بعد 5 أشهر من انتشار صورها على شبكات التواصل الاجتماعي وهي تمشي بواسطة معلبات فارغة، وضعها والدها لها، تعود الطفلة المعوقة مايا مرعي اليوم لتتجول بأطراف اصطناعية طبية في مخيمها في شمالي سوريا.
وُلدت مايا (8 سنوات) بتشوّه في رجليها، وللتخفيف من معاناة ابنته عمد والدها محمد، الذي يعاني من الأمر ذاته، إلى "اختراع" أطراف اصطناعية تساعدها في المشي، ليست سوى قطع بلاستيك ومعلبات لمواد غذائية محشوة بالقطن والقماش.
في يونيو/حزيران الماضي، نشرت وكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى صوراً لمايا وهي تتجول بأطرافها الاصطناعية من المعلبات، في مخيم للنازحين في محافظة إدلب (شمال غرب)، تعيش فيه مع عائلتها منذ فرارهم من بلدتهم في جنوب حلب.
وضجَّت شبكات التواصل الاجتماعي بالصور، وأعرب كثيرون عن تضامنهم مع الطفلة، وإثر ذلك، نقل الهلال الأحمر التركي مايا ووالدها محمد إلى إسطنبول لتلقّي العلاج والتدرُّب على أطراف اصطناعية طبية حقيقية.
وفي إسطنبول، تكفَّل أحد الأطباء، متأثراً بفيديو تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، بنفقة علاج وتدريب مايا ووالدها.
وبعد رحلة علاج استمرت خمسة أشهر في تركيا، عادت مايا، السبت 8 ديسمبر/كانون الأول، إلى المخيم، في بلدة سرجيلا، لتتجول بمساعدة عكازين على أطرافها الاصطناعية الجديدة، وتلعب وتضحك مع أصدقائها.
ويقول والدها محمد (36 عاماً)، ولديه خمسة أطفال آخرين "فرحت كثيراً حين رأيتها تمشي"، مشيراً إلى فترة تدريب صعبة "أصبحت خلالها مايا أقوى" شيئاً فشيئاً، إلى أن "أصبحت تمشي بشكل صحيح".
Konserve kutusunu çıkarıp protez bacaklarıyla ülkesine döndü https://t.co/POIUDbgeBG pic.twitter.com/AEugNQ4WqQ
— ANADOLU AJANSI (@anadoluajansi) December 9, 2018
ويضيف: "أصبح بإمكانها اليوم أن تلعب مع الأطفال، عائلتي وأقربائي جميعهم فرحوا حين رأوا مايا تمشي على أطراف اصطناعية".
وتلقَّى الوالد أيضاً تدريباً على الأطراف الاصطناعية، إلا أنه يواجه صعوبة في استخدامها، ولا يزال يزحف على الأرض، مستعيناً بقطعتي خشب يمسك بهما بيديه.
أما مايا، فباتت اليوم قادرة على وضع الأطراف الاصطناعية بسهولة. تجلس في خيمة العائلة إلى جانب والدها وإلى جانبها الطرفان الاصطناعيان اللذان رُسم عليهما العلم التركي، وقد ألبستهما سروالاً أسود وحذاء زهرياً، قبل أن تعود وتضعهما.
يساعدها والدها في الوقوف، تمسك عكازيها وتكمل سيرها.
تكتفي مايا بابتسامة خجولة، وبهز رأسها إيجاباً حين يسألها والدها إن كانت سعيدة اليوم.
ويقول حسين، عمّ الطفلة الذي رافقها في رحلة العلاج: "عندما رُكبت لها الأطراف كانت فرحتها كبيرة ولا توصف".
ويضيف: "في البداية، عانت من بعض الصعوبات للاعتياد على الأطراف (الجديدة)، كونها كانت تمشي على علب بلاستيك".
ويتابع: "كانت مثل الطفل الصغير حين يبدأ في تعلم المشي".