أثار خبر نشره موقع محلي ألماني عن التقاط "آباء قلقين" في مدينة مونستر الألمانية صورة طالب لجوء (30 عاماً) ونشرهم إياها على الإنترنت للبحث عنه كمعتدٍ على الأطفال، غضباً وسخطاً كبيرين، بعد أن تبين أن قصد الرجل كان بريئاً.
وبين موقع "فيستفيلشه ناخريشتن" أن رجلاً أجنبياً غريباً كان يحمل هاتفاً تحدث يوم الأربعاء الماضي مع طفلين في المرحلة الابتدائية عائدين للمنزل من مدرسة "مارينشوله"، كلاً على حدة، فتفادى الاثنان الحديث معه لكنهما أخبرا والديهما عن الأمر.
أسرع الوالدان بدورهما بالذهاب إلى مكان الواقعة، وحاولا التحدث مع الرجل الذي كان لا يزال متواجداً هناك لمعرفة ما الذي يريده من الطفلين، لكن لم تدر محادثة بينهم، فقام الآباء بتصوير الرجل ونشر صورته على الإنترنت مع التعليق عليها.
Besorgte Eltern der Marienschule stellten das Foto eines vermeintlichen "Kinderschänders" ins Internet. Die Polizei hat keinerlei Verständnis für das Vorgehen der Eltern. #Münsterhttps://t.co/dl1uBDr4in
— WN (@WN_Redaktion) January 25, 2019
واعتبر المتحدث باسم شرطة مونستر أندرياس بوده أن الأهل اختاروا الطريق الخطأ، مبدياً عدم استيعابه لتصرف الآباء. وأكد أنه كان يتوجب عليهم التواصل مع الشرطة دون تأخير على الرقم 110، عوضاً عن وصم الرجل بهذه الطريقة.
وبين المتحدث أن طالب اللجوء الموجود في البلاد منذ فترة قصيرة، والذي لا يتكلم الألمانية، تواصل مع بالغين ولاحقاً مع أطفال ليطلب منهم التقاط صورة له مع الثلج الذي يراه للمرة الأولى في حياته، لكن أياً منهم لم يساعده.
وأرسلت مديرة المدرسة كرستين أهليرس بسبب هذه الواقعة رسالة لأولياء أمور الطلاب يوم الخميس الماضي، أوضحت فيها لهم إن سلوك الأبوين كان خاطئاً، محذرة بشدة من نشر صور الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، طالبة منهم في مثل هذه الحالات تبليغ الشرطة.
والدا الطفلين قد يتعرضان للمساءلة القانونية
وذكر موقع "شبيغل أونلاين" أن إرسال الآباء تحذيرات عبر مجموعة للمدرسة على برنامج واتساب، قد يكون ذا تبعات جنائية عليهم، بحسب ما صرحت الشرطة للموقع.
ونقل عن المتحدث باسم الشرطة أن بوده الإيضاح بأن صورة الرجل انتشرت بسرعة كبيرة في مجموعة واتساب خاصة بالآباء، ولم تكن مرفقة مع وصفه بمعتد جنسي على الأطفال فحسب، بل مع تعليقات مهينة أخرى. وأضاف أنهم بتصرفهم هذا بات من المحتمل أن يكون الآباء قد ارتكبوا عدة أفعال إجرامية دفعة واحدة.
وبين أنه من المحتمل أن يكون نشر صورة الرجل والتشهير به، معاقباً عليه وفقاً للقانون من عدة أوجه، كانتهاك حقوقه الشخصية، لأنه لا يمكن تصوير أحدهم ببساطة وتشنيعه علناً، وكذلك انتهاك حقه في صورته، مشيراً إلى أن بإمكان طالب اللجوء المتضرر تقديم شكوى ضدهم والمطالبة بتعويض عن الأضرار بتهمة التشهير والإهانة.
كما أكد أن الأهالي قد يواجهون تبعات قانونية على وجه الخصوص لنشرهم صورة الرجل بهدف البحث عنه، مشدداً على أن البحث عن المشتبه بهم مهمة الشرطة، وأن دعوات البحث الخاصة، التي تأتي في صورة تطبيق العدالة الذاتية، غير مسموح بها.
"آباء هليكوبتر" أم عنصريون؟
وفي حين ذهب البعض إلى اعتبار الآباء الذين قاموا بتصوير ونشر صور طالب اللجوء "آباء هليكوبتر"، مهتمين بشكل مبالغ فيه بأطفالهم، رد آخرون بأنهم ليسوا كذلك، بل لأنهم عنصريون ولا تهمهم القوانين.
Das sind keine Helikopter-Eltern, sondern Rassisten.
Und noch dazu welche, denen die Gesetze scheißegal sind.
— Sachsenmaus (@MsVerstaendnis2) January 25, 2019
وعبر الكثيرون عن تمنياتهم في تلقي الرجل مساعدة في اتخاذ الإجراءات القانونية، لكي تتم محاسبة الذين قاموا بذلك.
وقال معلق آخر على صفحة "شبيغل" على فيسبوك إن مناخ سوء الظن حيال المهاجرين يزدهر بفضل حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف.
وكتب الفنان الساخر يان بومرمان على حسابه بموقع تويتر مشاركاً القصة: "من يريد البكاء قليلاً ليقرأ (الخبر) حتى النهاية".
Wer bisschen weinen will, liest bis zum Schluss. https://t.co/B60vLP6Khr
— Jan Böhmermann 🤨🇪🇺 (@janboehm) January 25, 2019
وروى مغرد قصة مشابهة عن قدوم شخص إلى قريتهم وفتحه صندوق سيارته، لتنتشر فوراً مواصفاته ورقم سيارته في مجموعة واتساب لأهل القرية عن احتمال أن يكون خاطف أطفال، ليتبين أن "الشخص المسكين" كان قادماً ليساعد شخصاً على الانتقال من بيته فحسب.
In unserem Dorf parkte neulich ein unbekannter Mann mit seinem Auto und hatte den Kofferraum auf. Daraufhin kursierte sofort in der Dorf-Whatsapp-Gruppe eine Beschreibung und das Nummernschild, könnte ja Kinder entführen. Der arme Kerl wollte letztlich nur bei einem Umzug helfen.
— Knarf Redröm (@KRedrom) January 25, 2019
وشبه أحد المغردين تشنيع شخص على الإنترنت بأساليب العصور الوسطى، لكن على نطاق أكبر.
Ein öffentlicher Pranger im Internet, fast ein bisschen so wie im Mittelalter… nur, dass die Reichweite größer ist.
— Weid0r (@Dotanium) January 25, 2019