إدانة حديقة حيوان بسبب السماح للزوار بلعب شد الحبل مع أسد

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/22 الساعة 10:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/22 الساعة 10:21 بتوقيت غرينتش

دان مدافعون عن حقوق الحيوان حديقة حيوان قائلين إنه كان من القسوة أن يأخذوا من الناس 15 جنيهاً إسترلينياً (19.5 دولار أمريكي) مقابل لعب شد الحبل مع الأسود والنمور.

حسب صحيفة Guardian وقع أكثر من ألفي شخص على عريضة تدعو حديقة حيوان دارتمور، قرب مدينة بليموث الإنجليزية، إلى وضع حد لهذا النشاط الترفيهي الذي يستخدم 4 أشخاص لشد الحبل مع نمرٍ أو أسد.

تسمح مسابقة "الإنسان أمام الوحش" للزوار حتى من سن الثامنة بسحب حبل يمر أسفل باب البوابة في محاولة لشد قطعة لحم مربوطة عند الطرف الآخر من الحبل من فك الحيوان.

ويجادل مسؤولو الحديقة الواقعة في جنوب غرب إنجلترا بأن النشاط يساعد في الحفاظ على صحة ولياقة الببر سيبيري والدراغان والأسد الإفريقي والجاسيري، الذين تبلغ أوزانهم 25 و23 ستوناً (158.7 و146 كيلوغراماً) على التوالي.

ولكن عريضة أصدرها سو دالي عبر الإنترنت نعتت المنافسة بأنها قاسية، مضيفةً أنها تنم عن "انعدام احترام تام لتلك الحيوانات البرية المهيبة".

كتب دالي على موقع 38 Degrees المختص في نشر العرائض: "يبدو الأمر وكأننا نعود إلى الوراء، فحديقة الحيوان تعمل كما لو أنها سيرك بدلاً من كونها مكاناً يهتم حقاً بصحة وأمان الحيوانات المعرضة للانقراض في أقفاصها".

"تزعم الحديقة أنها تفعل ذلك من أجل تقديم تمرينات فكرية للحيوانات إلى جانب تسليتها، لكن يبدو أنهم يقدمون الأرباح على رعاية الحيوان. ثمة كثير من الطرق يمكن للمتخصصين من ذوي الخبرة تطبيقها من أجل رعاية الحيوانات النادرة دون تحويلها إلى لعبة جديدة للسائحين".

كتب أحد المؤيدين والذي وقع على العريضة: "إن كانت تلك الحيوانات تحتاج إلى نشاط فكري، يجب أن تحصل عليه عن طريق أنشطة تقوية وليس عن طريق حيل السيرك التي تهدف إلى تسلية البشر".

في غضون ذلك، قالت المنظمة الخيرية Royal Society for the Prevention of Cruelty to Animals: "نتفهم أن الحديقة تظن أن هذا من شأنه تزكية القوة البدنية لتلك القطط الكبيرة، لكن ثمة طرق بديلة كثيرة لتحقيق ذلك ونرى أنه لا ينبغي استخدامها في التسويق من أجل تسلية العامة وأما عن هذا النشاط فهو لا يعزز احترام الحيوانات".

لا يتفق آخرون مع هذه العريضة، إذ نشر أحد الزوار مقطع فيديو عن التجربة على صفحته على تويتر الأسبوع الماضي، مضيفاً: "خضت أمس تجربة رائعة حقاً مع زوجتي! لقد لعبنا شد الحبل مع أسد في @DartmoorZoo وأجل خسرنا هاها!".

نشاط جذاب

أبى بنيامين مي، مالك الحديقة، أن يتخلى عن هذا النشاط الجذاب الذي أُطلق الشهر الجاري فبراير/شباط وهو متاح للأطفال بداية من سن الثامنة. وقد استلهم مي مذكراته التي تؤرخ تجربته في حديقة الحيوان، التي تمتد مساحتها على موقع 33 فداناً (0.13 كم مربع)، من فيلم We Bought a Zoo بطولة الممثل مات ديمون وسكارليت جوهانسون الذي صدر عام 2011.

أخبر صاحب الحديقة الذي يبلغ من العمر 53 عاماً قناة Plymouth Live قائلاً: "يثير الناس جلبة بلا داع. أظن أن هذا هو الشيء الصحيح 100% الذي ينبغي فعله والأسود تحب ذلك".

قالت متحدثة باسم الحديقة: "في ظروف الطقس البارد، أحياناً يلعب حراس الحديقة شد الحبل مع القطط الكبيرة من أجل أغراض التقوية. وهذا النوع من النشاط، وهو شائع في الكثير من حدائق الحيوان، مهم للغاية للحفاظ على لياقة الحيوانات وصحتها إذ ينطوي على تمرينات من شأنها بناء كتلة العضلات".

"في إجازة نصف العام الدراسي في شهر فبراير/شباط، تسمح الحديقة لأول مرة لعدد قليل من الزوار بالانضمام إلى الحراس، لخوض التجربة بأنفسهم والتعرض لقوة الحيوانات وتعلم المزيد عن تلك الأنواع المعرضة للانقراض. فالحديقة هي عبارة عن جمعية خيرية والأموال التي تُجمع من المشاركة في التجربة تخصص للحفاظ على الحديقة والتعليم والجهود البحثية لتحسين إدارة الحيوانات في الأقفاص وحماية الموائل البرية التي تتعرض للتدمير أو الفقد".

"يتمثل نشاط التقوية في ربط قطعة اللحم بحبل، يُلقيها الناس من الخارج عبر السياج، ومن ثم ينتظرون حتى يلتقطها الحيوان. الأمر برمته يؤول إلى هوى القطة الكبيرة إن أرادت الخوض في نشاط التقوية أو لا، فهي لا تُجبر بأي شكل من الأشكال. وتطبق تلك التجربة لبضع دقائق فقط مرة واحدة في اليوم وبالتناوب يومياً بين الأسد والنمر".