تفاصيل المكالمة الأخيرة للشابة الفلسطينية التي اغتصبت وقتلت في استراليا

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/20 الساعة 13:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/21 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش

عُثِر على جثة الشابة الفلسطينية آية مصاروة (21 عاماً)، صباح الأربعاء 16 يناير/كانون الثاني 2018، إثر تعرُّضها لهجومٍ وحشي وهي في طريقها إلى منزلها بملبورن في أستراليا.

واليوم تتحدث أختها رُبى عن المكالمة الهاتفية المُقلقة التي أجرتها معها، قبل أن يسقط الهاتف من يد آية، وبعدها لم تسمع رُبى صوتها مجدداً، بحسب ما نقلته صحيفة The Sun البريطانية.

خلال حديثها عن المكالمة الأخيرة في المساء، على القناة الثالثة عشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، قالت رُبى: "تحدثنا على الهاتف، عبر تطبيق فيس تايم، عن العرض الكوميدي الحي الذي شاهدته وموعد لقائنا القادم. وفجأةً سمعتها تصرخ، وسمعتُ أصوات سياراتٍ في الخلفية كما لو كان الهاتف على الأرض. ولم يكُن هناك مؤشرٌ في أثناء المكالمة على أن شيئاً مرعباً سيحدث، سمعتها تصرخ وتصرخ، قبل أن ينقطع الخط".

"دعوتُ ألَّا تكون هي"

وأعلنت السلطات الأسترالية، الجمعة 18 يناير/كانون الثاني 2019، إلقاء القبض على المتهم بتنفيذ الجريمة، وهو الشاب كودي هيرمان (20 عاماً).

وعثرت الشرطة على جثة آية نصف عارية قُرب مركز تسوُّقٍ في منطقة بوندورا.

وبدأت، السبت 19 يناير/كانون الثاني 2019، محاكمة المتهم، بعد وفاة آية نتيجة إصاباتٍ في الرأس، بسبب صدمةٍ غير حادة. ووُجِّهَت إليه اتهاماتٌ بجريمتي القتل والاغتصاب.

ولم تُنشَر تفاصيل تهمة الاغتصاب حتى الآن، مع استبعاد هذه "الكلمات بعينها" من وثائق المحكمة؛ احتراماً لعائلة الضحية.

سعيد مصاروة والد الفتاة آية مساروة/ رويترز
سعيد مصاروة والد الفتاة آية مساروة/ رويترز

وروت نور، شقيقة آية الأخرى، أنَّها كانت تشاهد نشرة الأخبار حين رأت بلاغاً عن جثة المرأة مجهولة الهوية التي عُثِر عليها في ملبورن.

وقالت لقناة 9News الأسترالية: "لم يُفصحوا عن هوية صاحب الجثة. لكنَّها توافقت مع كل تفاصيل شقيقتي. وكانت على الطريق نفسه وكل شيء. دعوتُ فقط ألَّا تكون هي. ثم رأيتُ الحذاء وهاتفها وتأكَّدت أنَّها هي".

جريمة صدمت الأمة

وأثار الهجوم المُروِّع الذعر والاشمئزاز في أستراليا.

فقد كشف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أنَّ آية تعرَّضت للاغتصاب.

وقال للمراسلين: "أريد فقط أن أبدأ بالتعبير عن مدى الدمار الذي أصابني نتيجة القتل والاغتصاب الخسيس والمأساوي والوحشي الذي تعرَّضت له آية مصاروة".

وأضاف: "يجب أن تكون كل امرأةٍ وكل شخصٍ داخل أستراليا قادراً على العودة إلى منزله في سلامة. ولا أستطيع التفكير فيما يُمكنني أن أقوله لعائلتها".

"هجوم عشوائي"

يُذكر أنَّ الشرطة ألقت القبض على هيرمان في ضاحية غرينزبورو بعد أن أجرت تحاليلها على قبعةٍ وقميصٍ تُرِكَا في مسرح الجريمة.

