مئات الآلاف من النساء بالهند يثُرن على حظر يعود لقرون.. امرأتان تدخلان معبداً لأول مرة، وكبير الكهنة يغلق أبوابه لتطهيره

عربي بوست
تم النشر: 2019/01/02 الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/01/02 الساعة 10:22 بتوقيت غرينتش
Protesters shout slogans as they take part in a rally called by various Hindu organisations after two women entered the Sabarimala temple in Kochi, India, January 2, 2019. REUTERS/Sivaram V

أصبحت سيدتان هنديتان أولى النساء اللاتي يدخلن معبداً هندوسياً في ولاية كيرالا جنوبي الهند بعد أن رفعت المحكمة العليا الحظر القديم الذي كان يمنعهن من دخوله.

ويُعتَقَد أن السيدتين هما أول من دخلن معبد ساباريمالا بعد أن رفعت المحكمة حظر دخوله على النساء في سن الحيض -والذي حدَّدته بما بين 15 و50 عاماً. وقد أثار القرار احتجاجاتٍ شديدة من جماعاتٍ هندوسيةٍ محافظةٍ، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.

وتؤمن الجماعات الهندوسية المحافظة بأن النساء في سن الحيض، من عشر سنوات إلى 50 عاماً، سينجسن الضريح الداخلي بالمعبد.

طقوس لتطهير المعبد بعد زيارته

وقد أظهر مقطعٌ صوَّره مسؤولٌ بالشرطة المحلية، ونشرته على الإنترنت وكالة ANI الشريكة لوكالة رويترز، الأربعاء 2 يناير/كانون الثاني 2018، امرأتين داخل المعبد وقد غطت كلٌّ منهما رأسها.

وذكرت قنوات إخبارية محلية أن كبير الكهنة أغلق المعبد لأداء طقوس تطهير بعد أن زارته المرأتان.

ونقل تلفزيون محلي عن رئيس وزراء الولاية فيجايان قوله: "أوضحت مسبقاً أن الحكومة ستوفر الحماية إذا سعت النساء لدخول المعبد".

وحذر حزب المعارضة السياسي الرئيسي في كيرالا وهو ائتلاف من أحزاب يسارية من وقوع احتجاجات.

وقال نائب رئيس الحزب "هذه خيانة… على الحكومة أن تدفع ثمن كسر التقاليد".

جدار نسائي لمئات الكيلومترات

وجاء القرار استجابةً لوقفةٍ شاركت فيها مئات الآلاف من النساء اللاتي شكَّلن سلسلةً بشريةً بلغ طولها 620 كيلومتراً وامتدَّت عبر ولاية كيرالا لمطالبة المحكمة بإصدار القرار.

امرأتان تكسران حظراً عمره عقود في الهند/ رويترز
امرأتان تكسران حظراً عمره عقود في الهند/ رويترز

كان بينارآيي فيجين رئيس وزراء ولاية كيرالا قد قال في مؤتمرٍ إخباريٍ تلفزيوني إن السيدتين اللتين قد حاولتا من قبل دخول المعبد وفشلتا لأن طريقهما كان يسدها متعصِّبون، لم تواجها أية معوقاتٍ صباح الأربعاء.

ولم يتضح على الفور كيف تمكَّنَت السيدتان هذه المرة من تجنُّب المتعصِّبين الذين يحرسون المعبد.

وقفة "الجدار النسائي" التي نُظِّمَت أمس الثلاثاء الأول من يناير/كانون الثاني كانت تدعمها الحكومة الشيوعية في ولاية كيرالا، التي أصدرت محكمتها القرار، والذي أشعل بدوره أسابيع من الاحتجاجات.

وزعمت التقارير الإعلامية ومؤيدو المبادرة أن مئات الآلاف من النساء شكَّلن سلسلةً بشريةً بلغ طولها 620 كيلومتراً (380 ميلاً) -وهي المسافة نفسها تقريباً بين العاصمة الإنكليزية لندن والعاصمة الإسكتلندية إدنبرة- امتدَّت بطول الولاية.

وجاء في تقرير وكالة أنباء Press Trust of India أن موظفين بالحكومة قد شاركوا في الوقفة، فيما استمر اليوم الدراسي في المدارس بعد دوام نصف يومٍ فقط، وأُجِّلَت امتحانات الجامعة؛ حتى يتسنَّى للطالبات الانضمام لها.

وتوقع بيانٌ للحكومة نشرته قُبيل الوقفة أن تُشارك فيها 5 ملايين امرأةٍ.

صراع مع الهندوس المتعصبين

وكانت ولاية كيرالا قد صارت مسرحاً لمواجهاتٍ غاضبةٍ بين هندوس متعصِّبين، ومؤيدين لقرار المحكمة العُليا الصادر في سبتمبر/أيلول الماضي.

ومنذ ذلك الحين حاولت العديد من النساء الوصول للضريح أعلى التلة، لكن نشطاء معارضين كانوا يُجبرونهن على العودة. كانت الشرطة قد اشتبكت مع المتعصبين الداعمين للحظر واعتقلت منهم أكثر من ألفيّ شخص.

وارتحل مئات الآلاف من الهندوس -الرجال، والطفلات، والسيدات كبيرات السن- للمعبد للاحتفال بعيدٍ سنوي يحل عادةً قرب نهاية العام.

ويُفتَرَض أن تستمع المحكمة العليا للطعن على قرارها التاريخي يوم الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري.

وتعارض العديد من الجماعات الهندوسية الحكم، من بينها الحزب القومي بهاراتيا جاناتا الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، محتجين بأن المحكمة قد تجاهلت معتقداتهم التي تقول إن الإله آيابا كان أعزب.

علامات:
تحميل المزيد