جريمة في السويد.. هاجر إليها قبل سنوات، واليوم يعود الشاب الصغير إلى لبنان جثة هامدة!

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/10 الساعة 17:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/10 الساعة 18:55 بتوقيت غرينتش

كان مصطفى البابا في لبنان وسط عائلته بمدينة صيدا، أمضى معهم 16 يوماً، أفرغ فيهم شوقه لوالدته ووالده، وعدهما بجمع المال من أجل "الحج العام المقبل"، قبل أن يصل المغدور إلى السويد -حيث هاجر قبل سنوات- ويلقى حتفه.

البابا البالغ من العمر 31 عاماً، هاجر إلى السويد قبل 7 أعوام، ولم يعلم أن زيارته إلى لبنان قبل أيام كانت الأخيرة، وأن وعده لوالديه لن يتحقق.

جريمة في السويد والضحية شاب عربي من لبنان

يوم الجمعة 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 في تمام الساعة الـ2:30 فجراً وقعت الجريمة.

كان مصطفى -الأب لولدين- قد أغلق مطعمه مع شريكه "صهيب" في مدينة اوبسالا السويدية فجر الجمعة، وخرج ليرمي النفايات في المستوعب.

وما إن مشى خطوات ليست بعيدة عن المطعم حتى سمع "صهيب" وعامل آخر في المطعم صوت رصاص.

هلعا للخارج ليجدا شخصاً ملثماً يلوذ بالفرار بعدما أطلق النار على مصطفى، طلقتين برجله وواحدة ببطنه.

السرقة هي الدافع وراء الجريمة

قُتل الشاب اللبناني على الفور، فيما كان الدافع وراء الجريمة السرقة، بحسب ما يروي شقيق مصطفى في حديثه لصحيفة "النهار" اللبنانية.

ويضيف علي البابا: " "كان سعيداً جداً أنه وسط عائلته واحبابه، عشنا اياما جميلة معه، ودّعنا على امل اللقاء، واعداً والديه قبل مغادرته بأنه سيعمل جهده لتأمين مبلغ مالي يمكنّهم من السفر الى المملكة العربية السعودية لاداء فريضة الحج".

وتابع: "كما أكد لنا انه حين تتحسن ظروفه المادية سيعود الى بلده ويكمل بقية حياته بيننا، لكن للأسف لم يمنحه المجرم فرصة لتحقيق أحلامه، خطفه أمام شريكه في العمل والعامل قبل أن يفرّ إلى جهة مجهولة".

وحول الجريمة يقول علي: "السرقة هي الدافع وراء الجريمة، فقد ظن المجرم أن الغلّة مع مصطفى إلا أن توقعه لم يكن في محله".

ووفق ما ذكر شقيق مصطفى، فقد فتحت السلطات السويدية تحقيقاً بالحادث، وأكد "بحسب ما علمناه توصلت إلى خيوط مهمة في القضية من دون أن تطلعنا على التفاصيل".

ولم يذكر علي ما إن أطلعتهم السلطات السويدية على جنسية القاتل أو أي معلومات عنه حتى اللحظة.

آخر اتصال..

وكان علي آخر من اتصل به مصطفى بحسب ما قال، مشيراً إلى أنه كان يتحدث معه عبر الكاميرا قبل الجريمة بساعة.

وقال: "اتصل بي، قام بجولة على مطعمه كي أراه، اطمأن على الجميع، أوصاني أن أوصل سلامه إلى والديه وشقيقه وشقيقتيه، لنفجع بعدها بخبر مقتله".

مصطفى الذي يحمل الجنسية السويدية اتخذ قبل سبع سنوات قراره بالهجرة إلى السويد، وفيما كانت عائلته تنتظر عودته للاستقرار في لبنان، تنتظر اليوم أن تُنجز أوراقه ليعود بجثمانه إلى أرض وطنه!

العرب في السويد

ويقدَّر عدد سكان السويد بما يقارب 9 ملايين ونصف مليون نسمة، حيث يعيش في العاصمة ستوكهولم نحو مليون ونصف مليون نسمة، في حين أن ثانية وثالثة كبرى المدن هي غوتنبرغ، ومالمو التي يقطن بها أغلب الجاليات العربية.

يبلغ عدد المواطنين واللاجئين العرب في السويد نحو 400 ألف نسمة، يشكلون نسبة 1.8% من عدد السكان، إضافة إلى 16 ألف لاجئ سوري وصلوا إلى السويد منذ بداية الأزمة السورية عام 2011.

علامات:
تحميل المزيد