حتى الألوان والروائح يريدون احتكارها! أشياء غريبة سعى البعض لتسجيلها كعلامات تجارية.. أشهرها محاولة ترامب

ترامب يحاول منع استخدام عبارته الفظة الشهيرة.. فحتى الكلمات والروائح خاضعة للاحتكار!.. أشياء غريبة حاول البعض تسجيلها كعلامات تجارية

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/22 الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/22 الساعة 11:10 بتوقيت غرينتش
أميركا تتوعد الأمم المتحدة، بسبب حركة حماس/ رويترز

تسجيل العلامات التجارية أصبح حُمى تجتاح الدول الغربية، ولكن الأمر وصل لمحاولة احتكار الروائح والألوان وحتى الألفاظ الفظة الجارحة، فهناك أشياء غريبة حاول البعض تسجيلها كعلامات تجارية.

ومن المفترض أن تكون العلامة التجارية لشيء فريد من نوعه، وأن يكون صاحب العلامة هو مخترع أو مكتشف الشيء الذي يريد تسجيله.

ولكن نظراً إلى عدم وجود تعريف متفق عليه لما قد نعتبره فريداً، فسنجد أن هناك أشياء غريبة حاول البعض تسجيلها كعلامات تجارية، أو على الأقل أشياء شائعة أو غير ملموسة، لدرجة لا يمكن تصور أن أحداً يمكن احتكار ملكيتها.

نعم، فقد حاول بعض الأفراد والشركات التجارية تسجيل ألوان وروائح، وحتى ردود فعل، كعلامات تجارية يحتكرونها ولا يحق لغيرهم استخدامها.

فشلت أغلب هذه المحاولات، وبعضها أضر بأصحابها بعد أن قوبلت باستهجان أثّر على أعمالهم التجارية.

ولكن هذه المحاولات تثبت أن حُمى تسجيل العلامات التجارية يمكن أن تصل إلى مستوى غير مسبوق، وقد نجد يوماً أشياء تعودنا استخدامها أو كلمات ننطقها بشكل دائم محرَّماً علينا استعمالها.

إليك 8 أشياء غريبة حاول البعض تسجيلها كعلامات تجارية!

1- ساندويتش الدجاج المقلي.. لو فاز هذا الرجل بالقضية لأصبح تناوله محرَّماً علينا

تمتَّع بساندويتش الدجاج المقلي الذي يُطهى في البيت، فقد يأتي يوم يصبح فيه التهام هذا الساندويتش غير قانوني.

فقد كان هناك شخص يدعى نوربيرتو كولن لورينزانا، يعمل بمطعم في بورتوريكو، وقد ادعى أنه ابتكر وصفة دجاج مقلي عام 1987، وأطلق عليه اسم Pechu Sandwich، أي شطيرة صدر الدجاج.

وقد أضاف المطعم هذا الساندوتش لقائمته بالفعل عام 1991.

وبعد عدة سنوات، رفع نوربيرتو دعوى قضائية على المطعم مقابل 10 ملايين دولار، وادعى أنه يملك العلامة التجارية لوصفة الشطيرة.

رفضت المحكمة القضية في عام 2015، لأنه من المستحيل وضع علامة على وصفة أو تعليمات طبخ، وهذا يعني أن نوربيرتو لا يمكنه المطالبة بوضع علامة تجارية على الساندويتش.

ومع ذلك، على الرغم من ادعاءات المحكمة، فقد تمكنت شركات أخرى من وضع علامات تجارية على وصفاتها، من خلال استغلال ثغرات قانونية معينة، على الرغم من أن ذلك يكلف الكثير من الوقت والمال.

2- لعبة كاندي كراش.. محاولة احتكار الاسم جاءت بنتيجة عكسية

تعتبر شركة كينغ الشركة التي طورت اللعبة الأكثر شعبية على منصات الهواتف الذكية في العالم وهي: Candy Crush Saga game.

ولذلك، فقد حاولت الحصول على العلامة التجارية لكلمة كاندي وكراش وساجا، علماً أن اسم اللعبة Candy Crush يعني الحلوى المسحوقة.

