شباب يموتون وآخرون يلعبون بالمال.. غضبٌ بعد فيديو لسوري يقدم سيارة بالملايين لحبيبته في دمشق

أثار تقديم شاب سوري يُقيم في مدينة دمشق سيارة فارهة هدية لحبيبته موجةَ جدلٍ واسعة بين السوريين على الشبكات الاجتماعية.

وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على الشبكات الاجتماعية سيارةً فارهة سوداء تقف في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق أمام سيارة صفراء، قبل أن يترجّل منها رجل برفقته سيدة قد غطّى عينيها بقطعة من القماش، ثم يكشف عن عينيها أمام السيارة التي أهداها لها ويقدم لها المفتاح.

ولم تخلُ مراسم تقديم الهدية من بعض الرومانسية التي كادت تُنسى في دمشق، إذ زُيِّنت السيارة بالبالونات والقلوب الحمراء، كما تم نثر عشرات البالونات في الهواء على أنغام الموسيقى.

جدل واسع بين السوريين

الهدية وهي عبارة عن سيارة صفراء من نوع شيفروليه طراز كومارو يقدّر ثمنها بملايين الليرات السورية (حوالي 50 ألف دولار)، تأتي في وقت تشهد فيه مناطق سوريا فقراً شديداً جرّاء الحرب واستيلاء النظام السوري على معظم المدن ومراكزها، باستثناء محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وبعض الجيوب التي تسيطر عليها داعش.

وأياً كانت صلة السيدة بالرجل، سواء كانت زوجته أو حبيبته كما تم تداوله، فإن السوريين لم يكتموا غضبهم من المشهد، إذ زعم بعضهم أن الرجل الذي قدّم الهدية هو ابن أحد الضباط في جيش النظام السوري، منتقدين الهدية مرتفعة الثمن رغم الفقر الشديد الذي يخيّم على معظم المناطق السورية.

https://twitter.com/Baraa_Abdul/status/1062681866489212930

ورأى الشاب إيهاب ظريف في تعليقٍ له أن المشهد يختصر الحال في سوريا: "شباب يموت من الجوع أو الحرب أو الغربة أو في المعتقلات، وشباب آخرون يعيشون حياة مرفهة ويلعبون بالأموال".

فيما أشاد آخرون بما اعتبروه انتصاراً للرومانسية، وعودتها إلى مدينة الياسمين بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار التي حلّت بها، داعين الآخرين إلى أن يتركوا "الناس تعيش"، حسب وصفهم.

تكلفة المعيشة في سوريا

يبلغ متوسط رواتب الموظفين الحكوميين في سوريا نحو 100 دولار أميركي شهرياً، في حين تبلغ تكلفة المعيشة للأسرة السورية المتوسطة العدد حوالي 300 دولار شهرياً في حال كانت الأسرة خالية من الأمراض ولا تحتاج إلى أدوية، وليس لديها طلاب جامعيون، باعتبار التعليم الأساسي والإعدادي والثانوي مجاني، وبغضّ النظر عن مصاريف النقل ومستلزمات أخرى، بحسب موقع "اقتصاد".

ويعيش ملايين السوريين كلاجئين في دول الجوار السوري، وقد بدأ بعضهم بالعودة إلى سوريا بالفعل، في حين يتخوَّف معظمهم من انتقام النظام منهم حال عودتهم.

فيما قدّر عدد النازحين داخل سوريا بحوالي 8 ملايين نازح، حسب آخر التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة.

وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد قدّر حجم الأموال اللازمة لإعادة إعمار البنى التحتية في سوريا بنحو 400 مليار دولار، مؤكداً أن عملية الإعمار قد تستغرق 10 – 15 عاماً.