تم أخيراً حل اللغز الذي استمر 130 عاماً، والمتعلق في الهوية الحقيقية للسفاح جاك أو سفاح لندن، الذي بثّ الرعب بالعاصمة البريطانية لندن في سنة 1888، عندما قتل بطريقة بشعة 5 نساء من بائعات الهوى.
وهذا قبل أن تتوقف سلسلة جرائمه بشكل مفاجئ ويتحول، سنوات عديدة بعد ذلك، إلى أسطورة مخيفة ألهمت الكثير من منتجي ومخرجي الأفلام السينمائية والتلفزيونية.
ويتعلق الأمر بآرون كوسيمينسكي، وهو مهاجر بولندي، كان يبلغ في ذلك الوقت 23 عاماً ويشتغل في مهنة الحلاقة، وذلك بحسب دراسة علمية نشرتها مجلة Journal of Forensic Sciences البريطانية، الأربعاء 20 مارس/آذار 2019، وأعدها الباحثان البريطانيان جاري لوهلينين (من جامعة ليفربول)، ودافيد ميللر (من جامعة ليدز)، اللذين اجتهدا في العمل على الملف، منذ عام 2007 لاكتشاف الهوية الحقيقية للمجرم الشهير.
شال كشف الجريمة الكاملة
وقد اعتمد الباحثان على الوشاح الذي عثر عليه المحققون، في ليلة 30 سبتمبر/أيلول 1888، فوق جثة كاثرين إيدوفز، الضحية الرابعة للسفاح جاك، والذي احتفظت به الشرطة البريطانية سكوتلاند يارد.
وبعد التدقيق في الوشاح، تم العثور على دم وحيوانات منوية، استخلصوا منها الحمض النووي (الميتوكوندريا)، أي الحمض النووي الموروث عن الأم.
وأجرى بعدها العالمان البريطانيان اختبارات جينية على الأحفاد الأحياء المعروفين المنحدرين عن المشتبه فيه الرئيسي الذي حددته سكوتلاند يارد في ذلك الوقت، آرون كوسيمينسكي، الذي عُرف عنه أنه كان يعاني مرض جنون العظمة والهلوسة.
وأفرزت مقارنة الحمض النووي لآرون كوسيمينسكي مع أحفاده تأكد الشرطة البريطانية أنها كانت على حق، ولكنها اضطرت إلى الإفراج عن المشتبه فيه، لعدم وجود الأدلة المادية لإدانته بتلك الجرائم البشعة.
في عام 1888 شهد حي ويثشابل بلندن 5 جرائم قتل متشابهة، تجاه 5 نساء من بائعات الهوى، حيث كان القاتل يقوم بجرمه ليلاً.
وتروي الأسطورة أنّ القاتل كان يكتب إلى الشرطة وإلى الصحف، ليحكي لها جرائمه ويوقعها بـ "جاك الخارق".
وبذلك يكون قد سقط قناع جاك الخارق
وبحسب صحيفة le figaro، فإنه في عام 2014 أجرى المحقق الخاص روسل إدواردز تحقيقه وأصدر كتاباً بعنوان "سقوط قناع جاك الخارق"، ادعى فيه أنّ الحلاق الشاب آرون كوسيمينسكي هو مرتكب تلك الجرائم. وقد حصل أيضاً على وشاح الضحية الرابعة في عام 2007، وسلمه للباحث العلمي البريطاني جاري لوهلينين، مؤلف الدراسة الحديثة.
وتوفي آرون كوسمينيسكي في عام 1919 بإحدى المصحات العقلية، أي بعد 30 سنة من سلسلة جرائمه العنيفة، لكنه بقي خالداً في السينما العالمية تحت اسم جاك الخارق أو تسميات أخرى، على غرار "السفاح جاك" أو "سفاح لندن" أو سفاح النساء.