«سفاح السويس» يثير فزع آيتن عامر.. مجهول يطعن الفتيات في الشوارع وسط استنفار أمني، وبرلماني مصري: مجرد إشاعات

ما زال ضباط مديرية أمن السويس يكثفون جهودهم للقبض على مجهول يطعن فتيات بالمحافظة، لقبهالمصريون بـ"سفاح السويس"، وسط تزايد أعداد المصابات إلى 6 فتيات

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/24 الساعة 14:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/24 الساعة 14:58 بتوقيت غرينتش
آيتن عامر

ما زال ضباط مديرية أمن السويس يكثفون جهودهم للقبض على مجهول يطعن فتيات بالمحافظة، لقبته السوشيال ميديا في مصر بـ"سفاح السويس"، وسط تزايد أعداد الفتيات المصابات بطعنات، ليصل عددهن إلى 6 فتيات.

وانتشرت القصة على الشبكات الاجتماعية في مصر إلى درجة أن أرسلت متابعاتٌ للفنانة أيتن عامر رسائل خاصة يستغثن بها من هذا السفاح، وقالت إحدى متابعاتها إن الأمر وصل إلى إلقاء ماء نار على الفتيات.

ما الذي يحدث؟

بدأت الوقائع منذ عدة أيام، حيث ظهر شخص مستقلاً دراجة بخارية في بعض شوارع محافظة السويس بمصر، خاصة أمام الجامعة وأحياناً في بعض ميادين المحافظة، ثم يعتدي هذا المجهول بآلةٍ حادة على الفتيات من الخلف أثناء سيرهن.

وبحسب ما نشرته "بوابة أخبار اليوم"، الأربعاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، فإن هذا الشخص الذي أطلقت عليه وسائل التواصل الاجتماعي لقب "سفاح السيدات" يستهدف النساء فقط، ويرتكب جرائمه كلها عبر دارجة بخارية، حتى بات كل نساء المحافظة الساحلية يتلفتن خوفاً ورعباً كلما سمعن صوت دراجة نارية.

وكانت أولى ضحايا السفاح طالبة بالثانوية العامة حينما استهدفها عقب خروجها من منزلها، فجرحها في فخذها، لتنتقل على إثر إصابتها إلى المستشفى لتلقى العلاج، وتعود بتقرير طبي يفيد إصابتها بجرح استلزم 11 غرزة لتقطيبه.

أما الواقعة الثانية فكانت تعديه على فتاة قرب كلية التجارة بضاحية "24 أكتوبر" بالسويس، ثم كان التعدي على حالة أخرى بجوار جامعة السويس، وحالة ثالثة بجوار مساكن الهيئة بالأربعين.

التقارير الطبية التي أفصحت عنها أسر الفتيات تؤكد أن الجروح رغم كونها سطحية إلا أنها كانت تحتاج إلى تدخل وعمليات تقطيب لجروح أحدثها سلاح أبيض بين 7 الى 18 غرزة، حيث كان الجرح الأكبر من نصيب سيدة تعدى عليها عقب خروجها من منزلها بمساكن الهيئة الجمعة الماضية.

التحقيق في الاعتداء على فتاتين كان البداية

وبحسب ما قاله مصدر خاص لـ"عربي بوست"، فإن أجهزة الأمن ألقت القبض على اثنين مشتبه فيهما بطعن الفتيات، ولكن تم الإفراج عنهما بعدما أكدت الفتيات خلال المواجهة أن المتهم ليس بينهما".

ووفق ما نشرته صحيفة "المصري اليوم" فقد أمرت النيابة بإجراء تحريات المباحث حول واقعتين منفصلتين لطالبتين اعتدى عليهما مجهول بسلاح أبيض.

وذكرت الطالبتان في تحقيقات النيابة أنهما "فوجئتا بشاب يهاجمهما بالقرب من جامعة السويس دائرة قسم شرطة فيصل، حيث كان بيده سلاح أبيض وضربهما به لإحداث جرح بكل منهما في واقعتين منفصلتين، حيث أصيبت إحداهما بجرح في الساق والأخرى بجرح في الكتف، وأكدت الطالبتان أنهما لم يسبق لها معرفتهما به من قبل وأنهما أول مرة يشاهدا فيه المتهم الذي كان همّه أن يصيبهما فقط".

