قصة طالبان صينيان نصبا على أبل بمليون دولار

قالت صحيفة The New York Times الأمريكية إن عملية احتيال بسيطة نفذها طالبان جامعيان، واستهدفت شركة أبل، ألحقت بها خسائر قاربت المليون دولار.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/04/10 الساعة 17:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/10 الساعة 17:16 بتوقيت غرينتش
خطط الاحتيال البسيط على إرسال هاتف آيفون مُزيَّف إلى شركة أبل/ رويترز

قالت صحيفة The New York Times الأمريكية إن عملية احتيال بسيطة نفذها طالبان جامعيان، واستهدفت شركة أبل، ألحقت بها خسائر قاربت المليون دولار.

مخطط احتيال بسيط نفذه طالبان جامعيان بتبديل هاتف مزيف بآخر جديد من أبل

وقام مخطط الاحتيال البسيط على إرسال هاتف آيفون مُزيَّف إلى شركة أبل مع الادِّعاء بأنه لا يعمل وينبغي استبداله بموجب الضمان؛ وسُرعان ما سيصلك هاتفٌ بديلٌ حقيقي في البريد.

وقال المُدَّعون الفيدراليون إن اثنين من الطلاب الجامعيين في ولاية أوريغون كرَّرا هذه الخدعة على نطاقٍ واسع، لدرجة أن خسائر أبل بلغت قرابة 900 ألف دولارٍ أمريكي؛ لأنهما أرسلا المئات من الهواتف المُزيَّفة.

بعد الحصول على الأجهزة الأصلية كان يتم شحنها إلى الخارج لتباع بمئات الدولارات

وذكرت وثائق المحكمة الجزئية بولاية أوريغون أن الطالبين، تشيوان جيانغ ويانغيانغ تشو، اعتادا شحن أجهزة آيفون الأصلية إلى الخارج لتُباع بمئات الدولارات، مُقابل الحصول على حصةٍ من الأرباح.

وبدأ التحقيق في القضية قبل عامين، حين صادر موظفو الجمارك عدة شحنات هواتف محمولة قادمة من هونغ كونغ في الصين.

المنتجات التي كانت ترسل لأبل شبيهة تماماً وتحمل نفس الشعار والخصائص المميزة

وقالت السلطات إن تلك الأجهزة بدت شبيهةً بمنتجات أبل، إذ كانت تحمل الشعارات والخصائص المميزة لأجهزة الآيفون، لكن طريقة شحنها وتغليفها أثارت شكوك موظفي الجمارك الذين قرروا أن الهواتف مُزيَّفة.

واكتشف المحققون أن الهواتف المحمولة كانت تُرسل إلى عنوان تشو البريدي، وهي إحدى خطوات عملية الاستيراد التي اشترك فيها جيانغ، جار تشو في كورفاليس بولاية أوريغون.

وقدَّمت شركة أبل بعض السجلات التي ساعدت المحققين في الربط بين جيانغ و3069 طلباً لاستبدال هاتف آيفون بموجب الضمان، وذلك عن طريق اسمه وبريده الإلكتروني وعنوانه البريدي وعنوان الآي بي الخاص به.

ما جعل أبل تقع في الفخ، ووافقت على استبدال أكثر من 1500 جهاز

أشارت كافة الطلبات إلى أن سبب إرسال الهاتف إلى الشركة هو "مشكلات في التشغيل أو في الشحن باستخدام السلك".

ورفضت الشركة أكثر من 1500 طلب، لكنها وافقت على العدد نفسه من الطلبات تقريباً وأرسلت هواتف جديدة.

ما كان يحدث هو الموافقة على الاستبدال قبل أن يتمكّن الفنيون من اكتشاف التزييف

وقال ممثل شركة أبل لأحد المحققين، وفقاً لسجلات المحكمة، إن أحد العناصر الرئيسية التي ساعدت على نجاح مخطط الاحتيال هو أن الهواتف كان يتعذَّر تشغيلها، ما يعني أن عملية الاستبدال كانت تبدأ قبل أن يتمكن الفنيون من اكتشاف أنها مُزيَّفة.

وكشف جيانغ خلال لقائه بالمُحققين أنه أرسل قرابة 2000 هاتف في عام 2017.

وأضاف أيضاً أنه استعان بأصدقاء وأقارب في الولايات المتحدة من أجل المساعدة في استبدال هذه الهواتف.

