تحسين المزاج.. كيف يمكن لعادة يومية بسيطة مدتها 10 دقائق أن تزيد سعادتك؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/24 الساعة 09:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/30 الساعة 15:54 بتوقيت غرينتش
"علم النفس الإيجابي" أتاح تقنيات لا حصر لها لتحسين المزاج

في ظل قدرة الضغوط اليومية أن تفرغ حياتك من الإحساس بالإشباع والرضا بسهولة، فإن هناك وفرة في الاستراتيجيات المثبت صحتها، ينقلها موقع BBC Future، يمكن أن تساعد في إخراجك من هذه الحفرة، فالمجال العلمي لما يسمى بـ "علم النفس الإيجابي" وعمره الآن عشرون عاماً، قد أتاح تقنيات لا حصر لها لتحسين مزاجك.

ولكن السؤال الملح، كيف نجد الوقت لتطبيق هذه التقنيات في حياتنا اليومية؟ ساندي مان، المحاضرة في جامعة سنترال لانكشاير البريطانية، تقدم حلاً واحداً. بناء على خبرتها كونها طبيبة نفسية سريرية، إذ تقدم عدداً من الاقتراحات التي قد تفيد. وفي كتابها "Ten Minutes to Happiness" تقدم ساندي برنامجاً يتخذ شكل مذكرات يومية، يجري استكمالها بالإجابة عن ستة أسئلة:

  1. ما هي التجارب -مهما كانت تافهة- التي أشعرتك بالاستمتاع؟
  2. ما المديح والملاحظات التي تلقَّيتها؟
  3. ما هي اللحظات التي شعرت فيها بأن "حظك رائع"؟
  4. ماذا أنجزت؟ مهما كان ضئيلاً.
  5. ما الذي جعلك تشعر بالامتنان؟
  6. كيف عبَّرت عن كرمك؟

استقطع وقتاً لنفسك

يستند معظم البرنامج إلى عدد هائل من الأبحاث العلمية، التي توضح أن استقطاع بعض الوقت لإعادة تقييم يومك بهذه الطرق يمكن أن يغير عقلك ببطء، حتى تجد في نهاية المطاف مزيداً من السعادة في حياتك. عندما نكون محبطين قد يصبح من السهل تجاهل الأشياء الجيدة التي تسير على ما يرام، كتابة هذه المذكرات تجعلها واضحة أمامك.

تؤكد ساندي أن الفوائد لا تكمن في التحسن الفوري أثناء كتابة المذكرات فحسب؛ بل إن إعادة قراءة الكتابات السابقة يمكن أن تساعدك على التعامل مع المواقف الصعبة في المستقبل أيضاً. بفضل ذاكرتنا "المترابطة"، فإن المزاج المتعكر -الناجم عن حدث واحد سيئ- قد يقودك إلى تفضيل تذكر مصادر أخرى للضغط والحزن. كلما حدث ذلك قد يساعدك تصفّح المذكرات على الخروج من دوامة اجترار الذكريات السيئة هذه.

الكرم والأفعال الخالية من الأنانية يحسّن المزاج

يعتمد السؤال السادس على الأبحاث الحديثة عن تأثير الكرم. وقد وجدت العديد من الدراسات أن الأفعال الخالية من الأنانية لا تحسن فقط حالة مَن حولك، بل إنها تحسن مزاجك باستمرار. على سبيل المثال، إنفاق مبلغ صغير من المال لمساعدة شخص غريب يجعلك أكثر سعادة من استخدام نفس المبلغ لتُرفّه عن نفسك، وهي نتيجة تكرَّرت في أكثر من 130 دولة.

ففي بحث أجرته BBC Future تحت عنوان: هل يفيدك أن تكون كريماً مع الغرباء؟ فإن التركيز على هذه الأحداث يضمن لك الاستفادة القصوى من المشاعر الدافئة، مع تشجيعك أيضاً على البحث عن فرص جديدة في اليوم التالي.

راجع يومك سريعاً

إن مراجعة يومك في 10 دقائق لا يمكن أن تصنع معجزات بالطبع، وتؤكد ساندي أن أي شخص يشك في أنه ربما يعاني من الاكتئاب يجب أن يتابع مع طبيبه للحصول على رعاية طبية احترافية. لكن بالنسبة لأولئك الذين يشعرون عموماً بالإحباط والتوتر، دون أعراض سريرية شديدة، فإن هذا البرنامج قد يساعد على إعادتك إلى الطريق الصحيح.

إذا وجدت نهج ساندي مثيراً للاهتمام، فيمكنك أيضاً الاستمتاع بأبحاثها المناقضة للتوقعات عن الملل، فقد وجدت بعد سلسلة من التجارب أن فترات قصيرة من الملل يمكن أن تكون لها فوائد عظيمة.

على سبيل المثال كان الطلاب الذين طلب منهم نسخ دليل الهاتف، أكثر ميلاً للتوصل إلى حلول أكثر ابتكاراً للألغاز العقلية المعتادة، مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا للملل. ترجح ساندي أن النشاط "الممل" يشجع عقول الطلاب على التساؤل والتخيل، مما يشجع على تفكير أكثر مرونة في المهمة الإبداعية.

فرصة للهدوء والتأمل

قالت مان لموقع BBC Reel التابع لهيئة الإذاعة البريطانية: "إذا وجدت نفسك عالقاً في مشكلة ما خذ بعض الوقت حتى تشعر بالملل، وقد تجد الحل الإبداعي يبرز في ذهنك". وهذا مهم بشكل خاص في الوقت الحاضر، إذ نتعرَّض دائماً لإغواء اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتشغل عقولنا. تضيف ساندي: "إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها تحقيق هذا في حياتك هي التوقف عن إبعاد ضجرنا"، كما في الفيديو التالي.

وبمرور الوقت قد تجد أن قدراتك تزداد، بحيث تصبح فترات الانتظار التي كنت تجدها مزعجة فرصة للهدوء والتأمل "من المفارقات أن أفضل طريقة للتعامل مع الملل هي أن تترك المزيد منه يدخل حياتك".

تحميل المزيد