لم يكتف بتحطيم زجاجة الجعة على رأسها ولم يرحم عمرها.. فتاة سورية تروي تفاصيل الاعتداء عليها بسبب حجابها

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/17 الساعة 15:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/17 الساعة 15:13 بتوقيت غرينتش

"اخلعي الحجاب، أجانب قذرون"، بهذه الكلمات هتف الشاب الألماني السمين، قبل أن يعتدي على الفتاة السورية التي لم يتعد عمرها 16 عاماً، وهي تسير مع رفيقتها، في اعتداء عنصري جديد على المهاجرين.

الفتاة التي أصيبت بارتجاج في المخ، روت تفاصيل مروعة للحادث، الذي يبدو أنه تكرار لحوادث سابقة في العاصمة الألمانية برلين، تستهدف بالأخص الفتيات والأطفال من المهاجرين.

ونشرت شرطة برلين  السبت 8 فبراير/شباط 2019 بياناً ذكرت فيه أنه تم الاعتداء على فتاتين سوريتين في برلين، بدافع كراهية الأجانب والإسلام.

 واحدة من هذه الفتيات وتدعى شيماء روت، لصحيفة " B.Z Berlin " المحلية، تفاصيل الاعتداء عليها الذي وقع في ساحة "هيلينه فايغل بلاتز" في منطقة مارتزاهن.

وقالت شيماء إن رجلاً غريباً هاجمها بزجاجة جعة على الطريق بين منزلها ومحطة قطارات ضواحي، لأنها ترتدي الحجاب.

لم يكتف بتحطيم زجاجة الجعة على رأسها.. اعتداء عنصري مروع

وكانت الطالبة شيماء مع صديقتها التي تبلغ من العمر ١٥ عاماً يوم الجمعة، الثامن من فبراير/شباط 2019، في طريقها للمنزل، عندما صادفهما شاب طويل وسمين، تخمن أن عمره يقارب الـ ٢٥ عاماً.

ويُفترض أن الاعتداء حدث عندما مرا من قربه.

تقول إنه صرخ "أجانب قذرون، اخلعن الحجاب ولتختفين من بلادي!".

وعندما شاهد المهاجم محاولتها الاستعانة بهاتفها المحمول، قام برميه إلى الأرض، وفق روايتها لمجريات الواقعة.

وتحدثت كيف صفعها على وجهها، ولكمها، ثم ضربها بزجاجة بيرة في رأسها حتى أغمي عليها، ثم اختفى المهاجم.

والنتيجة أنها تعتمد على كرسي متحرك حالياً

أما هي فوصلت وهي مصابة بارتجاج في المخ للمشفى، وباتت حالياً تتحرك عبر كرسي متحرك، وفقاً لنصيحة الأطباء لها بعدم التحرك كثيراً.

وقدم والدها بلاغاً لدى الشرطة.

تقول الصحيفة إن والدها قال إنه لن يجعلها بعد اليوم تخرج وحدها بل سيرافقها يومياً حتى موقف محطة قطارات الضواحي، البعيد عن المنزل مسافة ١٠ دقائق سيراً على الأقدام.

وليست المرة الأولى التي تتعرض لأحداث عنصرية

 ليست المرة الأولى التي تتعرض شيماء فيها للإهانة بسبب الحجاب

 توضح شيماء أنها كانت تشعر دائماً بالأمان في ألمانيا، رغم أنها كثيراً ما تعرضت للإهانات بسبب الحجاب، إلا أن ما حدث هذه المرة كان سيئاً حقاً.

 وقالت إنها كانت تشعر بالارتياح للعيش في منطقة مارتزاهن، لكنها لم تعد تريد العيش هناك الآن.

 وتعيش شيماء منذ عام ٢٠١٢ في ألمانيا، وتم الاعتراف بها كلاجئة من قبل السلطات الألمانية وتزور المدرسة الثانوية وتتمنى أن تصبح طبيبة.

 تقول الفتاة للصحيفة إنه مع اندلاع الحرب في بلادها، جلبتها عمتها هي وشقيقها عبر لم الشمل لألمانيا، وجاءت عبر الطائرة، مشيرة إلى أنها كانت ترتدي الحجاب حينذاك أيضاً طوعاً.