الأمن يعترض على "سفاح السويس"

واعترضت مصادر أمنية مسؤولة على انتشار مصطلح "سفاح البنات بالسويس"، قائلة إنها بلبلة تعمل على بث الرعب في نفوس الناس، وإن ما حدث حالتان فرديتان ويعكف رجال المباحث على عمل التحريات لضبط المتهم.

وطالبت الإعلام بالتحري عند نشر أخبار قد تتسبب في تخويف المواطنين دون التأكد من صدق المعلومة، خاصة أن الأهالي أخذوا ينسجون قصص الاعتداءات -حسب قول المصادر الأمنية- دون بلاغات رسمية سوى واقعتين فقط جارٍ عمل التحريات اللازمة لضبط المتهم عنهما.

7 حالات واستنفار أمني

ولكن بحسب ما أكده مصدر خاص لـ"عربي بوست" على اطلاع بالقضية في محافظة السويس فإن "عدد الفتيات اللاتي تم الاعتداء عليهن بنفس الطريقة وصل إلى 7 حالات، لكن اثنتين منهن فقط حرَّرتا محاضر رسمية، أما الأخريات ففضلن عدم تحرير محاضر، لكن الوقائع واحدة".

قضية "سفاح البنات" دفعت محافظ السويس اللواء عبدالمجيد صقر، الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، للاجتماع مع اللواء محمد جاد، مدير أمن السويس وقيادات أمنية من أجل متابعة القضية، خاصة في ظل إصابة عدد كبير من السيدات بالفزع.

وطعن مجهول يقود دراجة نارية فتاة بمدينة السلام في السويس، وفتاة أخرى في نطاق حي فيصل، وبعد 24 ساعة تعرضت سيدة منتقبة للطعن بمنطقة العوايد بحي فيصل، وتوالت بعد ذلك الحوادث، وكان آخرها طعن المتهم طالبة بالقرب من مبنى محافظة السويس ومديرية الأمن بشارع الشهداء.

صدمة آيتن عامر من السفاح

ودفعت حالة الرعب لدى فتيات السويس إلى إرسال استغاثة إلى الفنانة أيتن عامر على حسابها على موقع إنستغرام، وعبرت الممثلة المصرية عن صدمتها الشديدة من هذه الرسالة.

ونشرت آيتن صورة للرسالة عبر خاصية الأستوري، وجاء في نصِّها: "أنت الوحيدة اللي ممكن تساعد البنات، أنا من السويس وفي سفاح ماشي بيؤدب البنات من ظهورهن وبياخدوا أكثر من 15 غرزة وعاملين محاضر كثيرة، البنات هنا خايفين ينزلوا من بيوتهن لو سمحتي ساعدينا".

صورة من ستوري آيتن عامر
صورة من ستوري آيتن عامر

الفنانة المصرية استعانت بمتابعيها لتحرّي الدقة حول صحة الرسالة، ودُهشت من الردود التي أكدت هذا الأمر.

مجرد إشاعات

فيما قلل النائب محمد أبوالمجد، عضو ائتلاف دعم مصر بمجلس النواب المصري، من تلك الحوادث قائلاً لـ"عربي بوست" إنها مجرد شائعات، وأضاف: "تجولت في تلك الأحياء التي قيل إنها شهدت تلك الحوادث ولم أجد شيئاً، والناس تسير بشكل آمن".

وأرجع البرلماني تلك الشائعات إلى أنها "من اصطناع جماعات تهدف للنيل من استقرار مصر خاصة بعد تضييق الخناق على الإرهابيين".

سيدات وفتيات يؤكدن الواقعة

وقالت الطالبة مي حامد لصحيفة الوطن إن شقيقتها تعرضت للاعتداء أيضاً داخل أحد شوارع مدينة السلام من مجهول يقود دراجة نارية، وأصيبت بجرح كلفها 9 غرز في الظهر، وقمن بالاتصال بشرطة النجدة بالسويس.

