ذكرت تقارير صحفية أنَّ الملكة البريطانية أرسلت رسالةً شخصية إلى إحدى ضحايا حادث التصادم الذي تسبَّب فيه الأمير فيليب بسيارته، لكنَّ الأمير لم يتصل بها حتى الآن.
وكانت إيما فيرويذر (46 عاماً)، قد تعرَّضت لكسرٍ في معصمها خلال حادث الاصطدام الذي وقع الخميس 17 يناير/كانون الثاني 2019، وتقول إن ذراعها لن تعود إلى طبيعتها أبداً، حسبما نشرت صحيفة The Sun البريطانية.
ونقلت صحيفة The Sun ما نشرته صحيفة The Mirror البريطانية من أنَّ إيما فيرويذر تلقَّت مكالمةً من أحد أكثر مساعدي الملكة موثوقيةً، "لنقل أطيب الأمنيات القلبية من الملكة بالشفاء".
الأمير فيليب لم يتصل حتى الآن بالمصابة
وقالت الصحيفة البريطانية إن الأمير فيليب، دوق إدنبره، لم يحاول الاتصال، حسبما ذكرت التقارير، للاعتذار عن تسبُّبه في الحادث المُروع، الذي أدى إلى انقلاب سيارته.
وأمرت الملكة (92 عاماً)، وصيفتها ماري موريسون بالاتصال بالسيدتين اللتين كانتا في السيارة الأخرى مع طفلٍ رضيع يبلغ من العمر 9 أشهر.
ولم تُجرَ محاولات الاتصال بهما إلَّا بدءاً من يوم السبت 19 يناير/كانون الثاني 2019، أي بعد الحادث بـ48 ساعة على الأقل.
لكن الملكة اتصلت بها لتعبر عن أمنياتها بالشفاء
وتلقت إيما، وهي من منطقة كينغز لين بمقاطعة نورفولك الإنجليزية، رسالة تُعرب فيها الملكة البريطانية عن "أطيب أمنياتها بالشفاء بعد الحادث".
لكنَّها تقول إنَّها لم تتلقَّ أي رسالةٍ من الأمير فيليب (97 عاماً)، وإنَّ اسمه لم يُذكَر حتى.
وجاء في رسالة الملكة التي نقلتها وصيفتها ماري (81 عاماً) بالبريد الصوتي: "مرحباً، أنا أتصل من قصر ساندرينغهام".
وأردفت: "طلبت مني الملكة أن أتصل بك هاتفياً، للتعبير عن أطيب أمنياتها لكِ بالشفاء بعد الحادث، وهي حريصةٌ على معرفة حالتك الصحية، وتأمل أن تسير الأمور على أفضل نحوٍ ممكن".
وأضافت: "نحن جميعاً في قصر ساندرينغهام نُفكِّر فيكِ كثيراً، وسأحاول الاتصال بكِ في وقتٍ لاحق… مع الأسف، أنا مضطرةٌ إلى الخروج بعد قليل، لكنني آمل أن تسير أمورك على أفضل نحوٍ ممكن. شكراً جزيلاً لكِ. وداعاً".
لكن المصابة إيما تريد ان يتصل الأمير فيليب بها
وقال مصدرٌ في القصر للصحيفة، إنَّ قرار الملكة تكليف ماري موريسون الاتصال بالمرأة كان "مهماً جداً"، لأنَّ ماري واحدة من أكثر مستشاريها ثقةً.
لكنَّ إيما، التي صار عمرها 46 عاماً اليوم، قالت إنها شعرت "بتجاهلها ونبذها" من جانب العائلة الملكية قبل الاتصال بها.
وتُصرُّ على أنَّ الأمير فيليب ينبغي أن يتحمل المسؤولية ويتصل بها.
وقالت لصحيفة The Mirror: "صحيحٌ أنَّه من الجيد أنَّ الملكة رأت أنه قد يكون من المناسب أن تطلب من أحد موظفيها الاتصال بي والتعبير عن أمنياتها بالشفاء، لكنَّها لم تكن متورطة في الحادث".
وأضافت: "ما زلت أشعر بدهشة كبيرة من أنَّ الأمير فيليب لم يشعر بأنه يريد الاتصال بي والسؤال عن حالتي".
كانت إيما، وهي أمٌ عزباء، راكبةً في سيارة صديقتها إيلي تاونسيند (28 عاماً)، التي كانت من طراز كيا هاتشباك حين وقع التصادم الهائل على الطريق رقم A149 بالقرب من قصر ساندرينغهام في نحو الساعة الثالثة عصر الخميس.
واحتاجت كلتا الصديقتين إلى العلاج بالمستشفى، في حين حذَّر الأطباء من أنَّ إيما قد تحتاج إلى إجراء جراحةٍ في معصمها.
وعولِجت صديقة إيما -التي لا ترغب إيما في الكشف عن اسمها- بسبب إصابتها بجروحٍ في ركبتها، في حين خضع طفلها الرضيع للفحص وسُمِح له بالخروج من المشفى.
وقال أحد أقرباء إيلي، وهي معلمة، لصحيفة The Sun، إنَّ إيلي تعرَّضت لـ "محنة مؤلمة"، وإنَّها هي وطفلها الرضيع "محظوظان لبقائهما على قيد الحياة".
وأضاف: "من المخيف التفكير فيما كان يمكن أن يحدث… ما زالت (إيلي) مرتجفة للغاية، وتريد قضاء بعض الوقت مع ابنها وزوجها شون. كلاهما محظوظٌ للبقاء على قيد الحياة".
وأردف: "حالتهما تتحسن على أفضلٍ نحوٍ ممكن بعد حادثٍ صادم كهذا".
ضغوط من أجل "التزام الصمت"
ومنذ ذلك الحين، ظهر أنَّ إيما تعرضت لضغوط شديدة من أجل "التزام الصمت" بعد الحادث.
إذ قيل إنَّ الشرطة طلبت منها "أكثر من عشر مراتٍ" أن تلتزم الصمت، وفقاً لما نشرته صحيفة The Daily Mail البريطانية.
لكنَّ إيما، المؤيِّدة جداً للعائلة الملكية، غيَّرت رأيها يوم الجمعة 18 يناير/كانون الثاني 2019، حين أصدر القصر بياناً زعم فيه أنَّ العائلة الملكية والضحية "تبادلا أطيب الأمنيات" بعضهما مع بعض.
وقال أحد أصدقاء إيما: "إنَّها مؤيدةٌ جداً للعائلة الملكية، لكنَّها كانت ننتظر منهم إظهار اهتمامٍ أكبر تجاهها".
يذكر أنَّ الأمير فيليب خضع لفحصٍ طبي وأكَّد الأطباء أنَّه سليمٌ تماماً، وعاد إلى قيادة سيارته مرةً أخرى يوم السبت.
وقد شوهد وهو يقود سيارته البديلة من طراز لاند روفر دون ربط حزام الأمان، وهو ما دفع الشرطة إلى الاتصال به "لتقديم بعض النُصح".
من جانبها، قالت إيما متحدثةً عن إصابتها: "قال الطبيب إنَّها لن تعود إلى طبيعتها قبل الحادث أبداً… إنَّها عاهةٌ مستديمة، ومن الصعب جداً قبول ذلك".
ويُقال إنَّ هناك مناقشات جارية لتوجيه طلبٍ صارم إلى فيليب بصفته مواطناً مستقلاً بتسليم رخصة قيادته.
بينما تُجري شرطة نورفولك، التي أجرى ضباطها قياساً لنسبة الكحول في دم فيليب وإيلي وجاءت القياسات سلبيةً، تحقيقات في الحادث.