وكان من المفترض أنه إذا حصلت على العلامة، فإنه بموجب هذه الملكية الجديدة للكلمات، لن يتمكن أي مطور من إضافتها إلى أي لعبة أو تطبيق على متاجر التطبيقات المطروحة فيها اللعبة الشهيرة.

وأثار الأمر ردود فعل سلبية في الولايات المتحدة، وتعمَّد صانعو الألعاب استعمال كلمات كاندي وكراش وسيجا في أسماء ألعابهم التي يبتكرونها، ما اضطر شركة كينغ إلى التخلي عن محاولتها تسجيل هاتين الكلمتين كعلامة تجارية.

ومع ذلك، اشترت حقوق العلامة التجارية لاسم مشابه وهو "كاندي كراشر"!

3- شركة كادبوري للشيكولاتة.. حاولت احتكار إحدى درجات اللون الأرجواني

لم تحاول شركة كادبوري (Cadbury) البريطانية منع الشركات الأخرى من استعمال اللون الأرجواني كأغلفة لمنتجاتها.

لكنها سعت إلى منع المنافسين من استعمال درجة معينة من هذا اللون، وهي Pantone 2865c Purple.

وكانت شركة كادبوري تستغل هذا اللون منذ بداية القرن العشرين تقريباً.

وفي عام 2008، أرادت أن تحتكر هذا اللون وتسجله كعلامة تجارية.

وبالفعل، فازت بقضية قانونية لمنع شركات الشيكولاتة الأخرى من استخدام الدرجة التي تستخدمها من هذا اللون.

لكن شركة نستله (Nestle) السويسرية، أكبر شركة للمواد الغذائية في العالم، عارضت الأمر وحصلت على استئناف لهذا الحكم.

ثم فازت شركة نستله بمعركتها القضائية، وحكمت المحكمة بأن شركة كادبوري لا يمكن أن تميز العلامة التجارية، لأنها لم تستوفِ متطلبات ما يمكن أن نطلق عليه علامة تجارية.

شركة كادبوري حاولت احتكار إحدى درجات اللون الأرجواني/ISTOCK
شركة كادبوري حاولت احتكار إحدى درجات اللون الأرجواني/ISTOCK

وقال متحدث باسم كادبوري: "نشعر بخيبة أمل من هذا القرار الأخير، لكن من المهم أن نشير إلى أنه لا يؤثر على حقنا في حماية لوننا الأرجواني المميز من الآخرين".

ولقد تم ربط درجة اللون الأرجواني لدينا بشيكولاتة كادبوري منذ قرن تقريباً، وقد تعود الجمهور البريطاني فهْم ارتباط هذا اللون بشيكولاتة كادبوري.

في المقابل، قالت شركة نستله إنها ترحب بقرار المحكمة، الذي تعتقد أنه "كان النتيجة الصحيحة من منظور قانوني".

4- رائحة الفراولة.. شركة فرنسية تحاول تسجيلها، وهذه حجتها

في عام 2005، خسرت الشركة الفرنسية "أيدن سارل" محاولتها الحصول على العلامة التجارية لرائحة الفراولة.

وقد خططت شركة أيدن سارل لاستخدام هذه الرائحة حصرياً في الصابون والكريمة والملابس وغيرها من السلع المنتَجة، وتقدمت بطلب للحصول على علامة تجارية من وكالة الاتحاد الأوروبي للعلامات التجارية، ولكن الوكالة رفضت الطلب.

وقد نقلت الشركة القضية إلى محكمة الاتحاد الأوروبي، حيث ادعت أنه يمكن أن تحتكر العلامة التجارية لرائحة الفراولة، لأن جميع الفراولة تفوح منها رائحة  على حد سواء، بغض النظر عن تنوعها.

وتم دحض الدعوى عندما خلصت المحكمة إلى أن الفراولة لها 5 روائح مختلفة.

جدير بالذكر أن رائحة الفراولة ليست الرائحة الوحيدة التي حاول البعض جعلها علامة تجارية في الاتحاد الأوروبي.

