يزعم باحثون أنَّ كهف ملحم في الطرف الغربي من البحر الميت هو أطول منظومة كهف ملحي في العالم، وذلك بعد استشكاف أنفاقه الملتوية الشاسعة. ويذخر الكهف برواسب كلسية وبلورات متلألئة من الملح، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية .
ويُعتقد أنَّ الكهف، الذي يمتد على مساحة ستة أميال (10 كيلومترات) تحت الأرض أكبر من كهف ناماكدان (أو كهف العرايا الثلاثة)، والذي كان يُعرف فيما سبق بأنَّه أطول كهف ملحي في العالم.
الكهف يحتوي على 100 غرفة
ويتألف كهف ملحم من 100 غرفة مختلفة، تمتد أطولها على مساحة قدرها 5685 متراً.
وقد طُرحت المزاعم حول الكهف الجديد الخميس 28 مارس/آذار 2019 بعد عملية استكشاف جديدة لمنظومة الكهف بقيادة الجامعة العبرية في القدس، بالإضافة إلى متطوعين إسرائيليين وبلغاريين ومتطوعين من دول أخرى يعملون منذ عقود على تحديد موقع الكهف.
ويقع المدخل الرئيسي لكهف ملحم بالقرب من مَعلَم سياحي من الملح يُسمى "امرأة لوط".
وتعد كهوف الملح من السمات الجغرافية النادرة، وقلة منها فقط هي ما يزيد طولها على نصف ميل. وتظهر في المقام الأول في المناطق القاحلة، مثل المنطقة المحيطة بالبحر الميت، وهو يقع في أدنى نقطة في الأرض وتزيد في هذه المنطقة نسبة الملوحة لدرجة تصعب معها حياة الحيوانات فيها.
كيف تشكلت هذه الكهوف؟
تشكلت منظومة الكهوف بفعل المياه التي أذابت الملح والمعادن الأخرى المختزنة تحت سطح الأرض وخلقت قنوات. وتشير الفرضيات إلى أنَّ هذه العملية كانت في أوجها في الفترات النادرة التي هطلت فيها الأمطار الغزيرة في منطقة جبل سدوم، وهي منطقة لا تشهد عادةً أكثر من 50 مم من الأمطار سنوياً.
وتعني قابلية ذوبان الملح في الماء أنَّ تآكل المعادن يحدث أسرع بكثير في الكهوف الجيرية، بما يسمح باقتطاع الكهوف والأنفاق بمعدل سريع من الناحية الجغرافية.
وتظهر الصور المذهلة القادمة من داخل منظومة الكهف تدلِّي ستائر رقيقة من الرواسب الكلسية الهشَّة المشكلة من الملح الأبيض.
وكانت البعثة الاستكشافية برئاسة بواز لانجفورد، الباحث في مركز أبحاث الكهوف بالجامعة، وأنطونيا فلايكوفا، مستكشفة الكهوف البلغارية من الاتحاد الأوروبي للكهوف.
هذا الكهف هو الأطول في العالم
وقال لانجفورد: "ما يميز هذا الكهف، مقارنة بغيره من الكهوف الملحية في العالم، هو أنَّه أطول كهف في العالم"، وتحدث لانجفورد وهو يجلس في غرفة في الكهف تُسمَّى "صالة الأفراح" لما فيها من رواسب كلسية ملحية.
وقال عاموس فرومكين، عالم الجيولوجيا بالجامعة العبرية، الذي يعمل منذ عقود على دراسة الكهف: "طبقات الملح تخرج من السطح السفلي، حيث تُخزَّن على بُعد بضعة كيلومترات تحت الأرض، وتُشكِّل جبلاً لا يزال يواصل الصعود إلى يومنا هذا بمعدل حوالي سنتيمتر واحد سنوياً".
وقال يواف نيجيف، مؤسس نادي مستكشفي الكهوف الإسرائيلي، إنَّ أعضاء من النادي بالإضافة إلى 80 متطوعاً من تسع دول، قضوا حوالي 1500 يوم عمل وهم يقيسون خبايا الكهف ويرسمون خريطة لها. وفي هذا الصدد قال: "لقد فاقت جميع توقعاتنا".
وقد أسهم تحديد عمر الشظايا الخشبية التي عثر عليها داخل الكهف باستخدام الكربون المشع في تحديد تاريخ تشكله قبل حوالي 7000 عام، مما يجعله كهفاً يافعاً بمقاييس علم الكهوف.
وشرح فرومكين الأمر بقوله: "سبب حداثة عمره هو أنّه مكوَّن من الملح. الكهوف الجيرية تتشكل ببطء أكبر؛ وعادةً ما تكون أكبر بكثير. أما هذا الكهف فهو يتطور بسرعة كبيرة، لدرجة جعلته واحداً من أحدث كهوف العالم عمراً".
وقال إنّه رغم استكمال العلماء لدراستهم، لا يزال هناك الكثير مما لم يُكتشف بعد داخل الكهف.
وقال: "ثمة أجزاء داخل الكهف، لا سيما المستويات العليا، التي لم يتم اكتشافها بعد بسبب صعوبة الوصول إليها".