احتجاجات بعد أن حذرت مسؤولة إدارية بجامعة ديوك الطلاب الصينيين كي يتكلموا الإنجليزية

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/29 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/29 الساعة 16:16 بتوقيت غرينتش
جامعة أمريكية تعتذر عن تعنت موظفة ضد الطلاب الصينيين الذي لا يتكلمون الإنجليزية/ Guardian

اتخذت جامعة ديوك الأمريكية خطوات سريعة للاعتذار وإجراء تحقيق وطمأنة مجموعة كبيرة من طلاب الدراسات العليا، بعد أن أرسلت مسؤولة إدارية في كلية الطب بريداً إلكترونياً حذرت فيه الطلاب الصينيين قائلةً إن عليهم أن يتحدثوا بالإنجليزية.

وبدأت الاحتجاجات بعد بريد إلكتروني أرسلته ميغان نيلي، التي تُدرِّس في برنامج الماجستير في مجال الإحصاء الحيوي، حسبما نشرتThe Guardian البريطانية.

رسالة تضمنت تذمراً من الطلاب الذي لا يتحدثون الإنجليزية

وجاء في رسالة نيلي التي أرسلتها عبر البريد الإلكتروني إلى قائمة تتكون من 50 طالباً يدرسون في برنامج الإحصاء الحيوي، أن اثنين من هيئة التدريس تحدثا إليها واشتكيا من الطلاب الذين يتحدثون الصينية بصوت عالٍ في منطقة عامة. وكتبت أن كليهما كان محبطاً من أن الطلاب لا يحاولون تطوير إتقانهم للغة الإنجليزية وأرادا معرفة أسمائهم. وحثت الرسالة الطلاب الدوليين على أن "يتذكروا هذه العواقب غير المقصودة عندما يختارون التحدث بالصينية في البناية".

وأرسلت أيضاً بريداً إلكترونياً في فبراير/شباط الماضي إلى الطلاب قالت فيه إن "عديداً من أعضاء هيئة التدريس" لاحظوا أن عديداً من الطلاب كانوا يتحدثون لغات أخرى في غرف الاستراحة.

وجاء في هذه الرسالة أيضاً: "ونتيجة لهذا قد يكونون أكثر تردداً عند تعيين طلاب دوليين أو العمل معهم؛ لأن التواصل جزءٌ مهمٌ فيما نفعله باعتبارنا خبراء إحصاء حيوي".

لكن الرسالة قوبلت برفض شديد

وخلال العطلة الأسبوعية، شوهدت صور لرسائل البريد الإلكتروني عشرات المرات وانتشرت أيضاً التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة والصين. فيما وقَّع أكثر من ألفي شخص من الطلاب والخريجين وغيرهم على عريضة تطالب بإجراء تحقيق شامل حول المسألة، حسبما قال منظموها.

أصدرت كذلك جمعية الطلاب الآسيويين بجامعة ديوك (The Duke Asian Students Association) بياناً انتقدت فيه رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها نيلي، واصفة إياها بالتمييزية والمؤذية.

قالت الجمعية: "بالنسبة للطلاب الدوليين، يعتبر الحديث بلغتهم الأم من وسائل الراحة والألفة مع وطن وثقافة يجري قمعها فعلياً في كثير من الأحيان داخل الولايات المتحدة".

وفي خضم الاستجابة الغاضبة، تنحت نيلي عن منصبها مديرة لبرنامج الدراسات العليا، حسبما ورد في خطاب من الدكتورة ماري كلوتمان، عميدة كلية الطب.

ما دفع عميدة كلية الطب إلى الاعتذار

اعتذرت كلوتمان لطلاب البرنامج في خطابها، وقالت إنه لم يكن هناك قيود على استخدام اللغات الأجنبية في المحادثات. وأوضحت أن مكتب العدالة المؤسسية التابع للجامعة سوف يُجري استعراضاً لبرنامج الماجستير في الإحصاء الحيوي. ومن المتوقع أن يجري البحث عن أعضاء هيئة التدريس الذين اشتكوا لنيلي.

اعتذرت نيلي -التي استمرت في موقعها في هيئة التدريس أستاذة مساعدة- من أعضاء البرنامج في رسالة بريد إلكتروني قالت فيها: "أشعر بأسف عميق لما سببته رسالتي من أذى. لم يكن ذلك قصدي".

