سياسيون ومشاهير يتبنون «تحدي العشر سنوات»، لكن ليس لعرض صورهم الشخصية

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/18 الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/18 الساعة 15:33 بتوقيت غرينتش

كشف موقع The Insider الأمريكي، أن العام الجديد (2019)، أهلَّ بنبأين سيئين دفعةً واحدة، يتعلَّقان بمحيطات العالم. وهو ما جعل مجموعة من السياسيين والمشاهير يطالبون بتبني تحدي العشر سنوات الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، للتحسيس بالمخاطر التي تواجه كوكب الأرض.

وأوضح الموقع الأمريكي أنه لم يتضح فقط أنَّ عام 2018 كان أكثر الأعوام حرارة في المحيطات منذ بدء تسجيل هذه المعلومات، بل أدرك العلماء كذلك أنَّ حرارة المحيطات ترتفع بنسبة 40% أسرع مما كان يُعتقَد في السابق.

علاوة على ذلك، كشف الباحثون أنَّ الصفيحة الجليدية (أو الغطاء الجليدي) في القطب الجنوبي تذوب بمعدل أسرع بنحو 6 مرات مما كان في الثمانينيات.

لذا، حين ظهر تحدي العشر سنوات الخاص بالصور واسع الانتشار، الذي يجاور فيه المستخدمون صوراً لأنفسهم من عام 2009 والوقت الراهن بقصد المقارنة، استغل بعض أنصار البيئة الفرصة لتسليط الضوء على "تحدي العشر سنوات" الخاص بالأرض.

أين يمكن استغلال تحدي العشر سنوات؟

إذ تفيض مواقع مثل Reddit وإنستغرام بصورٍ تدعو إلى زيادة الوعي العام بتأثيرات التغيُّر المناخي. وفي حين كان الهدف من تحدي العشر سنوات الأصلي تقديم تصويرٍ مرئي للكيفية التي نضج بها شخصٌ ما أو تغيَّر، تنقل نُسَخ هذا التحدّي المتعلقة بالتغيُّر المناخي رسالةً أكثر أهمية، مفادها أنَّ هذا هو تحدي العشر سنوات الذي يجب أن نبدأ التركيز عليه.

فنشر حساب أكاديمية The SDG Academy، المختصة بتقديم الدروس والصفوف والدورات التعليمية على الإنترنت، تغريدة أرفقها بصورتين متجاورتين لنهر الرون الجليدي في جبال الألب السويسرية، إحداهما تعود لعام 2008 والأخرى لعام 2018.

وجاء في التغريدة: "أتدرون ما هو تحدي العشر سنوات الحقيقي؟ إنَّه التغيُّر المناخي. فوفقاً للفريق الحكومي الدولي المعنيّ بتغيُّر المناخ، ليس لدينا إلا 10 سنوات للقيام بتحرُّكات تتعلَّق بالتغيُّر المناخي قبل أن نتسبَّب في ضررٍ لا يمكن إصلاحه لكوكبنا. شارِكوا في دورتنا التعليمية المجانية عن التحرُّك ضد التغيُّر المناخي، وكونوا جزءاً من الحل".

وتُظهِر كثيرٌ من الصور التي تقارن الأوضاع الراهنة بما قبل 10 سنواتٍ ذوبانَ الأنهار الجليدية، الذي يُمثِّل واحداً من أكبر الآثار المرئية لاحترار الكوكب.

خاصة أن سيناريوهات سيئة تنتظر كوكبنا

ويعني ذوبان الأنهار الجليدية أنَّ القطبين الشمالي والجنوبي يشهدان تغييراتٍ (ليست من النوع الجيد). وفي واحدٍ من أسوأ السيناريوهات، الذي يُطلَق عليه "Pulse" (دفقة)، قد يتسبَّب ارتفاع حرارة المياه في انهيار الأنهار الجليدية التي تكبح الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" وجزيرة غرينلاند.

ومن شأن هذا أن يرسل كميات هائلة من الجليد إلى المحيطات، وهو ما قد يقود إلى ارتفاعٍ سريع في مستوى سطح البحر بأرجاء العالم.

وفي حال حدثت "دفقة"، فإنَّ مستوى سطح البحر بمنطقة جنوب فلوريدا في الولايات المتحدة قد يزيد بما يصل إلى 10-30 قدماً (3-9 أمتار) بحلول عام 2100.

لكن لأنَّ الماء –مثل معظم المواد الأخرى- يتمدَّد بالحرارة، فإنَّ ارتفاع مستوى سطح البحر أمرٌ حتمي حتى لو لم تذُب الصفائح الجليدية، لأنَّ المحيطات تمتص 93% من الحرارة الإضافية التي تحبسها الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

ويُعَد الحديث عن تلك التهديدات بصورة تجريدية أمراً مختلفاً عن رؤية دليلٍ مرئي.

تُظهِر الصورة الأعلى من بين هاتين الصورتين نهر الرون الجليدي في سويسرا الآن، في حين تُظهِر الصورة الأدنى كم كان حجم الجليد في عام 2009.

ووفقاً لوكالة رويترز، يعتقد علماء الجليد أنَّ نصف أنهار سويسرا الجليدية الصغيرة –والمجاري المائية التي تُغذِّيها هذه الأنهار- ستختفي في غضون الأعوام الـ25 المقبلة.

