أطلق مصريون النكات على شبكات التواصل الاجتماعي بعد تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي انتقد فيها زيادة أوزانهم، وهي المرة الثانية التي يشير فيها الجنرال السابق إلى هذا الأمر خلال شهرين.
وقاطع السيسي وزيرة الصحة هالة زايد، في أثناء عرضها الإحصاءات الأحدث عن أوزان المصريين، يوم السبت 15 ديسمبر/كانون الأول 2018.
ووجّه السيسي سؤالاً إلى المتلقين، في إشارة إلى زيادة معدل السمنة بين المصريين: "إحنا بنعمل في نفسنا كده ليه؟!"، قبل أن يتحدث نحو 20 دقيقة عن ضرورة ممارسة المصريين الرياضة.
ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف انتشار سيل النكات المصورة، التي دارت حول شن حملة أمنية على البدناء، على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأظهرت صورةٌ إلقاء شرطي القبض على سيدة بدينة، كان رد فعلها أن قالت له: "في إيه! أنا زايدة 2 كيلو بس".
وقالت وزيرة الصحة خلال عرضها، إن مسحاً شمل 17 مليون مصري، ضمن حملة للقضاء على فيروس "سي"، أظهر أن نحو 75% منهم بدناء.
وقال السيسي إنه يرى أحياناً أشخاصاً بدناء، ويسأل نفسه: "إيه الناس دي؟! الناس مش واخدة بالها من نفسها ليه؟ تقدر تمشي كده؟".
ويعيش ما يقرب من 30% من سكان مصر، البالغ عددهم حالياً 98 مليون نسمة، تحت خط الفقر.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن هناك علاقة واضحة بين الفقر والسمنة. وقال مكتب المنظمة في مصر، إن السمنة ربما تؤدي إلى الأمراض غير السارية (المزمنة) المسؤولة عن معظم حالات الوفاة في مصر.
وقال السيسي، الذي جرى تصويره مراراً وهو يقود دراجته الهوائية، أمام مؤتمر للشباب في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن عدداً كبيراً للغاية من الطلبة يعانون زيادة الوزن.
وخلال المؤتمر ذاته، أثار السيسي ردود فعل على شبكات التواصل الاجتماعي، عندما طالب المواطنين بـ "بناء بلدهم" بدلاً من التركيز على ارتفاع أسعار البطاطا (البطاطس).
ولمس هذا التعليق وتراً حساساً لدى المواطنين الذين يواجهون صعوبات للتكيف مع ظروف حياتهم الصعبة، بعد إجراءات التقشف التي جرى اتباعها بموجب برنامج للإصلاح الاقتصادي يدعمه صندوق النقد الدولي.
وأشار تيموثي كالداس، الزميل غير المقيم بمعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، إلى أن تصريحات السيسي بشأن زيادة الوزن كان لها -على الأرجح- تأثير مماثل.
وقال: "من الطبيعي أن ينظر معظم الناس إلى تصريحات السيسي عن أهمية خفض أوزانهم، على أنها وسيلة لصرف الانتباه عن الارتفاع الكبير للتضخم".