قالت صحيفة Financial Times البريطانية، إن شركة أوبر لخدمات النقل أعلنت أنها ستُضيف خدمة حافلات جديدة لتطبيقها في مصر في إطار حملتها لتوفير خدمات نقل منخفضة التكلفة إذ تتطلع الشركة إلى الوصول إلى مليار مستخدم.
القاهرة هي أول سوق تُطبِّق فيها الشركة خدمة Uber Pool، التي تسمح للسائقين بنقل عدد من الركاب في الرحلة الواحدة، ممن يشتركون في مكان الركوب والنزول نفسه، باستخدام الحافلات الصغيرة المعروفة في مصر باسم "الميكروباص"، وهي وسيلة مشهورة للتنقل في المدينة منذ عقود، حسبما قالت صحيفة Financial Times البريطانية.
مركز خدمات متكاملة في النقل
وترى الشركة فرصةً لتوسيع نطاق الخدمة لتشمل دولاً أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية؛ سعياً لتحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح مركز خدمات متكاملة في مجال النقل، وهو سبب دعائي رئيسي تجذب به شركة أوبر المستثمرين في الوقت الذي تستعد فيه لطرحٍ عام، العام المقبل، والذي يمكن أن يُقدِّر قيمة المجموعة بأكثر من 100 مليار دولار.
كان دارا خسروشاهي، الرئيس التنفيذي لشركة أوبر، قد قال في فعالية نظَّمتها صحيفة The Financial Times البريطانية، في أكتوبر/تشرين الأول، إنَّ الشركة تستهدف الوصول إلى مليار مستخدم من الراكبين المواظبين على استخدام خدمات الشركة، والسائقين، وعملاء طلبات توصيل الطعام، والذين يصل عدهم حالياً حوالي 100 مليون شخص، وأنَّ الوصول إلى العملاء الذين قد لا يكونون قادرين على تحمُّل تكلفة استخدام سيارات أوبر بالشكل المعروف هو أمرٌ ضروري لبلوغ هذا الهدف.
وفي مؤتمرٍ صحافي عُقِدَ بالقاهرة، يوم الثلاثاء 4 ديسمبر/كانون الأول، قال خسروشاهي: "شركة أوبر ملتزمةٌ بتوسيع نطاق الوصول إلى خدماتنا، من خلال مجموعة من الخيارات منخفضة التكاليف، التي من شأنها أن تنقل المزيد من الأشخاص في جميع أنحاء المدينة، ومساعدة المدن في معالجة مشكلات مثل الازدحام".
تقوم شركة أوبر باختبار الحافلات الصغيرة في القاهرة، منذ شهر سبتمبر/أيلول. ويطلب الركاب ركوب الحافلة عبر تطبيق أوبر، الذي يطابق طلبهم مع ركاب آخرين، ويوجّههم إلى نقطة تجمّع واحدة للركوب. ويمكنهم إما الدفع من خلال التطبيق أو الدفع نقداً إلى السائق مباشرة.
وتقول الشركة إنَّ الحافلات الصغيرة المشتركة ستكون أرخص حتى من رحلات Uber Pool، وExpress Pool المشتركة، التي تقدمها الشركة في العديد من المدن كبديل أقل تكلفة عن السيارات الخاصة.
وتقدم خدمة الدراجات النارية أيضاً
تقدم أوبر أيضاً خدمات ركوب الدراجات النارية في مصر وغيرها من المركبات منخفضة التكلفة، مثل المركبات ذات العجلات الثلاث (التروسيكل)، والتوك توك، في أجزاءٍ من إفريقيا، وكذلك الدراجات الكهربائية ودراجات السكوتر في الولايات المتحدة وأوروبا.
تُدخل وسائل النقل هذه أرباحاً هامشية للغاية لشركة أوبر، التي تخسر مليارات الدولارات سنوياً، لكن الشركة ترى أنَّها طرق مهمة لتوسيع قاعدة مستخدميها وللتصدي للازدحام في المراكز الحضرية.
تُعَدُّ مصر سوقاً مهمة في منطقةٍ تنافسية لشركة أوبر. وهي تنفق نفقات كبيرة للغاية في منطقة الشرق الأوسط، لتتفوق على منافسيها المحليين، بما في ذلك شركة كريم التي تدعمها شركة Didi Chuxing الصينية، وشركة المملكة القابضة السعودية لصاحبها الأمير الوليد بن طلال.
وأجرت شركة أوبر محادثات مع شركة كريم، بشأن الحصول على حصة أغلبية، أو الاستحواذ على الشركة بشكل كامل.
قالت شركة كريم لخدمات نقل الركاب في الشرق الأوسط، الإثنين 3 ديسمبر/كانون الأول 2018، إنها أطلقت خدمة حجز حافلات في مصر، وستوسّعها قريباً لتمتد إلى السعودية وباكستان.
وقالت كريم، ومقرها دبي، في بيان، إن مستخدمي تطبيق "كريم باص" سيُحددون مواقع الإقلال والوجهات المقصودة، ويتبعون الحافلة على مسارات محددة.
وأضافت أنها ستحدد أسعاراً ثابتة تقل بنسبة 60 إلى 70% عن خدمة السيارات الخاصة.
ويعمل لدى أوبر 70 ألف سائق في خدماتها في مصر، وهو عدد أكبر من سائقيها في المملكة المتحدة، وتعد مصر واحدةً من أكبر الأسواق العالمية للشركة، من حيث عدد الرحلات التي يقوم بها الناس باستخدام أوبر.
وقال خسروشاهي: "إنَّ مصر ومنطقة الشرق الأوسط مهمتان للغاية بالنسبة لشركة أوبر، وسنواصل الاستثمار بشكلٍ كبير في هذا الجزء من العالم".
وقالت الشركة، يوم الثلاثاء أيضاً، إنَّها ستقدِّم إصداراً أقل حجماً لتطبيقها في الشرق الأوسط مطلع العام المقبل. صُمِّم إصدار Uber Lite، الذي طُوِّر بالأساس لاستخدامه في الهند، ليعمل مع الشبكات البطيئة، والهواتف قديمة الإصدار، ويستهلك كذلك بيانات أقل لمستخدمي الباقات المحدودة.