بعد أيام من وفاة مصمم أزياء «شانيل».. وثائق تكشف معلومات سرية عن والده المتهم بالجاسوسية!

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/22 الساعة 19:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/22 الساعة 19:26 بتوقيت غرينتش
رحيل أيقونة عالم الموضة والأزياء أشهر مصممي شانيل الفرنسية كارل لاغرفيلد

ظهرت القصة الاستثنائية لسجن والد مصمم أزياء شانيل الشهير كارل لاغرفيلد الذي توفي الثلاثاء 19 فبراير/كانون الثاني 2019، عن عمر يناهز 85 عاماً، بتهمة "التجسس لمصلحة ألمانيا" في عهد الإمبراطور الروسي نيقولا الثاني بروسيا.

حسب موقع The Daily Mail البريطاني، أُرسل أوتو لاغرفيلد، تاجر الألبان المعلَّبة، إلى أبرد سجون سيبيريا خلال الحرب العالمية الأولى.

توقفت حياة أوتو لاغرفيلد فجأة، باعتباره تاجراً يجوب العالم، على يد الشرطة السرية في عهد الإمبراطور الروسي، إذ زجوا به في معسكر الاعتقال الكئيب بالقطب الشمالي.

والد كارل لاغرفيلد "تاجر ألبان" ناجح للغاية

في عام 1914، كان أوتو كريستيان لودفيغ لاغرفيلد (33 عاماً)، آنذاك، يعيش بمدينة فلاديفوستوك على ساحل المحيط الهادئ مدة 7 سنوات باعتباره تاجر ألبان معلبة ناجحاً للغاية، إذ كان يسوِّق لعلامته التجارية التي كانت تحمل اسم فوزديكا بعد قضائه فترة من العمل في فنزويلا وسان فرانسيسكو.

وفي إشارة إلى بعض الوثائق الأرشيفية، كشف المؤرخ المحلي أندريه سيدوروف أن الضباط الروس قالوا إن أوتو والد  كارل لاغرفيلد كان "متوسط الطول، وشعره أسود اللون، وكانت عيناه رماديتين، ويتحدث بالإنجليزية جيداً".

وبفضل إتقانه اللغة الروسية أيضاً، كان أوتو عضواً بارزاً بمنظمة المغتربين العالمية في العاصمة الروسية.

عندما أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا، كتب أوتو والد كارل لاغرفيلد خطاباً لمسؤولي الإمبراطور يرجوهم فيه أن يسمحوا له بالعودة إلى الولايات المتحدة. وورد بالتماسه المكتوب: "في ظل توقُّف النشاط التجاري بين لندن وهامبورغ، أدركت أنه لا يمكن مواصلة أنشطتي بشكلٍ طبيعي".

متهم بالعمل جاسوساً لمصلحة الألمان

زعم كارل لاغرفيلد لاحقاً أن والده -الذي كان اسم عائلته يُنطق لاغرفيلدت- كان سويدياً، لكن كل الأدلة تشير إلى أنه كان ألمانياً. كان الروس يعتقدون، بالتأكيد، أنه ألماني، وهو ما جعلهم يرفضون طلبه المغادرة إلى الولايات المتحدة.

بدلاً من هذا، احتُجِز أوتو باعتباره "جاسوساً مشتبهاً فيه" بسجنٍ على جزيرة روسكي بالقرب من مدينة فلاديفوستوك، ولاحقاً في سجن المدينة الأقليمي.

ثم صدرت أوامر بنقله إلى واحدٍ من معسكرات الاعتقال الأبعد والأبرد في روسيا كلها.

وثَّقت اللاجئة الأمريكية إلينور براي اليوم الذي أُرسل فيه أوتو بالقطار من مدينة فلاديفوستوك، ليبدأ رحلة تبلغ مسافتها 1680 ميلاً -بقارب نهري غالباً- إلى منفى روسي داخلي.

شاهدت إلينور "عربةً لنقل المساجين بقضبانٍ على نوافذها في محطة أوكيانسكايا وكان بها توللي، ولاغرفيلد، ووبينز، وشخصٌ آخر، في حراسة كثير من الضباط".  وقالت إنهم "نُقلوا برفقة السارقين والقتلة".

وتابعت في خطابٍ مكتوب: "كانوا 4 رجال في غاية الاحترام، كانت جريمتهم الوحيدة أنهم ألمان".

ليقضي سنوات السجن في منطقة من بين الأبرد بالعالم

وتظهر بعض الصور المشهد المحظور في مدينة فيرخويانسك على نهر يانا، وهي واحدة من أقدم المستوطنات الروسية فوق دائرة القطب الشمالي.

وتبلغ درجة الحرارة هناك عادةً، في شهر يناير/كانون الثاني، نحو 45 درجة تحت الصفر. وسجَّل هذا الموقع، قبل 22 عاماً من إرسال أوتو إلى هناك، درجة حرارة بلغت 67 تحت الصفر، وهي الأبرد على الإطلاق في القطب الشمالي.

وفي محاولة منه للهروب من هذا الجحيم، قدَّم أوتو طلباً للحصول على الجنسية الروسية، وفقاً لوثائق نشرتها صحيفة The Siberian Times الروسية.

لكن غونداتي، الحاكم العام لمنطقة أمور آنذاك، رفض طلبه في 23 سبتمبر/أيلول عام 1914.

عندما وقَّع حكام روسيا الجدد اتفاقية سلام مع روسيا في بداية عام 1918، أُطلق سراحه وسُمح له بالعودة إلى موطنه. بحلول هذا الوقت، كان الإمبراطور الروسي نيقولا الثاني -الذي سُجن أوتو في عهده- محتجزاً أيضاً بمنفى سيبيري. وقُتلت العائلة المالكة رمياً بالرصاص في يوليو/تموز 1918.

ولا يُعرف كيف تمكن أوتو من العودة إلى ألمانيا، في ظل انخراط روسيا، خاصة سيبيريا بحربٍ أهلية. لكن في عام 1919، كان أوتو يدير نشاطاً تجارياً في مدينة هامبورغ التي وُلِدَ فيها.

وُلد كارل بعدها بـ14 عاماً، وتوفي أوتو في مدينة بادن بادن الألمانية عام 1967 عن عمرٍ يناهز 85 عاماً.

علامات:
تحميل المزيد