مدينة تقرُّ قانوناً يجبر المتاجر على التعامل بالأوراق النقدية

وفقاً لموقع Mashable الأمريكي فقد وقَّع عمدة مدينة فيلادلفيا الأمريكية، جيم كيني، في 27 فبراير/شباط 2019 مشروع قانون يجبر المتاجر على التعاملات النقدية "الكاش" بدلاً من كروت البنوك المعروفة.

يمثل مشروع القانون الذي سيوضع حيز التنفيذ بدءاً من 1 يوليو/تموز 2019 المرة الأولى التي تُقنِّن فيها مدينةٌ أمريكية كبرى قانوناً يطلب من معظم الشركات قبول التعامل بالأموال النقدية وليس بالكروت البنكية.

قال عضو مجلس مدينة فيلادلفيا، وليام غرينلي، الذي تقدم بمشروع القانون، لصحيفة Wall Street الأمريكية: "يتجه معظم مَن لا يملكون حسابات بنكية إلى أن يصبحوا محدودي الدخل وأقلية، والتعامل بالكروت البنكية شكل من أشكال التمييز ضدهم".

مدن أمريكية تبحث أيضاً إصدار قانون لفرض استخدام المعاملات النقدية

لم يكن غرينلي هو الوحيد الذي يعاني من زحف المجتمع الذي يتعامل بالكروت البنكية، فكل من نيوجيرسي، ونيويورك، وسان فرانسيسكو، وشيكاغو، وواشنطن يبحثون سنَّ قوانين مشابهة، بحسب تقارير صادرة عن صحيفة The New York Times الأمريكية.

ويعتبر الانتقال إلى عالم الأعمال بلا أوراق نقدية، هدية لشركات بطاقات الائتمان المتعطشة للحصول على بيانات.

وتمثل سلسلة مقاهي Blue Bottle Coffee الأمريكية خير مثال على ذلك، فهي تحاول تطبيق تجربة منع التعامل بالنقد منذ بداية الشهر الجاري.

وتمادت شركة Visa كذلك، من خلال كلمات المتحدث الرسمي باسمها، أندي غيرلت، لوكالة The Associated Press الأمريكية، عام 2017، والتي أعلن من خلالها "الحرب على النقد" رسمياً.

خاصة أن الدفع النقدي المباشر ليس فيه مخاطر

وبتسجيل كل عملية بنكية وإرسالها إلى طرف ثالث، حيث تمكث السجلات إلى الأبد، يرسخ هذا لعصرٍ جديد قد تطاردك فيه كل عملية شراء مشكوك في أمرها، مثل شراء مشروب من مكان يعلق شعار شركة بطاقات ائتمان.

يسمح خيار الدفع عن طريق النقد للناس أن ينفقوا أموالهم كيفما يحبون، دون الخوف الشديد -الحقيقي- من أن تُستَخدَم عمليات الشراء تلك ضدهم بطريقةٍ قد لا يمكن التنبؤ بها الآن.

وقال المتحدث الرسمي باسم جيم كيني، لصحيفة The Wall Street، إن 26% من سكان فيلادلفيا يعيشون تحت خط الفقر. الكثيرون منهم لا يملكون حسابات بنكية، بحسب تصريحه.

وسيرى من لا يملك بطاقة ائتمان، أو أي وسيلة دفع إلكترونية، لافتة "لا يُقبل هنا التعامل بالنقد"، كأنها جملة تحذيرية تأمره بالابتعاد. وتحاول فيلادلفيا، والعديد من المدن الأخرى، أن تبتعد بذلك المستقبل عن مسارها.