شهدت حديقة حيوان ميامي وصول مولود جديد، وهو وحيد قرن وُلد بالتخصيب الصناعي.
إذ أعلن المسؤولون عن أول ولادة ناجحة لفصيلة "وحيد القرن العظيم" النادرة جداً، الثلاثاء، 23 أبريل/نيسان 2019، نتيجة استخدام تقنيات الإباضة المستحثّة والتخصيب الصناعي.
ثاني أكبر فصائل وحيد القرن
مازال وحيد القرن صغيراً جداً، رغم أن فصيلة "وحيد القرن العظيم" هي ثاني أكبر فصائل وحيد القرن؛ حيث يبلغ وزنه عادة بين 4 آلاف و6 آلاف رطل (1814 كيلوغراماً، و2721 كيوغراماً).
فيما قال رون ماجيل، المتحدث باسم حديقة الحيوان، لصحيفة Miami Herald الأمريكية، إنه لم يتم التعرف على نوع المولود حتى الآن.
ثاني ولادة ناجحة بالتخصيب
وتعتبر هذه ثاني الولادات الناجحة فقط لهذه الفصيلة النادرة في تاريخ حديقة الحيوان.
إذ قالت حديقة الحيوان إن التكاثر الطبيعي لم يُجدِ نفعاً، لذا جاء فريق خاص من المختصين بالتكاثر الحيواني من تحالف حدائق الحيوان الجنوبية الشرقية للتكاثر والحفظ (SEZARC)، والمختص بالفصائل المهددة بالانقراض.
وتفخر حديقة حيوان ميامي بالإعلان عن "الولادة التاريخية" لوحيد القرن.
كيفية جمع عينات المنيّ والتخصيب صناعياً؟
جمع الفريق عينات المنيّ من الأب، سورو، في 8 يناير/كانون الثاني 2018، وفي اليوم التالي قاموا بتخصيب الأم، أكوتي، صناعياً.
وشرح ماجيل الإجراءات المعقدة لتلك العملية، قائلاً: "من أجل التخصيب الصناعي، اضطررنا أولاً إلى جمع المنيّ من الذكر. وبعد النجاح في ذلك، كان علينا تثبيت وتقييد حركة الأنثى بحيث لا يكون هناك أي خطورة على البيطريين الذين استخدموا أداة مهبلية بمنتهى الحذر وصولاً إلى جدار الرحم حيث يتم تفريغ المنيّ".
وأضاف: "تكمن الصعوبة في ضرورة اختيار الوقت بشكل دقيق بحيث يتناسب مع الإباضة. لذا، لجأنا إلى الإباضة المستحثّة. وكما تبين، كان التوقيت مثالياً".
بمجرد تأكّد المسؤولين من حدوث الحمل، بدأ تدريب "أكوتي" على الخضوع لفحوصات منتظمة بالموجات فوق الصوتية بحيث يتمكن الفريق من متابعة تطور الجنين. ولأن تاريخ الحمل لم يكن معلوماً بدقة، تمكنوا من تقدير تاريخ الولادة بشكل دقيق.
ثم جاء المولود بصحة جيدة
خضعت أكوتي، خلال الأيام الأخيرة، لملاحظة دقيقة على مدار الساعة "بانتظار الحدث السعيد"، وأضاف بيان الحديقة أن "المؤشرات الأولية تشير إلى أن المولود بصحة جيدة".
وسوف يجري الفريق المزيد من الاختبارات عندما ينجحون في فصل المولود بأمان عن أمه.
وبعد ولادته ببضع ساعات، تمكن من الوقوف بنفسه والسير لبضع خطوات حول أمه.
وذكر مسؤولو الحديقة أنه "من المهم أن تُؤسس رابطة قوية بين الأم والمولود، وهو ما يكون صعباً في بعض الأحيان للأمهات الجدد".
ما مدى أهمية المولود؟ ربما أنه واحد من 3 آلاف فقط موجودون بالعالم
أشار المسؤولون إلى تبقي أقل من ثلاثة آلاف وحيد قرن هندي في العالم.
وقالوا: "هذا المولود النادر جداً لا يمثل أهمية لحديقة حيوان ميامي فحسب، إنه يمثِّل ثمرة الجهود الدولية للحفاظ على هذه الفصائل المهددة بالانقراض".
وبسؤاله عن اسم المولود، أجاب ماجيل: "ليس بعد". وأضاف أنه ستكون هناك فرصة لتسمية المولود في ضوء جهود جمع الأموال للدعم المتواصل لحديقة الحيوان.