الصين تبني منشآت في موقع حدودي متوتر مع الهند
وتجري مناورات عسكرية في منطقة التبت
مقاتلة هندية تقلع كل ربع ساعة في لاداخ
ومراقبون «يسمعون» طبول حرب
النزاع بين الهند والصين.. هل يكون نووياً؟
دولتان
عدد سكانهما يعادل أكثر من ربع سكان الأرض
تشكلان الضلعَين الأهم في مثلث الرعب النووي بآسيا
وبينهما تاريخ طويل من النزاع حول.. أرض
“غير ذات زرع وبشر”
ما بين استقلال الهند عن بريطانيا
ويوم تأسيس جمهورية الصين الشعبية
عامان فقط
ومنذ بدايات الاستقلال تعيشان نزاعاً على الحدود المشتركة التي ترسمها سلسلة جبال الهملايا بطول 3.225 كيلومتراً.. شديدة البرودة
فلماذا كل هذا العداء بين الهند والصين؟
الحدود بدرجة أولى.. فبين الدولتين لا يوجد ترسيم حدود واضح
وزاد من التوترات السياسية إعطاء الهند اللجوء السياسي للـ”دالاي لاما” القائد الروحي للبوذيين التبتيين بُعيد انتفاضة التبت عام ١٩٥٩
والأيديولوجيا بالطبع..
فالصين دولة يحكمها حزب شيوعي..
والهند أكبر ديمقراطية في العالم.. وتعد من أهم حلفاء أمريكا
العلاقات الاقتصادية سبب للتنافس أيضاً..
هناك عجز تجاري كبير للهند مع الصين، وتوجد بينهما نزاعات حول الوصول إلى الأسواق.. وتتنافسان على الموارد
خطة الحزام والطريق الصينية تُزعج الهند، وتهدد طموحاتها..
في عام 1993 وقّع البلدان اتفاقية “حفظ السلام والهدوء” على خطوطهما الحدودية إلا أن الاتفاقية وما تبعها من أكثر من 20 جولة تفاوض لم يحسما الخلاف
دعم الصين لباكستان يوتر الأجواء أكثر.. فهي تدعم مواقف العدو التقليدي للهند في جميع المحافل
لكن الاشتباكات بين الجيشين، بالحجارة والعصي تقع أحياناً..
ولا تفصل بينهما مسافة أكثر من 150 متراً..
غير أن عام 2020 حمل أخباراً دامية
اندلع الاشتباك الأكبر من نوعه في منطقة لاداخ.. بعد قرابة نصف قرن من آخر رصاصة..
وقتل أكثر من 20 جندياً هندياً، ولم تعلن الصين عن أرقام القتلى في صفوفها
فبدأت التساؤلات..
هل تندلع الحرب الأكبر؟ هل تكون حرباً نووية
في الحقيقة.. البرنامج النووي الهندي بالأساس كان موجَّهاً للدفاع ضد الصين أكثر من الدفاع ضد باكستان.. عكس ما يعتقد كثيرون..
لكن المحللين يتوقعون أن الاشتباك الجديد سيقود لتهدئة أخرى..
لا مصلحة لكلا البلدين بالدخول في تصعيد.. فكلاهما نووي
ولكليهما طموحات اقتصادية..
ولكل منهما أدواته غير الحربية لتوجيه الرد المناسب
على سبيل المثال..
عندما وقع الخلاف بين باكستان والهند بعد إلغاء الوضع الخاص بإقليم جامو وكشمير من قبل الهند..
وقفت الصين إلى جانب باكستان بمجلس الأمن..
وبينما كانت الصين تستثمر أكثر من 60 مليار دولار لمدّ طريقها عبر باكستان ضمن خطتها “الحزام والطريق”.. مدَّت الهند طريقاً كبيراً بالقرب من مناطق السيطرة الفعلية للصين، وهو ما جعل الرد الصيني العسكري في ٢٠٢٠ محتوماً..
وأيضاً صعوبة التضاريس والطقس..
يُحكى أن الطائرات الحربية في حرب 1962 لم يستخدمها كلا البلدين..
لا يمكن استخدام الدبابات أبداً في هذه الجبال الوعرة..
الجندي لا يمكنه الوصول فجأةً لارتفاع 4 آلاف متر دون التعرض لخطر الوذمة الرئوية
وفرص الجريح بالنجاة هناك أقل..
ولذلك ليس الاشتباك الأخير أكثر من جولة في شجار مميت وبارد!