فقد تقدمت شركات أخرى في وقت سابق، بطلبات لوضع علامات تجارية لروائح التوت والليمون والفانيليا، ولم يتم منح أي منها.

ومع ذلك، حصلت واحدة من شركات  العطور الهولندية على علامة تجارية لرائحة العشب الطازجة!

5- "أنت مطرود".. ترامب يحاول منع الآخرين من النطق بعبارته الفظة المستفزة

"أنت مطرود" (you are fired)، عبارة مستفزة اشتهر بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال عمله في الإعلام.

في عام 2004، حاول دونالد ترامب وضع علامة تجارية على عبارة "أنت مطرود".

واحتل ترامب مكانه اللائق في القائمة التي تضم أشياء غريبة حاول البعض تسجيلها كعلامات تجارية.

فالرجل لم يكتفِ بطبيعة العبارة المستفزة، ولكنه أراد تسجيلها رغم أنه ليس مخترعها.

ترامب أراد تسجيل عبارة أنت مطرود كعلامة تجارية باسمه/REUTERS
ترامب أراد تسجيل عبارة أنت مطرود كعلامة تجارية باسمه/REUTERS

وكان ترامب يستخدم هذه العبارة لطرد المتسابقين في برنامجه التلفزيوني الشهير "المبتدئ" على قناة "إن بي سي" الأميركية كل أسبوع.

وكان هذا البرنامج له شعبية كبيرة، إذ كان يشاهده نحو 20 مليون شخص.

وكان ترامب يلعب دور المدير الذي يُجري مقابلات عمل مع مجموعة من الراغبين في التوظيف، ثم يتم إقصاؤهم واحداً تلو الآخر، إلا الفائز الذي يحصل على منصب أحلامه مع راتب خيالي.

خطط ترامب لاستخدام العبارة على البضائع، والألعاب، والأعمال التجارية.

ولكن البيروقراطية الأميركية، التي بات رئيسَها اليوم، أفسدت عليه خططه.

وحاول 3 أشخاص آخرين أيضاً الحصول على هذه العلامة.

لكن مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات رفض منحها لأي شخص، لأنها قريبة من جملة "you are hired" التي تعني "أنت مستأجر"، وقد استعملها مركز فرانكلين للغة من قبلُ كعلامة تجارية.

6- SEAL Team Six..: حتى الجيوش لم تَسلم من محاولات الاحتكار

SEAL Team Six فرقة تابعة للبحرية الأميركية نفَّذت عملية قتل أسامة بن لادن بباكستان في  2 مايو/أيار 2011.

وبعد يومين من العملية، تقدمت شركة ديزني بطلب للحصول على علامة تجارية لاسم الفرقة، لاستخدامه كاسم لبرنامج تلفزيوني مقترح حول البحرية الأميركية.

ولكن بسرعة، تحركت البحرية الأميركية لحماية حقوقها، وتعرضت شركة ديزني العملاقة لموجة من الانتقادات.

ثم قدمت البحرية الأميركية طلباً لتسجيل علامة تجارية باسم "Navy Seals" و"Seal Team"، ما اضطر ديزني إلى التخلي عن هذه المحاولات.

7 – React.. إنها أغرب محاولات تسجيل العلامات التجارية بلا منازع

"رد فعل" (React).. نعم، هذه الكلمة كان هناك من يريد تسجيلها كعلامة تجارية!

هناك عدة أشياء غريبة حاول البعض تسجيلها كعلامات تجارية قد تبدو مستفزة.

ولكن هذه المحاولة تعدت حدود الاستفزاز.

تخيَّل هذه الكلمة شديدة الانتشار، والتي نستخدمها كل يوم مرات عدة، هناك من يعتبرها ملكاً خاصاً له.

صاحبا المحاولة هما الأخوان بيني ورافي فاين، وهما نجمان على يوتيوب، اشتهرا بتصوير مقاطع فيديو تفاعلية؛ أي مقاطع يتفاعل معها أحد الأشخاص بمقطع فيديو آخر يتم عرضه لهم.

ولقد نجح الأخوان في إنشاء قناة على يوتيوب للتفاعل.

