تشخيص طبي قاتل يودي بحياة مريضة بالسكري

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/08 الساعة 18:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/08 الساعة 18:49 بتوقيت غرينتش

تسبب تشخيص طبي خاطئ في وفاة طفلة مريضة بالسكري تبلغ من العمر 15 عاماً، مصابة بالنوع الأول من مرض السكري .

وقالت صحيفة The Sun البريطانية، إنه في التحقيق الذي جرى في مدينة كانتربري، جنوبي إنجلترا، لم تكن روزا آمني (15 عاماً) تشعر أنها على ما يُرام، حين أقلَّها جدُّها وأحضرها إلى المنزل، في 2 يوليو/تموز من العام الماضي.

بدأت المُراهِقة، المصابة بالنوع الأول من مرض السكري ، في الشعور بالتحسُّن بمجرد أن استرخت في منزلها، الواقع في خليج هيرن، لكن في فترة بعد الظهيرة بذلك اليوم بدأت أنفاسها تتسارع، وأخبرت عائلتها أنها كانت مريضةً وتعاني ألماً فظيعاً في جنبها.

الكابوس الأسوأ للمعاناة بسبب مرض السكري

هرعت العائلة بها إلى مقرٍّ طبيٍّ للطوارئ، حيث أخبرت والدتها وجدتها الطبيبة المُمارِسة العامة الموجودة هناك أن مستوى الغلوكوز في الدم كان طبيعياً.

قيل في التحقيق أيضاً إن الدكتورة ساداف مانغي وَجَدَت لدى فصحها أن ضربات قلب الطفلة المصابة بالنوع الأول من مرض السكري يصل معدَّلُها إلى 140 ضربة في الدقيقة، وقالت إن روزي تعاني من التهابٍ في الأذن، ومن ثم حرَّرت وصفةً طبية لذلك.

وقال جدُّ روزي، مايكل آمني: "كنت مندهشاً، لأنني كنت متأكِّداً أنها ستقول إننا سنذهب إلى المستشفى". وأضاف: "قلت لجورجيا (والدة روزي) إنني لست راضياً عن تشخيص الدكتورة مانغي".

وإذ كانت تلك ليلةً شديدة الحرارة، قرَّرَت روزا المصابة بالنوع الأول من مرض السكري ووالدتها النوم على الأرائك في غرفة المعيشة. استيقظ والدها، لي هابل، في الواحدة صباحاً ليعطيها الدواء، لكنه أُخبِرَ بأنها تناولته بالفعل.

لكن لدى عودته إلى الفراش سمع صوت ارتطام شديد، وصياح زوجته لمناداته، وحين توجَّه إلى غرفة المعيشة وَجَدَ روزي المصابة مرض السكري على الأرض.

علاماتٌ تحذيرية

توجَّه المسعفون سريعاً إلى المكان، وهرعوا بها إلى المستشفى، لكنها توفيت في الليلة نفسها. وقال الجد في حديثه خلال التحقيق: "مازلت ألوم نفسي على وفاتها، إذ كان جديراً بأن أُقرِّر أخذها إلى الطبيب، وليس إلى خدمات الطوارئ".

توصَّل تشريح الجثة إلى أن روزي المصابة بالنوع الأول من مرض السكري توفيت نتيجة الحُماض الكيتوني السكري، وهو حالةٌ تنتج عن الارتفاع المستمر في مستويات السكر في الدم.

واعترفت الدكتورة مانغي بأنها لم تكن تعلم الإجراء الموصى به فيما يتعلَّق بعلامات التحذير، والخطوة التي تُتَّخَذ في حالة الأطفال الذين ربما يعانون من النوع الأول من مرض السكري .

وقالت إنها فكَّرت في بادئ الأمر في الحُماض الكيتوني السكري، لكنها تجاهَلَت ذلك تماماً حين أخبرتها والدة روزي المصابة مرض السكري بأن بيانات الغلوكوز لدى ابنتها تشير إلى أنها طبيعية.

وفي بيانٍ وجَّهَته إلى العائلة، قالت الدكتورة مانغي: "أود أن أُعبِّر عن عزائي واعتذاري لعائلة روزي آمني". وأضافت: "أود أن أقول للعائلة إنني نادمةٌ بعمق على التقصير في مسؤوليتي كطبيبة مُمارِسة عامة. أعتذر من أعماق قلبي".

كان بالإمكان تجنب "الكارثة"

وقال الدكتور بيتر ويلسون، المستشار الإكلينيكي للمُمَارسين العامين بهيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، إنه يرى أن روزي كانت لتحظى بفرصةٍ "أفضل كثيراً" في العيش، إذا كانت قد انتقلت على الفور إلى المستشفى بعد زيارة الطبيب المُمارِس العام.

أشادت عائلة روزي المصابة مرض السكري المكلومة بابنتهم الطموحة، التي كانت قد حصلت لتوِّها على الشهادة العامة للتعليم الثانوي من مدرسة خليج هيرن.

وقال لي هابل، الفخور بابنته، والبالغ من العمر 50 عاماً، لموقع Kent Online البريطاني: "كانت تحافظ بشدة على خصوصيتها، لكنها كانت مخلصةً ومُنظَّمةً بشكلٍ لا يُصدَّق".

وأضاف: "عرفت بالضبط ما كانت تريد فعله. أرادت أن تذهب إلى الجامعة في كانتربري، وأرادت أن تجتاز اختبار قيادة السيارات، بل اختارت حتى أي سيارة تريد؛ سيارة ميني كوبر". وتابَع: "كانت تستذكر دروسها بجدٍّ في المدرسة، وكانت تتحوَّل إلى امرأةٍ شابة رائعة".

أرجأ الطبيب الشرعي المساعد جيمس ديلون، التحقيق الذي يُشرِف عليه، حتى موعدٍ لاحق، وأَمَرَ بإعداد تقريرٍ قبل استئناف التحقيق مرةً أخرى.

علامات:
تحميل المزيد