شركة ملابس فرنسية تختار رجلاً بدون مأوى كعارض أزياء لـ«معطف» مقابل 500 يورو‎

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/18 الساعة 08:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/19 الساعة 06:33 بتوقيت غرينتش

 بين يوم وليلة أصبح  متشرد فرنسي عارض أزياء، فقد اختارت شركة فرنسية متخصصة في الملابس الشتوية رجلاً متشرداً بلا مأوى للترويج لمنتجها الجديد في شوارع العاصمة باريس، وهي العملية الإعلانية التي أثارت الكثير من الجدل، خاصة لدى الجمعيات الخيرية المدافعة عن حقوق المشردين.

وتداولت الصحافة الفرنسية التقرير الذي نشرته في نفس اليوم، صحيفة Le Figaro، حول الحملة الإعلانية "غير العادية" التي أبدعتها شركة AIM Experience للترويج لمنتجها الجديد، وهو معطف شتوي من الطراز الرفيع.

فقد اختارت الشركة الفرنسية رجلاً بلا مأوى اسمه ماركو،  كعارض أزياء للمنتوج الجديد، وهو الرجل المعروف بتشرده في شوارع باريس منذ سنوات عديدة، وخاصة بالمقاطعة السادسة للعاصمة الفرنسية، حيث كثيراً ما يجلب المارة بتميزه برسم اللوحات الفنية و "البورتريهات" لكسب حفنة من "اليوروهات" يسد بها رمقه.

وتستمر الحملة الإعلانية  لمدة أسبوعين، يظهر من خلالها السيد ماركو في 3600 ملصق في مختلف شوارع باريس، مرتدياً المعطف الشتوي وحاملاً ريشة الرسم بيده.

مسؤول الشركة يعرف "المتشرد" منذ 11 سنة

وفي تصريح لجريدة Le Figaro الفرنسية، كشف مسؤول شركة AIM Expérience،  مارسي دو سولتري، أنه يعرف ماركو منذ عام 2008، عندما اختار السكن في شارع سان بار بباريس.

وأضاف أنه قام بإهداء "المتشرد" المعطف الجديد، في شهر أكتوبر/تشرين الأول، قبل تسويقه، فلاحظ بعدها أنّ الرجل لم يستغنِ عنه أبداً.

وأشار سولتري إلى أنه ظل يستفسر من ماركو كلما التقاه ما إذا كان المعطف ساخناً وما إذا كان يقاوم المطر.

متشرد فرنسي عارض أزياء

وتابع مصمم الأزياء الفرنسي موضحاً سبب اختياره لصديقه المتشرد "الجميع يعرفه في المنطقة، ولذلك وبدلاً من المرور عبر وكالة لعارضي الأزياء، في إطار حملتنا الإعلانية الأولى فإني اخترت ماركو، وأردت أن أجعل قصته مرئية، مع منحه نفس المستحقات التي كان سينالها عارض أزياء معروف.. وتتمثل الفكرة أيضاً في  إضفاء الجانب الاجتماعي على العلامة التجارية".

وتم تقييم ترويج ماركو لصورته  بـ 500 يورو، بحسب مسؤول شركة AIM Experience، الذي أوضح أنه وبحكم أنّ الرجل لا يملك أي حساب في البنك، فإنه تم منحه جزءاً من المبلغ  نقداً والجزء الآخر على شكل قرض بأحد المراكز التجارية بالحي، حيث يمكنه شراء ما يحتاجه دون دفع أي نقود.

وقد لقيت هذه الفكرة المميزة في الإشهار جدلاً واسعاً لدى الجمعيات الخيرية بفرنسا، بين مستحسنٍ ومستهجنٍ، حيث نقلت Le Figaro، تصريح ثيبو لوبلان، أحد النشطاء الاجتماعيين، قال فيه: "جعل غير المرئيين مرئيين وكسر المعايير يعتبر أمراً مفيداً للمجتمع.. ولكن عوض منح 500 يورو  للمتشرد فإنه من المستحسن العمل على المدى البعيد لمساعدته على الخروج من الوضع الذي هو فيه حالياً".

وبالمقابل حيّت جمعية Emmaüs France  العملية، حيث رأت أنّ "الأشخاص بلا مأوى هم بحاجة للألبسة طوال السنة سواء الألبسة الجديدة أو المستعملة".

 

علامات:
تحميل المزيد