ومع أنَّ الكثير من الأنهار الجليدية تقلَّصت بصورة كبيرة في العقد الماضي، فإنَّ الصور المُتجاوِرة التي تُظهِر التغييرات التي طرأت عليها على مدى فترة زمنية أطول من ذلك، حتى إنها تُعَد أكثر إذهالاً.

تُظهِر هاتان الصورتان تراجع نهر بيديرسن الجليدي في ألاسكا بين عامي 1917 و2005.

ووُضِعَت هاتان الصورتان لنهر موير الجليدي في ألاسكا إحداهما فوق الأخرى، حتى يتسنّى لكُم السحب بمؤشر الفأرة جيئةً وذهاباً لرؤية كم من الجليد ذاب على مدار فترة الأعوام الـ120 الماضية وأكثر.

في ظل تسارع التغيرات المناخية

ووفقاً لأبحاث وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، قد تؤثر الأنظمة الجليدية المختلفة –إن ذابت وعند ذوبانها- في بعض المدن الساحلية بصورة أشد من البعض الآخر.

ونشرت منظمة السلام الأخضر (Greenpeace)، المعنيّة بحماية البيئة، على حسابها بإنستغرام صورتين مُتجاوِرتين للقطب الشمالي، وكتبت: "هذه هي الحقيقة بشأن تحدي العشر سنوات، هذا هو القطب الشمالي قبل 100 عام مقابل القطب الشمالي حالياً".

بل وأوجد العلماء أداةً تفاعلية تسمح لكم بالاختيار من بين أكثر من 290 مدينة، لتستكشفوا كيف يمكن أن يكون ذوبان أنهار جليدية معينة قد أثَّر في تلك المدن.

وبطبيعة الحال، لا تقتصر آثار التغيُّر المناخي على الأنهار الجليدية.

وموت الشُّعَب المرجانية

ونشرت صفحة مؤسسة Planet Love Life، المعنيّة بالحفاظ على الحياة البحرية والمحيطات، صورتين متجاورتين لشعاب مرجانية، وقالت: "صورة تحدي العشر سنوات مهم حقاً.

تموت الشعاب المرجانية بمعدلٍ يبعث على القلق في مختلف أرجاء العالم. إنَّها بحاجة لمساعدتنا. ونحن مُكرَّسون للحفاظ على أشكال الحياة كافة على كوكبنا، ومن ضمنها الشعاب المرجانية.

حياة واحدة، حب واحد، كوكب واحد".

تتعرَّض الشعاب المرجانية (والأنظمة البيئية التي تدعمها) للموت.

إذ تتسبَّب درجات الحرارة الأعلى بالمحيطات وتحمُّض مياهها في طرد الطحالب التي تعيش بأنسجتها وتتحول إلى اللون الأبيض، أو ما يُعرَف بظاهرة تبييض الشعاب المرجانية. حرِّكوا المؤشر الموجود في منتصف الصورة أدناه جيئةً وذهاباً، حتى يتسنّى لكم رؤية الأمر بأنفسكم.

تقلَّصت كذلك الأنهار والبحيرات في ظل تزايُد طلب الأعداد المتزايدة من السكان على المياه. ويمكن أيضاً أن تتسبَّب المبيدات الحشرية والأسمدة المُتسرِّبة من المزارع في تلويث المياه القليلة المتبقية.

وتتقلَّص أيضاً الغابات في أمريكا الجنوبية ووسط إفريقيا، بسبب قطع الأشجار وإزالة الغابات.

وهو ما جعل الكثير من السياسيين والمشاهير يتبنون تحدي العشر سنوات للبيئة

ويتحدث السياسيون والمشاهير كذلك عن تحدي العشر سنوات المتعلق بالبيئة، إذ تبنّى مسعود أوزيل، الذي يلعب لنادي أرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (Premier League) ولعب للمنتخب الألماني الذي شارك كأس العالم لعام 2018، هذه الرسالة.

ونشر أوزيل تغريدة أرفق بها صورتين مُتجاورتين لمنطقة جليدية، إحداهما لعام 2008 والأخرى لعام 2018، وكتب فيها: "تحدي العشر سنوات الحقيقي الذي ينبغي أن نهتم به".

وكتب السيناتور الأمريكي عن ولاية نيوجيرسي كوري بوكر، في منشور على إنستغرام: "علينا القيام بكل ما بوسعنا لضمان ألا يكون تحدي العشر سنوات هذا هو واقع كوكبنا في عام 2029.

إن كنا نريد الحصول على عالمٍ صحي مستدام للجيل الجديد، فعلينا أن نبدأ العمل منذ الأمس. لكن لم يفُت الأوان للتحرك اليوم. لا بد من أن تكون لدينا أهدافٌ إلزامية ومُلهِمة ومُتَّقِدة. دعونا نبدأ".

وكما هو الحال مع بوكر، يشير الكثير من الناس إلى أنَّ البشرية قد لا يكون لديها متسعٌ من الوقت إلا لـ "تحدي 10 سنوات" واحد آخر، للتحرُّك بشأن التغيُّر المناخي قبل أن يفوت الأوان لتحقيق أهداف العالم.

تحميل المزيد