وُلد عام 1490 لعائلة مسيحية أرمينية
أشهر إسلامه في الـ 23 من العمر
وكان كل طموحه أن يصبح نجاراً
التحق بالجيش العثماني، وخلال فترة خدمته بنى جسراً فوق نهر بروت في زمن قياسي
سمع به السلطان سليمان القانوني
فجعل منه كبير معماري الدولة العثمانية
أحب سنان..
ومن الحب ما بنى..
هي السلطانة مهرماه، بنت السلطان
فبنى لها مسجدين في شطري إسطنبول
الأوروبي في أدرنة كابيه
والآسيوي في أسكودار
وفيهما لغزٌ هندسي
ففي ليلة ميلاد السلطانة
تغرب الشمس من فوق مئذنة المسجد الأوروبي
ويطلع البدر من فوق مئذنة الشطر الآسيوي
كان تعبيراً هندسياً رائعاً عن معنى اسمها: سلطانة “الشمس والقمر”
تنقل معمار سنان في أرجاء السلطنة
من الأناضول إلى إيران ثم حلب فالقاهرة
وإيطاليا
ليتسع أفقه ويعرف آثار العرب والسلاجقة والبيزنطيين وغيرهم في البناء..
فتعلم منهم وزاد عليهم
لماذا تميّز سنان؟
القوة والنفعية والجمال
هذه الكلمات الثلاث تُلخص عظمة إنجازاته
فبناؤه متين صامد أمام أحوال الطبيعة
ما يبنيه يستفيد منه الإنسان في حياته وصلاته
وفوق ذلك جمالية الإبداع الهندسي
راعى فلسفة الضوء والظل وترددات الصوت وغيرها من العناصر الفلسفية والروحية في طرازه المعماري
كما راعى فلسفة الألوان.. فجعل من النوافذ ما يشبه “المرآة التي تنظر بها إلى العالم”
وتعد المقرنصات إحدى ابتكاراته
تجدها في زوايا القبب لتنقل أعلى المبنى من الشكل المربع إلى الشكل المستدير
فتعطي عند التقائها بالجدار شكلاً غاية في الجمال
أجمل ما بناه:
مسجد آيا صوفيا بقبته شديدة الضخامة
عمل عليه أكثر من 10 آلاف عامل
وأصبح محصناً ضد الزلازل
جامع السليمانية
يعدّ أعظم ما بناه سنان
قبته ترتكز على 4 أعمدة تمثل عدد الخلفاء الراشدين.. وجاء بها من مصر وروما وبعلبك وأحد قصور العثمانيين
وكُتب على القبة آية: “إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا”
وفي هذا المسجد أكثر من 100 نافذة بزجاج ملوّن لحفظ توازن وصول النور إلى كل زواياه
كما راعى توازن الصوت وصداه ونظام التهوية الطبيعي
أما أعمدته فجاء بكل واحد منها من بلد مختلف
وأناره بـ4000 قنديل
جامع السليمية بأدرنة
قصد سنان أن يبني فيه قبة أكبر من قبة آيا صوفيا تحدياً للمعماريين الغربيين
وهذا المسجد رفض القائد البلغاري فرديناد هدمه عند انسحابه من أدرنة إكباراً لهذا الإنجاز المعماري
لقّب سنان نفسه بـ”الفقير الحقير سنان”
لكنه سنان الرائع.. الذي بنى 365 أثراً معمارياً حول العالم
هو متصوف زاهد، سخّر فنّه وإبداعه الهندسي لبناء المساجد على مدار عقود
وافته المنية عام 1588 عن عمر ناهز 98 عاماً
تاركاً وراءه إرثاً معمارياً عريقاً
ولقباً أطلقه الناس عليه: المعماري العظيم سنان