وجاء والداها وشقيقتاها (٢١و٢٢ عاماً) بعد ٣ أعوام لبرلين، عبر طريق البلقان الذي سلكه مئات الآلاف من اللاجئين في عام ٢٠١٥.

اعتداءات تتضمن التهديد بمواد غريبة، ولكن الأكثر صدمة هو مواقف الشارع الألماني

وكانت الشرطة الألمانية قد نشرت في بيانها يوم السبت الماضي، خبر مهاجمة سيدة مجهولة مساء الجمعة لفتاة في الـ ١٢ من العمر في حي نويكولن ببرلين، ومحاولتها خلع حجابها من رأسها.

وحسب الشرطة فإن السيدة شدت الفتاة من شعرها وأهانتها بألفاظ معادية للأجانب.

وذكرت أن المرأة هددت الضحية بحقنة معبأة بسائل يبدو كالدم، وبخاخ الفلفل، وحاولت وخزها عدة مرات بالإبرة، مشيرة إلى أنها فرت من المكان قبل وصول الشرطة، وأن الفتاة عانت من جراح طفيفة.

وحتى الأطفال لا ينجون من هذه الاعتداءات

وأجرى تلفزيون "إر بي بي" العام في برلين لقاء مع سيدة سورية تدعى نورا، سبق وأن تعرض ابنها الصغير (٧ سنوات)، طالب الصف الثاني الابتدائي، للضرب قرب نفس الساحة التي شهدت الاعتداء على شيماء، لأنه من سوريا.

 وأوضحت الأم أن حي مارتزاهن كان غير آمن سابقاً بالنسبة للأجانب والسيدات المسلمات، إلا أن الوضع كان قد تحسن قليلاً، إلا أنها باتت الآن مجدداً خائفة من الخروج ليلاً وحدها، ولا تشعر بالأمان.

في هذا الحي، مازال أدولف هتلر يعيش

وتقول ضحية أخرى لاعتداء حدث في وقت سابق، وهي شابة تدعى لاليا (٢١ عاماً)، إنها كانت تريد زيارة صديق قرابة الساعة التاسعة مساء في حي بانكو.

وفجأة عندما صعد زوجان شابان الحافلة وهما يقولان: "ما زال أدولف هتلر يعيش"، ثم تقدما منها داخل الحافلة.

وأخذا يهينانها بالقول: "زنجية"، وغيرها من الشتائم.

وظلا يواصلان الاعتداء عليها لـ6 محطات دون أن يتحرك أحد

وقالا لها إن عليها أن تنظر إليهما لأنهما من الآريين الحقيقيين، وقاما بالبصق وضرب وجهها، واستمر ذلك طوال فترة قطع ٦ محطات، دون أن يبادر أحد لمساعدتها.

وزعم سائق الحافلة لاحقاً إنه لم يصل إلى علمه ما جرى.

ونشرت لاليا فيديو بعد الحادثة فوراً وهي تبكي لتعرضها للهجوم بسبب لون بشرتها، وتعبر عن سخطها من جلوس الناس إلى جانبها ونظرهم إليها دون أن يتدخلوا بالقول أو الفعل حيال المعتديين عليها.

وتم الحكم عليها بالسجن، ولكن مع إيقاف التنفيذ

وتمكنت الشرطة لحسن الحظ تحديد هوية المعتديين والتحقيق معهما، وتم الحكم عليهما قبل أسابيع بالسجن مع إيقاف التنفيذ.

 واعتبر سيمون بروست من مركز استشاري عن اليمين المتطرف، أن العنف الموجه ضد الأقليات، الذي كثيراً ما يكون عنصرياً، بات للأسف جزءاً محزناً من الحياة اليومية في برلين.

وأضاف أنها ليست ظاهرة جديدة، ولا يتوقف العنف عندما يتعلق الأمر بالأطفال والشباب في سن صغيرة.

Rassistische Gewalt gegen Jugendliche

Drei rassistische Übergriffe gab es letztes Wochenende in Berlin. Besonders erschreckend: Alle gegen Kinder und Jugendliche.

Gepostet von Abendschau am Montag, 11. Februar 2019

تحميل المزيد