الهواتف الأصلية من أبل كانت ترسل إلى الصين

وتابع أن شريكه الذي يبيع الهواتف الأصلية في الصين اعتاد دفع الأموال لوالدة جيانغ، التي تعيش في الصين، لتُودع الأموال بدورها في حسابٍ مصرفي يمكنه استخدامه من الولايات المتحدة.

وقال مسؤولون إن تكلفة الهاتف الواحد تصل إلى 600 دولار، ما يعني أن خسائر شركة أبل بلغت 895,800 دولار.

وامتنعت أبل عن الاستجابة لطلبٍ بالتعليق على القضية يوم السبت 6 أبريل/نيسان 2019.

يذكر أن شركة أبل ليست عملاق التكنولوجيا الوحيد الذي استهدفه المحتالون، فقد اعترف رجلٌ ليتوانيٌّ مؤخراً بمحاولته الاستيلاء على ملايين الدولارات من فيسبوك وجوجل عن طريق تقديم فواتيرَ مُزوَّرةٍ إلى الشركتين.

وقال المُدَّعون العامون إن الشركتين أرسلتا أكثر من 100 مليون دولار للرجل وشركائه بداية من عام 2013 حتى عام 2015.

المتهمان الصينيان يعيشان بشكل قانوني في الولايات المتحدة

وفي حالة شركة أبل، يعيش المُتَّهمان الصينيان المذكوران في سجلات المحكمة داخل الولايات المتحدة بصورةٍ قانونية، ويحملان تأشيرتي طُلاب.

إذ كان جيانغ على وشك إنهاء دراساته في الهندسة الكهربائية بكلية لين-بنتون المجتمعية في مدينة ألباني بولاية أوريغون، في حين كان تشو يدرس الهندسة في جامعة ولاية أوريغون بمدينة كورفاليس القريبة.

وُجهت لجيانغ وشريكه تهمة الاتجار في السلع المزيفة والاحتيال

وقال المسؤولون إن جيانغ مُتَّهم بالاتجار في السلع المُزيَّفة والاحتيال الإلكتروني، ويخضع حالياً للمراقبة بنظام التموضع العالمي (GPS). أما تشو فهو متهم بتقديم معلوماتٍ كاذبة أو مضللة في بيان التصدير.

ومثل أمام المحكمة لأول مرة يوم الجمعة 5 أبريل/نيسان، وأُمِر بعدم التواصل مع شركة أبل على الإطلاق حتى نهاية القضية.

ورفض محامي جيانغ الإدلاء بتعليقٍ يوم السبت 6 أبريل/نيسان، ولم يَرُد محامي تشو على رسالةٍ تطلب منه التعليق على القضية.

لكن المحامي جيمي كيلبرغ قال لصحيفة The Oregonian، وهي صحيفة مدينة بورتلاند التي نشرت تلك الادعاءات للمرة الأولى: "نعتقد أن تشو لن يُدان بتلك التهم".

عندما تم تفتيش منزل جيانغ عثروا على أكثر من 300 جهاز آيفون

وفتش العملاء الفيدراليون منزل جيانغ في العام الماضي، حيث عثروا على أكثر من 300 جهاز آيفون مُزيَّف وسجلات تقديم الشحن والضمان.

وعثر المحققون على أكثر من 10 طلبات إعادة بموجب الضمان، تحمل اسم تشو وعنوانه البريدي، داخل سجلات الشركة.

وقال المُدَّعون إن هناك أكثر من 200 طلب آخر من طلبات الاستبدال بموجب الضمان تحمل اسمه أو أسماء مشتقة منه، بالإضافة إلى عناوينٍ أخرى مُرتبطة به.

ألقى العملاء الفيدراليون القبض على تشو داخل مطار سان فرانسيسكو الدولي

كان تشو يحاول السفر إلى الصين قبل أن تلقي السلطات القبض عليه، وفقاً لإفادة خطية مُقدَّمةٍ إلى المحكمة الفيدرالية.

وشملت مُتعلقاته الشخصية جهاز آيفون في وضعيةٍ تُشبه الأجهزة الجديدة داخل علبة المصنع.

وقال مُحققٌ من وزارة الأمن الداخلي إن العلبة تكشف أنه حصل على الهاتف عن طريق عملية استبدال الهواتف بموجب الضمان من شركة أبل.

لكن تشو أخبر المحقق بأن الهاتف جديدٌ تماماً وأنه حصل عليه من جيانغ تسديداً لدينٍ قديم.

تحميل المزيد