وأكد السيد عوض (تاجر بمدينة السلام) أن السبب فيما يحدث من اعتداءات وجرائم داخل مدينة السلام هو غياب التطوير الحقيقي بالمدينة، مضيفاً: "دوريات الأمن لا تكفي لأن مساحة المدينة كبيرة جداً، ويجب إيجاد حلول واقعية تناسب ما يحدث من أجل حماية الجميع".

وقال مصدر أمني بقسم شرطة فيصل: "ننتظر ورود المحاضر من المستشفيات، وحالياً نجري تحريات كاملة عن وقائع الاعتداء، ونراجع الكاميرات الخاصة بالمراقبة في الشوارع التي أصيبت بداخلها الطالبات بمدينة السلام".

وأكد أن "العشرات من المتهمين بخطف حقائب تم القبض عليهم بدائرة القسم، خلال الفترة الماضية".

حكاية رعب في شارع الجلاء

من بين الحالات التي تعدى عليها "السفاح"، الطالبة مروة عصام، بالصف الثالث الثانوي، التي كانت تسير عصر الأحد الماضي، وهي التي روت ما حدث معها لوسائل الإعلام بينما فضّل باقي الضحايا الصمت، وتحدث عنهن ذووهن وأقاربهن.

وقالت مروة لـ"بوابة أخبار اليوم": "إنها كانت تسير بشارع الجلاء ومرّ بجانبها السفاح، وهو يستقل دراجة نارية، فحاول إصابتها بسلاح أبيض، لكنه فشل في المرة الأولى، فكرر الواقعة بعد التفافه بالطريق وسدد لها طعنة في كتفها"، مضيفة: "أنها رغم حيطتها وحذرها بعد منشورات فيسبوك عن ذلك الشخص المجهول، فإنها لم تسلم منه، مع حرصها على السير فوق الرصيف بجوار العمارات والمحال التجارية".

مروة أضافت أنها لم ترَ وجه المجرم، لكنها لاحظت ملابسه، حيث كان يرتدي جاكيت أسود، ويغطي رأسه بقبعة، مستقلاً دراجة نارية رفيعة، وأن تفريغ كاميرات المراقبة في المحال التي دخلتها مع رجال الشرطة لم يسفر عن شيء، سوى هيئته ولون دراجته ولم يظهر وجهه بوضوح.

ويكثف أمن محافظة السويس الجهود لسرعة ضبط السفاح، ونشرت مديرية الأمن عدة "أقوال أمنية"، تمركزت بالأماكن التي شهدت وقائع السفاح، وبالقرب من جامعة السويس وكلية التجارة، بجانب الدوريات المتحركة في الشوارع، وإجراء كمائن مفاجئة لقائدي الدراجات المشتبه فيهم.

وأوضح مصدر خاص لـ"عربي بوست" أن "أقوال الفتيات اللاتي تعرض لهن ذلك السفاح تؤكد أنه شخص واحد، ولكن للأسف كاميرات المراقبة في الشوارع لم تحدد ملامحه، إذ إنه يقوم بجرائمه بواسطة دراجة بخارية وهو مسرع".

وأَضاف المصدر أن "المجرم شاب لا يتعدى الثلاثين من عمره ذو بشرة سمراء، رفيع البنية، ويرتدي تي شيرت وبنطالاً أسود".

النائب محمد أبوالمجد، عضو مجلس النواب المصري، الذي شكك في وقوع هذه الحوادث، أوضح أن "هناك مبالغة في تلك الحوادث، وللأسف الشديد أصبحت الحكومة المصرية وإعلامها متفرغاً فقط للرد على مثل تلك الشائعات، حتى إن قسم الشرطة في السويس أصبح متفرغاً للبحث عن ذلك المجهول الذي يقال إنه يطعن الفتيات وهو ما يستهدفه المخطط الرئيسي وراء تلك البلبلة".

علامات:
تحميل المزيد