وقال رجال الشرطة: "ألقت الشرطة المحلية القبض على الشاب، البالغ من العمر 20 عاماً، في غرينزبورو، بالتعاون مع محقِّقي قسم جرائم القتل قرابة الساعة 11:20 صباحاً".

وأضاف المحقق أندرو ستامبر، أنه يُعتقَد أنَّ الهجوم كان "هجوماً عشوائياً. لقد كان هجوماً مرعباً ومروِّعاً على شابةٍ بريئةٍ تزور مدينتنا".

درست آية اللغتين الصينية والإنجليزية في جامعة شانغهاي، لكنَّها انتقلت إلى ملبورن منذ 6 أشهرٍ، للدراسة في جامعة لاتروب.

"خائفةٌ من العودة إلى المنزل سيراً على الأقدام"

كانت آية تخشى السير من محطة الترام إلى محل إقامتها، لدرجة أنَّها تتصل بإحدى شقيقاتها في أثناء السير، لتشعر بالأمان، وفقاً لما أدلى به أحد أفراد العائلة لصحيفة The Australian.

ونشرت شرطة فيكتوريا لقطاتٍ للطالبة من كاميرات المراقبة؛ "آملاً في أن يُساعد أي شخصٍ رآها تلك الليلة في رواية تحرُّكاتها بدقة".

عذاب الأب

ووصل سعيد مصاروة، والد الضحية، إلى ملبورن يوم الجمعة 18 يناير/كانون الثاني 2019، للتعرُّف على جثة ابنته رسمياً.

وألقى بياناً مُبكِياً في موقع العثور على جثة ابنته.

وذكر موقع news.com.au، أنَّه قال: "لقد أحبت ابنتي هذه المدينة والجامعة… كثيراً. كنتُ أُخطِّط للمجيء أواخر يناير/كانون الثاني 2019، لأكون معها هي وشقيقتها الكبرى في أثناء العطلة مدة أسبوعين أو 10 أيام".

وأضاف: "كنا نرغب في زيارة كثير من الأماكن هنا بأستراليا. لقد كانت مُبتسمةً دائماً وتُحِبُّ الناس. كانت لها آراءٌ كُبرى وعقلٌ مُتفتِّحٌ على كل شيء. وأحبت دراسة الثقافات والجنسيات المختلفة. ينتابني حزنٌ شديد، لكن ما تلقيته من دعمٍ ومساعدةٍ من الناس والمجتمع والشرطة يجعل معاناتي أقل وطأة".

ويستعد أفراد عائلة الفقيدة الذين سافروا إلى ملبورن للتعرُّف على جثة آية لأخذ رفاتها إلى بلدها.

كانت آية في ملبورن كجزءٍ من برنامج دراسةٍ في الخارج لمدة 6 أشهرٍ من أجل الحصول على شهادتها من جامعة شانغهاي.

وهذه هي المرة الثانية خلال 7 أشهرٍ التي تتعرَّضُ فيها امرأةٌ للقتل أثناء عودتها إلى المنزل مساءً في مدينة ملبورن التي تشتهر بنشاط حياتها الليلية وطلاب الجامعات الأجانب.

ففي يونيو/حزيران، تعرَّضت فتاة للتعقُّب وهي في طريقها إلى منزلها بعد أن قدَّمت عرضاً في نادي الكوميديا بملبورن، قبل أن تتعرَّض لاعتداءٍ جنسيٍ وتُقتل في الحديقة المركزية.

وأثار مصرع يوريدايس موجةً من الحزن، إذ حضر أكثر من 5 آلاف شخصٍ مراسم تأبينها في الحديقة، واعترفت الشرطة بأنَّه من الضروري أن تشعر النساء بالحرية والأمان أثناء عودتهن إلى منازلهن في المساء بمفردهن.

 

تحميل المزيد