بينما تشهد الطائرات من طراز بوينغ 737 ماكس 8 حظراً حول العالم، نتيجة لمخاوف تتعلق بالسلامة في أعقاب حادثين أوديا بحياة كثيرين، يظهر المزيد من الأخبار عن أن طيارين حاولا جاهدين السيطرة على طائرتيهما، حسب تقرير صحيفة The Independent البريطانية.
فقد أبلغ الطياران –في رحلتي طيران أمريكيتين على الأقل– عن مشكلات في نظام الطيار الآلي المستخدم في طائرات 737 ماكس 8، فقد بدا أنه تتسبب في ميل مقدمة الطائرة باتجاه الأسفل وكذلك الفقدان المفاجئ للارتفاع.
وقد حُفظت تلك التقارير العام الماضي في قاعدة البيانات التي تجمعها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا). وتُعدُّ تلك التقارير تقارير سلامة تطوعية، وهي لا تكشف عن أسماء الطيارين، أو أسماء شركات الخطوط الجوية، أو مواقع الحوادث.
قال كابتن الطائرة في إحدى الحادثتين إنه بعد تشغيل جهاز الطيار الآلي مباشرة، أطلق مساعد الطيار تحذيراً قائلاً "هبوط"، وتلى ذلك التحذير الصوتي لقمرة القيادة "لا تنخفض، لا تنخفض".
حينها، أوقف الكابتن نظام الطيار الآلي مباشرة وتابع الارتفاع.
أورد الكابتن في تقريره ما يلي: "مع وجود مخاوف بشأن انخفاض مقدمة الطائرات من طراز ماكس 8، اعتَقد كلانا أنه من الضروري لفت الانتباه إلى ما حدث".
وفي رحلة أخرى، قال مساعد الطيار إنه بعد ثوانٍ من تشغيل نظام الطيار الآلي، اتَّجهت مقدمة الطائرة إلى الأسفل، وبدأت الطائرة في الهبوط بمعدل 1200 إلى 1500 قدم (أي ما يعادل 356 إلى 460 متراً) في الدقيقة.
ومثلما حدث في الرحلة الأخرى، أطلق نظام إنذار الطيران على ارتفاع منخفض تحذيراً صوتيّاً، وعطَّل الكابتن نظام الطيار الآلي لتعاود الطائرة الارتفاع.
قال مساعد الطيار في الحادثة الثانية إنه لم يستطع "التفكير في أي سبب يمكن أن يؤدي إلى خفض مقدمة الطائرة بهذا الشكل الكبير".
ولكن في الحادثتين، أفادت التقارير أن المشكلة لا تبدو متعلقة بالنظام المؤتمت الجديد المضاد للتوقف المفاجئ، الذي اشتُبه به سبباً لتحطم طائرة الخطوط الجوية Lion Air في إندونيسيا، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، الذي أسفر عن مقتل 189 شخصاً.
أشارت البيانات الخاصة بتلك الحادثة أن الطيارَيْن قد حاولا جاهدين الاستجابة لتحذيرات انخفاض مقدمة الطائرة قُبيل تحطُّمها في بحر جاوة.
ولكن، بحسب شركة بوينغ، فإن النظام المؤتمت المضاد للتوقف المفاجئ يعمل فقط عند تعطيل نظام الطيار الآلي.
وكانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية قد تحطَّمت قبل 3 أيام، بعد 6 دقائق من إقلاعها، ما أسفر عن مقتل 157 شخصاً. ومازال سبب الحادث غير معروف.