ثالث حديقة حيوان في غزة تهرب من جحيم الحصار

مرة أخرى يعود فريق من مؤسسة "فور باوز العالمية/Four Paws"، التي تُعنى بشؤون الحيوانات والطيور المفترسة والجارحة، إلى قطاع غزة، لإنقاذ حيوانات وطيور تعيش بحدائق غير حكومية من خطر النفوق، لسوء الأوضاع الاقتصادية والظروف البيئية المحيطة.

عربي بوست
تم النشر: 2019/04/07 الساعة 10:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/04/07 الساعة 10:54 بتوقيت غرينتش
ثالث حديقة حيوان في غزة تهرب من جحيم الحصار/ رويترز

مرة أخرى يعود فريق من مؤسسة "فور باوز العالمية/Four Paws"، التي تُعنى بشؤون الحيوانات والطيور المفترسة والجارحة، إلى قطاع غزة، لإنقاذ حيوانات وطيور تعيش بحدائق غير حكومية من خطر النفوق، لسوء الأوضاع الاقتصادية والظروف البيئية المحيطة.

فريق من 7 أشخاص ينقلون حيوانات نادرة من غزة

وعكف الفريق المكون من 7 أفراد من جنسياتٍ مختلفة، يعملون بالمنظمة، منذ عدة أيام، على نقل نحو "40 حيواناً وطائراً" من الحديقة الوحيدة بمدينة رفح جنوب غزة، والتي تعتبر الأقدم في القطاع، وذلك عبر حاجز بيت حانون (إيريز)، إلى محمية طبيعية في الأردن.

ومن المقرر أن يغادر الفريق قطاع غزة ومعه الحيوانات الـ40 من خلال المعبر، متوجهاً نحو الأردن.

مستخدمين التخدير لنقل الحيوانات دون مشاكل

حيث يعمل الفريق في بيئة مرتبكة وعبر عمليات تخدير مركزة للحيوانات يجريها أطباء متخصصون ومدربون بشكلٍ محترف، ليتم نقلها دون أن تؤذي نفسها أو غيرها، في أقفاص حديدية مُحكمة الإغلاق، جُلبت إلى القطاع.

مالك الحديقة يحيى جمعة (66 عاماً)، ينظر بحسرة إلى تلك الحيوانات والطيور، التي توجد في حديقة ملاصقة لمنزله بحي البرازيل في رفح، منذ إنشائها عام 1999؛ ويقول: "الحيوانات والطيور كانت جزءاً من عائلتي، لكن لم أعد قادراً على رعايتها وتوفير نفقاتها، لقلة الدخل، وتردي الأوضاع".

وشدد جمعة على أن الظروف الاقتصادية السيئة والسياسية الأسوأ هي التي دفعته إلى إنهاء مشروع الحديقة وبيعها، مضيفاً: "الأصل أن مشروع الحديقة مدعوم حكومياً، حتى يبقى مستداماً، لكن لم نجد ذلك، وبقينا نقاوم عشرين عاماً حتى استسلمنا للبيع أمام أسوأ ظروف".

وسوف تُنقل إلى الأردن بسبب تجريف إسرائيل حديقة حيوان رفح

وسوف تُنقل الحيوانات إلى الأردن، خاصة أن حديقة حيوان رفح تعرضت للتجريف الإسرائيلي عام 2004، ولتدمير جزئي خلال عدوان 2008-2009، وعدوان 2012، وترك ذلك آثاراً نفسية كبيرة على الحيوانات والطيور التي نفق عدد منها، وخلق بيئة غير مواتية، وفاقم ذلك تردي الأوضاع الاقتصادية وعزوف الناس عن التوجه إلى الحديقة، وفق جمعة.

بدوره، قال مدير المشاريع الدولية بمنظمة (فور باوز/Four Paws) أمير خليل (54 عاماً)، إنه يزور هو وفريقه قطاع غزة، لإنقاذ حيوانات وطيور من خطر النفوق، والعمل للمرة الثالثة على نقلها إلى محميات طبيعية، لعدم توافر بيئة ملائمة لها بالقطاع.

ويوضح خليل، وهو طبيب بيطري، أنهم مهتمون منذ عام 2014 بالحدائق في غزة، ويتابع: "نحن اليوم في حديقة رفح؛ ونتيجة الظروف ذاتها التي تمر بها غزة، بجانب عدم توافر الأدوية اللازمة وفرق بيطرية مدربة؛ وهو الأمر الذي تسبب في نفوق حيوانات بالحديقة عدة مرات، آخرها قبل أشهُر نفوق 4 أشبال أسود، بسبب البرد".

ويصل عدد الحيوانات المنقولة إلى الأردن لـ40 حيواناً

وذكر خليل أنهم سينقلون أكثر من 40 حيواناً وطائراً من غزة إلى الأردن، الأحد 7 أبريل/نيسان 2019، بينها أسود، وذئاب، وضباع، وقرود، وثعالب، وقطط، وكلاب، وطيور: كالنعام، والبجع.

وعما سيحدث لما تبقى لحدائق الحيوان في غزة، قال: "نحن اقترحنا إنشاء محمية طبيعية هنا تعيش فيها الحيوانات البرية، لأن القطاع يستحق مكاناً ملائماً لعيشها، وأن يشاهد أطفاله تلك الحيوانات في بيئة ملائمة، وليس داخل أقفاص صغيرة (كالسجن)؛ كما أنه من الممكن أن تتحول المحمية لمشروع تعليمي، وتدريب الأطباء البيطريين والكوادر على كيفية معاملة الحيوانات المفترسة".

علامات:
تحميل المزيد