“وأذكر أني وأنا فتى قد استدعاني الشقيّ عليّ بن يوسف إلى قرطبة بسبب ورم داخل أذنه.. وهذا الوجع كان كثيراً ما يصيبه، وعالجته منه”
أما عليّ المقصود، فهو عليّ بن يوسف بن تاشفين، حاكم دولة المرابطين، وأما كاتب هذا الكلام، فهو طبيبه الذي عالجه ثم خرج عن سلطته وحاول الهرب، لكنه قُبض عليه وسُجن 10 سنوات
إنه عبدالملك بن زهر، الذي قال عنه ابن رشد إنه “أعظم الأطباء بعد جالينوس”، ووصفه المستشرق جورج سارتون بأنه “أعظم طبيب في عصره”
فهو الطبيب الأول الذي قدم وصفاً دقيقاً لسرطان المَرِيء والمعدة، وفرق بين الجذام والبهاق، وقام بعملية شقّ الحجاب الحاجز
وفي خضم جائحة كورونا، إذ يقف الأطباء في خط الدفاع الأول متسلحين بأخلاقيات المهنة وثقتنا بهم، علينا تذكّر ابن زهر، الرجل الذي وضع قواعد أخلاقية لممارسة الطب، وألزم الأطباء بحلف قسم أبقراط الشهير، وكان يؤكد قيمة الصدق في شرح الوقائع العلمية
كارت التعريف
– وُلد أبومروان عبدالملك بن زهر في إشبيلية عام 1072، وتوفي عام 1162م
– كتبه التي وصلت لنا: التيسير في المداواة والتدبير – الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد – الأغذية والأدوية
– كتبه التي لم تصلنا: مقالة في علل الكُلَى – رسالة في عِلَّتي البَرَص والبهق – كتاب الزينة – تذكرة في أمر الدواء المسهل وكيفية أخذه
– ويعرف الأوروبيون ابن زهر بأسماء: “Avenzoar” و”Abumeron” و”Abynzoar”