من الدخل المحلي

لكن في ثمانية شهور أعقبت انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول عام الفين وتسعة عشرة 

خرج من البلاد ملياران وثلاثمئة مليون دولار في شكل تحويلات بنكية

رغم فرض حظر على خروج الأموال من البلاد

 

وتفاوت رهيب في الدخل بين النخبة والمواطنين

سبعة مليارديرات لبنانيين جميعهم من عائلات سياسية

يمتلكون عشرة أضعاف ما يمتلكه نصف سكان لبنان 

من ذوي الدخل الأدنى

وهو ما يقدر بـ ثلاثة عشر مليار دولار وثلاثمئة مليون دولار

ونسبة واحد في المئة الأغنى يملكون ثمانية وخمسين في المئة من كل ما يملكه اللبنانيون

 

ارتفع عدد الفقراء من بداية العام الحالي إلى خمسين في المئة من السكان

وهناك تقديرات بارتفاع النسبة إلى 60 ستين في المئة بنهاية ألفين وعشرين.

هناك أربع احتمالات أمام الوضع المتدهور في بيروت

 

استمرار الجمود وتسارع الانهيار

يرفض حزب الله مطالب الشارع باستقالة حكومة حسان دياب

على اعتقاد بأن هذا هزيمة سياسية تفتح الطريق أمام فراغ حكومي طويل

لكنه عاجز عن تنفيذ الإصلاحات اللازمة للإنقاذ

 

بدء إصلاحات حكومية وتباطؤ الانهيار

يعني هذا أن تمنح النخبة الطائفية الضوء الأخضر للحكومة

لتنفيذ بعض الإصلاحات

تضغط الدول الغربية بقيادة فرنسا من أجل التغيير

 

مسار أكثر جدية في محادثات صندوق النقد الدولي

احتمال ما زال بعيداً

لأن نفوذ حزب الله يحد من حجم الدعم القادم

وتسعى واشنطن وعواصم خليجية إلى انتهاز الأزمة

لتقليم أظافر حزب الله ثمناً لصفقة الإنقاذ من الصندوق

 

أو.. انهيار يسفر عن حكومة جديدة بنهج جديد

يبدو هذا السيناريو مستبعداً في الوقت الراهن

لأن كل أطراف النخبة السياسية وفي المقدمة حزب الله

لن تتنازل وتخطو نحو نهج جديد

إلا لو اقترب الحريق الكبير من مصالحها ومن جمهورِها

ووقتها.. قد تفكر في التغيير

 

الإعلان عن التعثر في دفع الديون في مارس ألفين وعشرين

يعني أن الاختيار كان صعباً: 

إما أن نتعثر في دفع ديوننا 

أو نعجز عن استيراد القمح والأدوية والسلع الأساسية

 

أما الإعلان الوشيك الذي يتحسب له الجميع

فسوف يكون نقطة النهاية في عبارة طويلة يائسة

اسمها 

إدارة مالية فاسدة للاقتصاد

نظام محاصصة أكثر فساداً

نهب منهجي لثروة لبنان 

على أيدي صانعي القرارات ومشعلي الحرائق الطائفية

 

فمتى يعلنون وفاة الاقتصاد اللبناني؟

تحميل المزيد