تعود الحكاية إلى ما قبل 1300 عام
تحديداً في العصر الأموي
أن تاجر خمار عرض بضاعته
في سوق شعبي مشهور
توفَّق بشكل مبدئي وباع
ما لديه من أخمرة ملوَّنة.. لكن
بقي اللون الأسود ولم يقبل عليه أحد
دخل التاجر في حيرة من أمره
ولم يكن بيده إلا أن يفكر بطريقة ذكية
لإكمال بيع الأخمرة السود
وإذ بالصدفة لمح شاعراً منعزلاً في
زاوية مسجد على أطراف السوق الشعبي
الشاعر كان معروفاً بدهاء شعره وقوة هجائه
لكنه اعتزل الشعر واللهو
وتفرَّغ للعبادة وطلب الرحمة
حاول التاجر إقناع الشاعر
لينقذه من تكدُّس البضاعة
في بادئ الأمر رفض الشاعر وقدَّم
عزلته في المسجد على قبول طلب المساعدة
ولكن
رقَّ قلب الشاعر المنعزل على التاجر المسكين عندما علِم أنه إذا لم يبع الأخمرة السود لن يكون بمقدوره إعالة أسرته
فراح الشاعر مُلقياً قصيدة في ساحة السوق تحكي عن متعبِّد اعتكف بالمسجد واعتزل الناس
لمح امرأة ترتدي خماراً أسود حرَّكت
لديه ما خفي من مشاعر حب وهيام
وقال فيها:
قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ
ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ
حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ
لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ
وبعد إلقاء الشاعر للأبيات
تهافتت النساء على بضاعة التاجر
معتقداتٍ أن الخمار الأسود
قادرٌ على جذب الرجال
بحسب المؤرخين والنقاد الموسيقيين تعتبر قصيدة “قل للمليحة” أول دعاية تسويقية في التاريخ الإسلامي
تُغنَّى القصيدة على نغم مقامات موسيقية
شرقية منها الحجاز والصبا والنوى
يبدع في غنائها المطرب والفنان
السوري القدير صباح فخري
معتمداً على تفاعل الجمهور معه
لم يكن فخري وحيداً على الساحة
غناها أيضاً الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي
وإلى يومنا هذا تعتبر “قل للمليحة” قصيدة وأغنية رائدة في العالم العربي، استطاعت أن تحتفظ بمكانتها بين العاشقين لسنوات طويلة وما زالت كذلك..