لفق حادث سير وادعى تورطه بمقتل شاب بسوريا.. ألماني حاول النصب على أمه بمبلغ 20 ألف يورو

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/10 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/10 الساعة 10:02 بتوقيت غرينتش

كشفت تقارير صحفية ألمانية تفاصيل واقعة نصب ألماني تصلح لتكون سيناريو لفيلم استخباراتي مثير، عن محاولة كرستيان إمده، الذي كان عضواً بارزاً وهاماً في آلة البروباغندا الإعلامية لدى تنظيم داعش، الاحتيال على والدته المقيمة في ألمانيا، في عام 2017، بمبلغ 20 ألف يورو، قصد دعم التنظيم أو الاستفادة منه للنجاة بنفسه من منطقة الصراع تلك.

وكان الجهادي إمده، المنحدر من مدينة زولينغن بولاية شمال الراين فستفاليا الغربية، الذي كان قد اعتنق سابقاً الإسلام، يهدد على مدار سنوات ألمانيا والمستشارة أنجيلا ميركل بهجمات انتقامية.

وتواصل إمده، الموجود في سوريا مع التنظيم حينذاك، عبر شخص وسيط مجهول مع والدته عبر فيسبوك، في فبراير/شباط من العام 2017، زاعماً وقوع ابنها في متاعب، وروى لها في اتصالات لاحقة تفاصيل عن حادث سير مزعوم تورط فيه كرستيان، ودهسه شخصاً بالخطأ في سوريا، وأنه يتوجب عليه دفع "دية" لعائلة الضحية بقصد إجراء مصالحة، زاعماً أن ابنها يقبع في السجن، وأنه مهدد بالموت في حال عدم دفعه المال قريباً.

 نصب ألماني

وأرسل الوسيط كدليل رسالةً صوتية يتحدث فيها ابنها إمده، طالباً بإلحاح المساعدة من أمه، محدداً مبلغ 20 ألف يورو، وفقاً لموقع "شبيغل أونلاين". ولم تكن تعرف الأم أنها خطة من الإرهابيين للاحتيال عليها وتجريدها من مالها، بل كانت تريد مساعدة ابنها، وهكذا لبَّت مطلبهم جزئياً، واتبعت توجيهات الشخص الوسيط.

وكانت الاستخبارات الألمانية الداخلية في ولاية شمال الراين فستفاليا متابعة لمخطط اللقاء، واعترضت الرسالة فيما يبدو، إذ كانت متابعة للوضع عن كثب، وقامت برصد لقاء 3 أشخاص والدة إمده، وتسلمهم ظرفاً منها عند كاتدرائية مدينة كولونيا، في خضمّ يوم روزنمونتاغ الكرنفالي الصاخب (27 فبراير/شباط) وصورت اللقاء. وتبيَّن لاحقاً أن الظرف كان يضم 1700 يورو.

ودلت تحقيقات السلطات حول هوية الوسيط الذي رتَّب لعملية الاحتيال، عبر تحليل صوته والتحقق من رقم الهاتف المحمول الذي استخدمه، على أنه الجهادي أحمد.ت، من مدينة فرانكفورت، الذي سافر منذ أعوام لمناطق سيطرة التنظيم، بحسب معلومات "شبيغل أونلاين".

ويحقق الادعاء العام الاتحادي، المتخصص بقضايا الإرهاب ضد كرستيان إمده وأحمد، بتهمة عضوية جماعة إرهابية.

المشتبهان اللذان تسلما المبلغ ما زالا طليقين

وفي حين قُتل أحد هؤلاء الأشخاص لاحقاً خلال قتاله في سوريا، فتَّشت شرطة حماية الدولة منزل الآخرين على الساعة السابعة من صباح الثلاثاء الماضي، وهما السوريان شيرزاد ومحمد (21 و28 عاماً)، يقيمان في مدينة كولونيا الألمانية والدولة الجارة هولندا، بحسب ما استقاه موقعا "فوكوس" و"شبيغل أونلاين" من دوائر أمنية،  وما زال الاثنان طليقين حالياً.

وجاءت هذه العملية الأمنية بعد مرور عامين تقريباً من التحقيقات السرية التي أجرتها السلطات الألمانية، وقادت إلى الاثنين.

وليس من المعلوم حتى الآن، ما إذا كان المبلغ الذي تم تسليمه بالفعل قد وصل إلى إمده المقاتل مع "داعش" في سوريا، أم لا.

شَغَل سلطات مكافحة الإرهاب قبل انضمامه لداعش

واختفى إمده، الذي يلقب نفسه بـ "أبو قتادة الألماني"، منذ فقد التنظيم السيطرة على مدينة الرقة السورية، وليس من المعروف إن كان هو وأحمد.ت ما زالا على قيد الحياة.

وكان إمده قبل سفره للانضمام لداعش قد سُجن في العام 2011، مدة عام ونصف العام، بعد دخوله بريطانيا، عن جرائم مرتبطة بالإرهاب. وعُثر حينها في حقيبته بين أشياء أخرى، على دليل لصنع القنابل.

وبعد أن عاد لألمانيا، بات عضواً في العام 2012 في جماعة "ملة إبراهيم" السلفية، التي حُظرت ذلك العام في البلاد. واتبع لاحقاً متزعمي الجماعة إلى مصر أولاً، ومنها إلى ليبيا، قبل أن ينضم لداعش في سوريا.

وبين موقع "فوكوس" أنه نظراً لقوامه الممتلئ ولكونه غير ملائم للقتال، انخرط كشخصية قيادية في الجزء الألماني لآلة التنظيم الدعائية، إلى جانب مساعدته في تهريب الإسلاميين الألمان، بحسب معلومات الادعاء العام الاتحادي.

استغلال كاتب في ألمانيا لنشر دعاية التنظيم

ويُعتقد أن إمده كان من سمح للكاتب الألماني المثير للجدل يورغن تودنهوفر بزيارة المناطق التي كان يحتلها التنظيم، لنشر بروباغندا "داعش" عبره، بحسب "فوكوس".

ونقلت عن إمده روايته لاحقاً لأعضاء عائدين للوطن من التنظيم، بأن سُمح لتودنهوفر بدخول مناطق سيطرة التنظيم فقط لـ "استغلاله لغرض البروباغندا"، وكان الهدف بحسب قوله "الإظهار للعالم، وخاصة الغرب، أنهم دولة قوية".

واعتبر إمده أقوال تودنهوفر في الأفلام التلفزيونية وكتابه الأكثر بيعاً، الذي وصف فيه "داعش" بأخطر منظمة إرهابية في العالم "أفضل دعاية (للدولة الإسلامية) في الغرب". ونُقل عنه قوله لأحد المقاتلين معه إن بعض "الإخوة" كانوا يودون بسرور قطع رأسه، لكن قرروا في النهاية التراجع عن الفكرة، تحت مبرر: "وجوده حياً كان أثمن منه ميتاً".

Liebe Freunde, es ist so weit! Unser Dokumentarfilm über den IS kommt am Dienstag Abend im deutschen Fernsehen. Auf…

Gepostet von Jürgen Todenhöfer am Sonntag, 10. Juli 2016

 

 

علامات:
تحميل المزيد