جاءت رسالة مديرة جامعة ديوك في وقت تحاول خلاله جامعة ديوك وصفوة الجامعات الأمريكية الأخرى أن تبقى جاذبة للطلاب الدوليين بالرغم من الخطاب السلبي تجاه الأجانب من جانب ترامب وساسة آخرين.

وفي مقابلة أُجريت الإثنين، 28 يناير/كانون الثاني قال مايكل شونفيلد، نائب رئيس قسم الشؤون العامة بجامعة ديوك: "تحظى جامعة ديوك بارتباط كبير بالصين والطلاب الصينيين والباحثين الصينيين".

وأضاف: "نأسف للغاية أن هذه الحادثة تحديداً ربما تكون قد أثرت على العلاقة النفيسة والمفيدة للطرفين التي حظيت بها جامعة ديوك مع الطلاب الصينيين".

ويأتي للجامعة 1300 طالب من الصين

من بين جميع خريجي جامعة ديوك وبرامجها المهنية، يأتي من الصين 1300 طالب، من أصل 8500 طالب، حسبما تشير إحصاءات الجامعة. تدخل جامعة ديوك أيضاً في شراكات مع جامعة ووهان من خلال جامعة ديوك كونشان في الصين، التي بدأ تسجيل الطلاب فيها في عام 2014.

أما على صعيد برنامج الماجستير في الإحصاء الحيوي، فيأتي من الصين 36 طالباً من أصل 55 طالباً. ويشكل الباحثون الصينيون خُمس أعضاء هيئة التدريس البالغ عددهم تقريباً 50 عضواً، حسبما أوضحت جامعة ديوك.

يحظى الطلاب الدوليون بجاذبية خاصة بالنسبة لبرامج الدراسات العليا الأمريكية؛ لأن عديداً من الدول الأجنبية تركز على الرياضيات والعلوم في التعليم، ولأن الطلاب الأجانب القادرين على الدراسة في الولايات المتحدة يمكنهم في الغالب دفع إجمالي المصروفات الدراسية بدلاً من التقدم للحصول على مساعدة مالية، حسبما أوضح سكوت جازتشيك، رئيس تحرير موقع Inside Higher Ed.

وقد امتدح جامعة ديوك لسرعة التحرك من أجل إجراء تحقيق حول المسألة، لكنه قال إن تأثُّر سمعة الكلية قد يتواصل.

وأوضح في مقابلة: "توجد معلومات متداولة تشير إلى وجود طلاب دوليين يعودون إلى أوطانهم. يمكنكم التأكد من أن الناس سوف تسمع عن هذا".

قال تشي ليو، الذي يسعى لنيل درجة الدكتوراه في الكيمياء في جامعة ديوك، إن الجامعة تستطيع الحفاظ على سمعة طيبة في الخارج إذا أظهرت أنها تتعامل مع الموقف بجدية. ويعتقد ليو، القادم من مقاطعة خونان الصينية، أن جامعة ديوك يجب عليها إقالة نيلي وعضوي هيئة التدريس غير المعروفين اللذين تقدما إليها بالشكوى.

وفي إشارة إلى رد الفعل بين الطلاب الصينيين، قال: "جميعنا غاضبون. إننا نشعر بالاستياء. لديك هذا البريد الإلكتروني المرسل إلى الطلاب الصينيين ويقول.. إذا تحدثتم بالصينية سوف تُعرف هوياتكم وتُذكر، وذلك سوف يؤثر على أدائكم. إن ذلك خطير جداً".

قالت ديانا سوجدة، وهي طالبة تمريض في جامعة ديوك تبلغ من العمر 27 عاماً، إنه لا يجب فرض قيود على اللغات المستخدمة خارج الصف. تربت سوجدة على التحدث بالإسبانية في منزلها بمدينة شيكاغو، فقد جاءت أمها من المكسيك وأبوها من بولندا.

وأضافت: "إنه وقت فراغهم، لذا يجب أن يكونوا قادرين على الحديث فيما بينهم بأي لغة يشعرون براحةٍ أكبر معها".

علامات:
تحميل المزيد