حمل ابنه الرضيع وشهادتَي دكتوراه.. أردني يبدأ مسيرة على الأقدام للديوان الملكي طولها 200 كلم، ولكنه لم يصل

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/05 الساعة 20:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/05 الساعة 20:50 بتوقيت غرينتش

اصطحب معه أبناءه الاثني عشر، وتبعه 300 شاب، في مسيرة على الأقدام طولها 200 كلم، ومقصده الديوان الملكي الأردني، بهذه الطريقة يحاول فلاح العريني، الذي يحمل شهادتي دكتوراه، نيل حقوقه.

"لا يحب الدكتور فلاح العريني، صاحب هذه المبادرة، أن يُطلق عليه لقب "شرارة" الحراك الجديد، الذي يشهده الأردن حالياً "لأن الشر من شرارة".

وإنما يرى أن وصفه بـ "شعلة الأمل" هو الأدق لتوصيف حاله.

الدكتور فلاح العريني، قرَّر في التاسع من فبراير/شباط 2019، السيرَ من قريته "غرندل" في لواء بصير في محافظة الطفيلة، (180 كم) جنوب المملكة الأردنية، إلى العاصمة عمان، وتحديداً إلى باب الديوان الملكي الهاشمي.

وتبع العريني بعد نحو أسبوع 300 شاب عاطل عن العمل في مدينة العقبة، (330 كم) جنوبي الأردن، إضافة إلى مجموعة شباب من محافظة معان (260 كم) جنوبي البلاد أيضاً.

 والمجموعة الأخيرة من الشباب لا يزالون يبيتون أمام الديوان الملكي، مطالبين بحقهم في الحصول على وظائف وحياة كريمة.

فلاح العريني يطلق شرارة انتفاضة ضد توريث المناصب

خلال هذه الأحداث خرجت مسيرات لمئات الشباب الأردنيين سيراً على الأقدام من (إربد، المفرق، عجلون، لواء ذيبان، الطفيلة، الكرك، الزرقاء) للمطالبة بفرص عمل، واحتجاجاً على سياسة التوظيف وتوارث المناصب وفقاً لآرائهم.

مقصدهم هو الديوان الملكي الأردني، المعروف تاريخياً باسم "المقرّ"، وهو حلقة الوصل بين ملك البلاد، ومؤسسات الدولة والمواطنين.

ويعد المقر هو الجهة الرسمية التي تشرف على إعداد وتنفيذ نشاطات جلالة الملك المحلية والخارجية، وتنفيذ ومتابعة المبادرات الملَكية المختلفة السياسية والاقتصادية والتنموية، وللديوان الملَكي الهاشمي دورٌ اجتماعيٌّ مهمٌّ عبر الخدمات المتنوعة التي يقدّمها للمواطنين".

مسيرة طويلة على الأقدام للديوان الملكي ومعه طفل يبلغ من العمر عامين

المميز في حراك الدكتور فلاح العريني ليس فقط السير على الأقدام للوصول إلى الديوان، بل باصطحاب أبنائه الـ12 معه في هذه الرحلة.

ويسير فلاح العريني 10 كيلومترات كل يوم، حتى لا تتعب عائلته من هذه المبادرة، خصوصا أن أصغر أبنائه يبلغ من العمر عامين وأكبرهم يبلغ 20 عاماً.

الدكتور العريني تحرَّك وهو عائلته صباح السبت، التاسع من فبراير/شباط  2019 من بلدته غرندل، في لواء بصيرا، في محافظة الطفيلة، إلى منطقة جرف الدراويش، قادماً من بلدة غرندل في لواء بصيرا في محافظة الطفيلة.

ولأنه قرر أن يسير يومياً 10 كم باتجاه عمان كي لا يرهق عائلته، فإنه يتوقع أن يصل وعائلته بعد حوالي 20 يوماً (أي يفترض أن يصل خلال الأيام الأولى من شهر مارس/آذار 2019).

نريد العدالة.. مدرس بشهادتَي دكتوراه

يقول فلاح العريني لـ "عربي بوست": "ليس الفقر ولا الجوع هو الأمر الذي أجبره على شدّ الرحال إلى عمان، وإنما المطالبة بالعدالة الوظيفية، في ظل قلة ثقة الشعب في الحكومات ووعودها الكاذبة، لإسماع جلالة الملك بمطالباتهم".

ويعمل العريني مدرساً في إحدى مدارس الجنوب الأردني، براتب قدره 450 ديناراً أردنياً (نحو 634 دولاراً)، على الرغم من حصوله على شهادتين في البكالوريوس، وشهادة ماجستير ودكتوراه من محافظة المنوفية المصرية في القانون التجاري.

ولذا فإنه يطالب بأن يكون في "مكانه الصحيح دكتوراً في جامعة حكومية، وإن كان في محافظة أخرى فالأصل العدالة في التوظيف"، حسبما يقول.

ويرى "أن الفساد الحقيقي يكون من خلال العصابات التي تدير الجامعات، والتي تعمل على وضع إعلانات لطلب أساتذة، لكنها تكون مفصلة لشخص بعينه، فلا يمكن أن تنطبق الشروط إلا عليه، ومن هنا تكون الواسطة والمحسوبية هما الأساس".

ويؤكد أن كثيرين خوّنوه، وآخرون اعتبروه عديم الشفقة بأطفاله، لكنه يرى أنه يعلمهم الكرامة والمطالبة بالحقوق، فمن حقهم التعليم والحياة، ومن حق والدهم التعيين والعمل.

ولكن لماذا لم يصل للديوان الملكي في الموعد المقرر؟

قال فلاح العريني في تصريحات صحفية إنه وبسبب تساقط الأمطار استقرّ وأطفاله في خيمة أقامها له أبناء عشائر الحجايا، مما أدى إلى تأخيره قليلاً.

سار العريني مع أطفاله مسافة (70 كم)، ولكن لم يصل الديوان الملكي.

فقد عاد إلى بيته بعد تلقيه وعوداً بدراسة مطالباته وتلبية الممكن منها.

وقد لجأ لهذا النوع من الاحتجاج، عندما أغلقت الأبواب أمامه بعد تعب طويل من الكفاح والجهد في التحصيل العلمي.

 ويرى فلاح العريني أن الجامعات الأردنية أصبحت مرتعاً لكل صاحب سلطة وجاه وواسطة، ويحرم منها المواطن الأردني، الذي لا سند ولا ظهر ولا واسطة له، حسب قوله.

تحميل المزيد