في الرابع من أغسطس/آب 1997، توفيت الفرنسية جين كالمنت عن عمر 122 عاماً، ما جعلها أكبر معمرة في التاريخ حينها، لكن الأمر كله قد يكون "خدعة" طبقاً لعلماء روس.
توفيت كالمنت، من مدينة آرل الفرنسية، واعتبرت من أكبر المعمرين، لكن علماء يقولون إن هذه السيدة في الواقع هي إيفون كالمنت، ابنة جين.
وإن الأمر برمته لم يتعد كونها اختلست هوية والدتها، لتجنب دفع ضريبة التركات، وفق ما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
جميع الأدلة تدعم تكهنات العلماء
قال عالم الرياضيات نيكولاي زاك، إنهم اطلعوا على سيرة كالمنت الذاتية ومقابلاتها القديمة، وتأكدوا أن ما لديهم من أدلة يدعم أنها لم تكن هي التي على قيد الحياة.
وقال زاك: "تحليل كل هذه الوثائق قادني إلى استنتاج أن ابنة جين كالمنت، إيفون، استولت على هوية أمها، لأن السجلات الرسمية تقول إن إيفون كالمنت توفيت جراء إصابتها بمرض في الرئة عام 1934.
لكن أعتقد أن هذه مجرد كذبة، وأن من توفيت هي جين كالمنت، عن عمر 59 عاماً، بينما عاشت إيفون حتى عمر 99 عاما".
ووضح زاك أن من بين "دلائله" نسخة من بطاقة هوية جين كالمنت، التي يرجع تاريخ إصدارها إلى ثلاثينيات القرن العشرين، إذ لا يتطابق لون عينيها وطولها وشكل جبهتها مع شكلها الحقيقي.
ويدعي زاك أيضاً حرق بعض ما جاء في أرشيف صور جين، ليكون ذلك دليلاً على أنها كانت في الواقع إيفون كالمنت.
ولكن، لم يستجب أي من أفراد عائلة كالمنت لطلبات وكالات أنباء لإجراء مقابلات معهم، حتى يؤكدوا أو ينفوا صحة هذه الادعاءات.
لدينا شكوك بشأن سنّها..
لم تكن شكوك زاك وحدها التي أثيرت حول عمرها، فهو الأمر الذي أكده الفيلسوف فاليري نوفوسيلوف، الذي يرأس قسم الشيخوخة بجمعية موسكو للعلماء الطبيعيين والذي أكد أنه ساورته شكوك بشأن عمر كالمنت، لأن شكل العظام في وجهها كان مختلفاً عن الآخرين في مثل سنها.
هذا إضافة إلى كونها كانت تجلس دون مساعدة الآخرين، ولم يكن لديها علامات تشير إلى معاناتها حالة خرف
نظرية زاك تلقى تكذيباً..
ولكن من جهة مقابلة، قالت الباحثة بأمراض الشيخوخة الفرنسية جان-ماري روبين، التي شاركت في التحقق من عمر كالمنت، التي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية كأكبر معمرة، في تسعينيات القرن الماضي، إنه "لم يكن لديها أي شك في صحة الوثائق"، التي تقول إن عمر جين 122 عاماً.
ويؤكد أقوال روبين ما قاله رئيس بلدية آرل السابق الذي عاصر وفاة كالمنت، ميشيل فاوزيلي، إن نظرية زاك "مستحيلة تماماً وغير محتملة".
وفي حالة عدم صحة سجل جين كالمنت، فإن المرأة الأكبر سناً على الإطلاق رسمياً ستكون الأميركية سارة كنوس، التي توفيت عن عمر ناهز 119 عاماً، في سنة 1999.