وكان يستخدمان كلمة React لتشجيع المشاهدين على التفاعل معهما.

ثم قررا الحصول على علامة تجارية للكلمة التي ترتبط بمثل هذه المقاطع التفاعلية.

لم يكن الأخوان هما من ابتكرا هذه المقاطع التفاعلية، بل كانت موجودة قبل بدء نشاطهما.

وكان هناك أشخاص يقدمون مقاطع فيديو تفاعلية قبل وقت طويل من قيام بيني ورافي بالأمر.

ومعنى أن ينجح الأخوان في الحصول على  العلامة التجارية لكلمة "رد فعل، أن يكونا قادرَين على إيقاف صانعي مقاطع فيديو تفاعلية الآخرين من استخدام هذه الكلمة، التي تعد ذات أهمية كبيرة في مثل هذه الفيديوهات.

وانتشرت أخبار محاولة الحصول على العلامة التجارية لكلمة "رد فعل" على يوتيوب، الأمر الذي أثار حالة من الجدل والغضب.

وخسر الأخوان 200 ألف متابع تقريباً، وكانا موضوعاً لمقالات قاسية وبَّختهما؛ ما دفعهما للتراجع عن المحاولة في عام 2016.

8 – SEO.. خدمة تحسين البحث التي تطورت عبر السنين، شخص كاد يحتكرها في غفلة من العالم

هذه الأحرف (SEO) تمثل اختصاراً لمصطلح Search Engine Optimization، أي مُحسِّن محركات البحث.

والـSEO، هو عملية معقدة تطورت عبر الزمن لتحسين ترتيب المقالات والمواقع الإلكترونية لدى محركات البحث، باستخدام الكلمات الدالة وآليات أخرى.

أي إن الاستعانة بخدمة تحسين محرّكات البحث ستزيد من ترتيب موقعك أو مقالك على جوجل وغيره من محركات البحث.

وهذه العملية شاركت في تطويرها عبر الزمن أعداد كبيرة من المسؤولين عن المواقع.

المفارقة أنه في مايو/أيار 2007، قدم شخص يدعى جونسون غامبيرت طلباً لمكتب تسجيل العلامات التجارية في ولاية أريزونا الأميركية، للحصول على علامة تجارية لمحسِّن محرك البحث SEO.

واجتاز الرجل بالفعل مرحلة عرض طلبه، ودخل في فترة انتظار الرد.

SEO استراتيجية لتحسين ترتيب المواقع على محركات البحث/ISTOCK
SEO استراتيجية لتحسين ترتيب المواقع على محركات البحث/ISTOCK

انتبه المهتمون بمجال الإنترنت إلى هذا العمل في عام 2008، عندما نشرت سارة بيرد، المدير التنفيذية لشركة "Moz" العاملة في مجال الـSEO، مقالاً ينبه إلى محاولة احتكار غامبيرت SEO، عبر تسجيله كعلامة تجارية باسمه.

وقالت: "لقد صُدمت من المرحلة التي وصل إليها الرجل في خطوات تسجيل الـSEO  كعلامة تجارية".

وأضافت أن "غامبيرت نجح في اجتياز طريقه نحو مرحلة النشر بعملية التسجيل، وهذا يعني أنه قد تجاوز  المراجعة الأولية من قِبل مكتب العلامات التجارية!".

وكان يُفترض في هذه المرحلة التي وصل إليها، أن الناس والشركات يستطيعون الاعتراض على إصدار العلامة التجارية التي يطلبها إذا شعروا بأنها قد تضر بأعمالهم، ولكن الغريب أنه لم يعترض أحد .

مقال بيرد انتقد ما حدث وشرح حقيقة الأمر، منبهاً الرأي العام آنذاك، فقام مسوقون على الإنترنت برفع اعتراضات إلى مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات، لإيقاف غامبيرت ومنعه من الحصول على  العلامة التجارية لـSEO.

وفي عام 2010، رفض مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات طلب غامبيرت، وتمت مصادرة العلامة التجارية منه وإعادة سعر الشراء إليه.

علامات:
تحميل المزيد