كيف سيؤثر تحرك القطب المغناطيسي للأرض على حياتنا؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/16 الساعة 15:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/17 الساعة 09:09 بتوقيت غرينتش

يتحرَّك القطب المغناطيسي الشمالي للأرض مبتعداً بصورةٍ غير قابلة للتنبؤ عن القطب الشمالي الكندي ومتجهاً نحو سيبيريا. وقد تحرَّك القطب كثيراً، لدرجة أنَّ التمثيل الحالي للمجال المغناطيسي الأرضي -الذي جرى تحديثه في عام 2015- بأكمله أصبح الآن قديماً وغير صحيح. ولذلك، توصَّل الجيولوجيون إلى نموذج جديد.

وأشار موقع LiveScience الأمريكي إلى أنه كان من المفترض أن يُنشَر هذا النموذج المُحدَّث، الذي يحمل اسم النموذج المغناطيسي العالمي، في 15 يناير/كانون الثاني 2019، لكنَّه تأجَّل حتى يوم 30 من الشهر نفسه، بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي.

لماذا يصلح النموذج المغناطيسي العالمي؟

وحالما يُنشر النموذج الجديد، سيُرشِد مجموعةً كبيرة من عمليات التنقل والملاحة، وضمن ذلك توجيه الطائرات والسفن و الأشخاص الذين يتفحصون خرائط جوجل على أجهزتهم الذكية.

ويعد النموذج المغناطيسي العالمي واحداً من بضعة نماذج -من بينها نموذج يحمل اسم المجال المغناطيسي الأرضي الدولي المرجعي- تتَتَبَّع ما يُسمَّى الانحراف، أو الفرق بين الشمال الحقيقي أو الجغرافي (أي القطب الشمالي) والشمال المغناطيسي (أي النقطة التي تشير إليها إبرة البوصلة).

مع العلم أنَّ الانحراف يُمكِّننا من التحويل بين زاوية الميل المغناطيسي وزاوية الميل الحقيقي عند أي نقطةٍ في الكرة الأرضية، وفقاً لتقرير نُشِر عن نموذج عام 2015. وبهذه الطريقة، يمكن توجيه السفن والطائرات والهوائيات ومعدات الحفر والأجهزة الأخرى.

تحرُّك القطب المغناطيسي بسرعة "فاجأ العلماء"

وكان من المفترض أن يستمر آخر نموذج مغناطيسي عالمي حتى عام 2020، لكنَّ الزيادة السريعة وغير المتوقعة في تحرُّك القطب المغناطيسي الشمالي تجاه سيبيريا كانت كبيرة جداً، فاضطر الباحثون إلى تعديل النموذج مبكراً، حسبما ذكر أرنود شوليات، وهو أستاذ متخصص بالمغناطيسية الأرضية في جامعة كولورادو بولدر والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والمركز الوطني للمعلومات البيئية، في تصريحٍ لمجلة Nature البريطانية.

يُذكر أنَّ انحراف الشمال المغناطيسي ليس بالأمر الجديد، إذ اكتشف باحثون بالقرن التاسع عشر، أنَّ الشمال المغناطيسي ينحرف عن موضعه. ثم، في منتصف التسعينيات من القرن العشرين، بدأ يتحرك بسرعة أكبر، إذ ازدادت المسافة التي يقطعها سنوياً من 15 كيلومتراً إلى نحو 55 كيلومتراً، وفقاً لما ذكرته مجلة Nature. وفي العام الماضي (2018)، تجاوز الشمال المغناطيسي خط التاريخ الدولي ودخل نصف الكرة الشرقي.

لُبُّ الأرض هو سبب هذا التغيير

يعد السبب الرئيس في الحركات الشاذة للقطب الشمالي هو المجال المغناطيسي الناشئ عن اللُّب الخارجي للأرض، والمعروف باسم المجال المغناطيسي الأساسي.

وهناك عوامل أخرى تؤثِّر أيضاً، مثل: المعادن المغناطيسية الموجودة في القشرة الأرضية والوشاح العلوي، والتيارات الكهربائية الناتجة عن حركة مياه البحر. لكنَّ هذه التأثيرات صغيرةٌ مقارنةً بتأثيرات المجال المغناطيسي الأساسي، وفقاً لما ذكره تقرير عام 2015 عن النموذج المغناطيسي العالمي.  

وقال البروفيسور روبرتس، من كلية أبحاث الأرض التابعة لـANU، إن القطب المغناطيسي للأرض، الذي كان موجوداً منذ ما لا يقل عن 3.45 مليار عام، يوفر درعاً تحمي الكوكب من التأثير المباشر للإشعاع الشمسي.

وفي الدراسة الجديدة، قام باحثو الجامعة الوطنية الأسترالية بتحليل الرقم القياسي الباليومغناطيسي، في الفترة ما بين 107 و91 ألف سنة مضت، من خلال تحليل الصواعد الموجودة في كهف جنوب غربي الصين.

وأجرى الفريق تحليلاً مغناطيسياً وتأريخاً إشعاعياً على عينة طولها متر، وكشف عن سلوك المجال المغناطيسي القديم. ووجد الباحثون أن المجال المغناطيسي شهد تحولاً سريعاً على مدى نحو قرنين، حيث تناقصت القوة بنحو 90% عندما حدث انعكاس ميداني.

وقالوا إن الأضرار التي ستلحق بشبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات الناتجة عن مثل هذا الانعكاس في مجتمع اليوم، ستسبب أضراراً تقدَّر بملايين الدولارات. وخلصت الدراسة إلى أن القطب المغناطيسي للأرض لا يمكن التنبؤ به بشكل دقيق للغاية.

تحميل المزيد